جلست في المقهى
وأشعلت سيجارتي البيضاء
وأتأمل ما في فنجاني
تتراقص خيوط أبخرته مع عبير رائحته
وعلى صوت نغم فيروزي مجنون
حبيتك تا نسيت النوم
فيسرقني ايقاع نغمات المطر
وانعكاسات أنوار السهر .. وتبلل أغصان الشجر
/
خرجت تاركاً مظلتي
ركضت تسابقني ضحكاتي
لا أعلم أين اتجاهاتي
/
توقفت على أبواب حديقة
قد خلت من الناس لا صوت ولا حركة
/
سوى صدى خطوات
تقترب مني فتاة حسناء .. بقناع طفولي
لحظات صمت طال الوقوف
دفعتها روحها الطفولية للابتسام
وبدأت بالكلام
/
اعطني يدك لنكسر الأبواب
ونكتشف ماوراء الأسوار
يا صاحبة الشعر المبلول
دعيني أغرق شوقاً في عينيك السوداوين
تغني باسمي لحناً بشفتيك الحمراوين
و اعلني أسري حكماً بين جدران الرئتين
/
أمسكي بيدي .. دعينا نضحك كالمجانين
نرتمي فوق الأعشاب .. نتأرجح على الأغصان
نتسلق جذوع الأشجار
/
دعينا نخلع أقنعة الزيف .. نتجرد من مكذوب الكلمات
دعينا نلبس براءة الاطفال.. ونسكر بنقاوه مياه الأمطار
دعينا لا نكون نحن .. دعينا نكون من سكان الفضاء
لا يوجد في قواميسنا .. سوى مفردات الحب
/
دعينا نفكر بصفاء
كسماء ودعت غيومها .. دعينا نلعب حد الاعياء
ومن ثم تعالي
نجلس فوق الكرسي الخصفي
ونلامس أعمدته الخوصية
و أرتمي بالأحضان
أغلقي عينيك وابدئي بالهذيان
ونامي على صدري كالأطفال
أكملي بوحك وأشكي .. حتى تنفد منك الأسرار
/
أغلقت عيني ..وتجردت من كل حواسي
وعدتُ من رحلة خيالي
على صوت جرس باب المقهى
لبست معطفي وخرجت
وتركتها نائمة تحت الأمطار
/
/
بقلمي : ابن الشريف
1 / 10 / 2009
.
المفضلات