من جديد يعود المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم إلى واجهة المشهد السياسي في مصر بأحدث أغانيه "مش هانتخب البرادعي"، والتي جعل منها رسالة تأييد مبكرة للرئيس محمد حسني مبارك في الانتخابات المقرر إجراؤها نهاية 2011، بل ذهبت الأغنية أيضا إلى تأييد جمال نجل الرئيس.
وتقول كلمات الأغنية التي كتبها إسلام خليل -الذي ارتبطت شهرته بصعود المطرب الشعبي- "مش هانتخب البرادعي ولا حتى في الخيال، الريس لسه كويس والصحة عال العال، كبير وعنده خبرة ويعرف حاجات كتير"، "أنا هانتخبك يا ريس لو حتى دمي سال، وإن ما ترشحتش أنت أنا هانتخب جمال".
ويقول المطرب عبد الرحيم إن السبب الرئيس الذي دفعه لأداء هذه الأغنية هو حبه الشديد للرئيس مبارك، الذي يمثل برأيه "رمزا للاستقرار الذي تشهده مصر منذ عقود".
وينتقد المطرب الشعبي في حديثه مع الجزيرة نت الدكتور محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير بقوله "طول عمره عايش في دول أجنبية تختلف ظروفها عن مصر، ولهذا أرفض دخوله الانتخابات الرئاسية، وأدعو إلى عدم التصويت له، فهو لن يستطيع حل مشاكلنا، لأنه ببساطة يعيش بعيدا عنا".
ويرى عبد الرحيم -أو شعبولا كما يعرف هنا- أن هجوم البعض عليه "ليس له مبرر على الإطلاق، فأنا فنان أعيش في مصر وأتابع ما يجري فيها، ومن حقي أن أعبر عن رأيي بالطريقة التي أراها".
البرادعي يسعى إلى تغيير سياسي بمصر (الفرنسية-أرشيف)
دعوة للتوريث
من ناحيته اعتبر الناقد الفني طارق الشناوي أن شعبان عبد الرحيم لم يترك أية فرصة دون أن يقوم باستغلالها، في محاولة للتقرب من الرئيس وعائلته من خلال الغناء لهم، وهو ما جعل منه واحدا من الداعين إلى توريث السلطة في مصر.
ووصف الشناوي في حديثه للجزيرة نت المطرب الشعبي بأنه "فقد الكثير من البريق الذي أحاط به في السنوات الماضية، وأصبح ورقة دعائية فاقدة المفعول، لا تضر البرادعي ولا تفيد غيره".
في السياق ذاته شددت الكاتبة والناقدة ماجدة خير الله على أن عبد الرحيم لا يعبر في هذه الأغنية عن جموع الشعب المصري، وإن كان قد لعب بالفعل على وتر حساس، عندما قدم أغنية "بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل"، والتي تزامنت مع تصاعد الغضب ضد الجرائم والانتهاكات الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني.
اللعب مع الكبار
ولفتت خير الله في حديثها للجزيرة نت إلى أن ما يقوم به عبد الرحيم "مجرد محاولة للعب مع الكبار، والتقرب إليهم بشتى الصور، وهو الأمر الذي لم يخدع الجمهور المصري، والغالبية ترى في الأمر مجرد صورة من صور النفاق العديدة، الموجودة في الحياة العامة".
في المقابل، ترى الناقدة الفنية ماجدة موريس أنه "لا يجب تحميل الأمر أكثر مما يحتمل، لأن عبد الرحيم ليس زعيما سياسيا، بل مجرد مطرب يوظف حدثا سياسيا يشغل الكثير من الناس".
الشناوي: شعبان عبد الرحيم لم يترك أية فرصة في محاولة التقرب من الرئيس وعائلته
(الجزيرة-أرشيف)
واعتبرت موريس في تصريح للجزيرة نت أن هذا التوظيف يرى فيه عبد الرحيم "عاملا مساعدا لنجاح إحدى أغنياته الجديدة، في ظل سوق تشهد منافسة كبيرة".
وبدورها أشارت الكاتبة والناقدة الفنية أمينة سالم إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين الفن والوضع السياسي والاجتماعي العام السائد في المجتمع.
ولفتت في حديثها للجزيرة نت إلى أنه "في الفن كما في السياسة، ما يمكن وصفه باللحظة الانفعالية، التي ربما تثمر عن إنتاج عمل معين، وفور انتهائها تأتي مراحل أخرى من التفكير والتأمل، تساهم في إخراج منتج أكثر صدقا وأصالة".
وأضافت أن "عبد الرحيم مطرب شعبي، لديه حرص على أن يستقي كلمات أغنياته من أحداث وتطورات، تحتل موقعا مهما لدى الناس حتى تنجح".
المصدر: الجزيرة
المفضلات