برلمانية تونسية تطالب بالخفض من صوت الآذان
يثير طلب عضو مجلس المستشارين بخفض صوت الآذان ردودًا قويةً في الأوساط التونسية بمختلف فئاتها .
هدى الطرابلسي من تونس لمغاربية – 26/12/10
[أرشيف] البرلمانية التونسية رياض زغل تصدرت عناوين الصحف بتصريحاتها عن الآذان.
أثارت برلمانية تونسية ضجة بتصريحاتها بأن ارتفاعًا حادًا في صوت الآذان أصبح جد مزعج وغير متناغم.
وقالت الدكتور رياض الزغل عضو مجلس المستشارين في تصريح لها يوم 16 ديسمبر "من المعلوم أن بلادنا تشهد تكاثرًا ملفتًا في بناء المساجد في مختلف المناطق والأحياء السكنية بالمدن".
وزعمت البرلمانية أن "المسافات التي تفصل بين مسجد وآخر تتقلص شيئًا فشيئًا ويصبح الآذان للصلاة يأتي من مسافات متقاربة وبأصوات مضخمة وغير متناغمة مع درجات من "د-سي-بال" فائقة العلو مما يمثل إزعاجًا".
وفي رده على مزاعم الزغل، قال وزير الشؤون الدينية بوبكر الأخزوري إنه لا يسمح بالتلوث الصوتي، مذكرًا بمنشورين إثنين وجهتهما الوزارة إلى السلطات الجهوية في 2005 و 2010 إثر ملاحظة التجاوزات.
وزارة البيئة والتنمية المستدامة أكدت لمغاربية أن المسموح به من ناحية درجات الصوت هو في حدود "100" "د-سي-بال" إلا أن بوبكر الأخزوري، أكد أن وزارته أصرت على تخفيض هذا الرقم إلى حدود "70" د-سي-بال.
وبرّر الأخزوري ذلك بأنه يعرف نتيجة التلوث الصوتي على جسم الإنسان وعلى نفسيته، مذكرًا بأحقية كل تونسي بإحترام هذا الإجراء.
لكن تصريح الزغل استثار ردودًا ضارية من التونسيين.
الشاب مطيع عبد الهادي قال "كم تمنينا لو استنكرت هذه السيدة أصوات المهرجانات الماجنة إلى ساعة متأخرة من الليل وأصوات المزود مرتفعة من الأسطح في الحفلات الصيفية وأصوات الأغاني المرتفعة ليلاً نهارًا والمنبعثة من السيارات المخالفة للقانون".
الأستاذ والباحث في الشؤون الاسلامية شاكر الشرفي قال في استغراب "إنها لم تسمع أصوات المطالبين بعفو تشريعي عام أو صوت المحرومين أو الموجوعين أو المطالبين بمزيد من الحريات، وكل ما أزعجها هو صوت المؤذن؟!".
نزار براهمي، ناخب آخر، قال "كيف تجرأت هذه المستشارة على إصدار حكم أو طلب شيء ليس من اختصاصها؟"
وأضاف براهمي "أمر الدين له رجال الدين".
وفي تصريح على ردود الأفعال والانتقادات التي تلت مداخلتها، قالت الزغل "تمحورت مداخلتي حول ضرورة إيجاد خارطة لبناء المساجد وتوزيعها حتى لا تتداخل أصوات الآذان وبفارق واضح بين مسجد وآخر".
وأوضحت الزغل "وقد فُهمت مداخلتي على أساس أن الآذان لا يصلح وهو ما لم أقله البتة بل كانت من باب الله جميل ويحب الجمال".
وفيما يتعلق بمسألة التكفير التي تعرضت لها قالت الزغل "إنه لا يجب أن نترك الفرصة لمثل هؤلاء لأنهم يمثلون أعداء الذوق العام".
أحميدة بن جمعة تقني إعلاميات ومدون يرى من جهته "أعتقد أن ما يقع هو توظيف واستغلال يمارسه الظلاميون"، مضيفًا "لا أرى ما يبرر ردة الفعل العنيفة التي يشنها بعض الأشخاص على ما قالته المستشارة".
على أي، يضيف المدون لمغاربية، فإن الزغل لم تقل إنها مع إلغاء الآذان، هي طالبت بتوحيد الصوت وتخفيضه "وهذا مطلب شرعي حتى من الناحيه الدينية حفاظًا على قدسية هذه الشعيرة الإسلامية".
متعلقات
تسامح المهاجرين أساسي لسد الفجوات الثقافية
2010-05-19
القمة العربية تواجه التهديدات الأمنية في إفريقيا
2010-03-26
تعديل وزاري في تونس بسبب الاحتجاجات
2010-12-30
ترحيب التونسيين بدعوة إيطاليا لمواجهة القاعدة
2010-01-21
تقرير أمريكي يشيد بالمغرب الكبير لمكافحة التطرف
2010-11-28
وأشار بن جمعة "في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك مضخمات صوت. وقال "معالجة تكاثر أصوات المؤذنين بطبقات مختلفة وأصوات مختلفة وبقراءات مختلفة وبتفاوت زمني من شأنه أن يضر بقيمة وهيبة الآذان والصلوات".
الحبيب الجمني مخرج تلفزي يؤيد نداء الزغل لخفض صوت الآذان. وقال "دون أي تحامل أو تشنج أعصاب أسألكم ما العيب في أن نطالب بأن يكون صوت المؤذن جميلاً شجيًا ترق له القلوب وتخشع؟ ما العيب في أن يكون صوت الآذان في تونس نافذًا للقلوب حتى تخشع وفي النفوس حتى ترق؟"
وقال الجمني "بالله عليكم حاولوا أن تطالبوا بأصوات آذان محترمة وحرية وجديرة بقداسة الآذان عوض سب وشتم النائبة أو المستشارة".
وأضاف "فلنحاول أن ننسى ثقافة السب والتهجم من أجل تكريس فكر الإقناع وتأصيل الجميل في دين جعله الله في غاية الجمال".
المفضلات