قلوب ميتة( بقلمي فايزة العبادي )
في احد أحياء " وادي السير" الشعبية تعيش امرأة تدعى ( أم يوسف ) في العقد السادس من العمر ، وضع الدهر على وجهها بصماته ،تعيش مع ولدها يوسف في منزل متواضع ،أم يوسف منذ وفاة زوجها لم تذق طعم الراحة تعمل بجد بخياطة الملابس وتبيعها على أصحاب المحلات التجارية بسعر بخس .
حلم حياتها أن ترى يوسف شابا يعتمد على نفسه ويحمل الشهادة الجامعية ، مضى خمس وعشرون سنة وهي تترقب ذلك اليوم بفارغ الصبر ، أكمل ولدها الثانوية العامة بمعدل لا يؤهله دخول الجامعة فقرر الالتحاق بالقوات المسلحة .
بعد عام ونصف تزوج يوسف فتاة من البقعة اسمها وداد ، مرت بضعة أشهر أنجبت بعدها مولودا ذكرا ، يوسف لم يعد كما كان فقد تغير كثيرا حتى أصبح يزور أمه كل أسبوع مره حتى انه في بعض الأحيان ينساها .
ذات يوم قررت أم يوسف أن تزور بيت ولدها لترى طفله الصغير ، وقفت أمام باب المنزل طرقت مرات ومرات لم تيأس .
حتى فتح الباب أطلت منه وداد زوجة ولدها
وداد: نعم ! ماذا تريدين .
أم يوسف : أريد أن أرى ابن ولدي يوسف فقد اشتقت إليه.
وداد : نائم لا أحب أن أزعجه ، تعالي يوما آخر ، آه صحيح أنا ويوسف سنذهب رحلة عمرة أتمنى أن أعود كي اجدكي ميتة .
استشاطت أم يوسف غضبا وأمسكت بوداد أوسعتها ضربا لم تترك فيها بقعة لم تصل إليها بيدها وأسنانها
رجعت أم يوسف طريقها نحو بيتها تجر خيبتها وضياع سني عمرها دون فائدة.
عاد يوسف بعد ساعات من عمله فما كان من وداد إلا أن صارت تفتعل البكاء وتهدده بأنها ستترك المنزل وتطلب الطلاق إن لم يسترد كرامتها.
في طريق العودة أحست أم يوسف بألم مرير أثقل صدرها وجثم على أنفاسها، حتى وصلت إلى المنزل، تمددت على سريرها وهي تتألم تناولت الهاتف لتطلب من ولدها إحضار الطبيب.
رد عليها يوسف بكل قسوة ماذا تريدين هل ارتحتي الآن بعد أن دمرتي حياتي .
أم يوسف : ولدي أنا ........
يوسف: لا أريد أن اسمع صوتك انسي أن لك ولدا دعيني وشأني.
واقفل الهاتف ...............
اشتد الألم على أم يوسف زادت نبضات قلبها لم تعد تستطيع التنفس تنظر حولها تتذكر ولدها وهي تلاعبه وتطعمه
حتى أغمضت عينيها إلى الأبد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
المفضلات