كثيرمن الزيجات التي انتهت بأبغض الحلال، تدفع البعض للسؤال: هل كان الزواج عن حب ؟ مشاعر طالما أرّقت أصحابها وحرمت عيونهم النوم، أم تقليدي من خلال لقاءات تمت في حضرة الاهل وصالونات البيوت، وكأن الفشل مرهون بالطريقة التي تم من خلالها الارتباط وليس في ذلك القناع الذي أخفى وراءه كلا من الشريكين حقيقة طالما شكلت صدمة للآخر.
يرتبط كثيرون عن حب ولا يستمر زواجهم سوى فترة وجيزة، ويتزوج آخرون حتى بلا سابق معرفة ويستمر الزواج حتى آخر العمر، ويختار البعض البقاء تحت سقف واحد برغم ابتعادهم، ليكون الزواج أقرب لمؤسسة تتداخل فيها حسابات القلب والعقل والقسمة والنصيب التي تبقي الشركاء داخل هذا القفص أو تخرجهم منه وبرغبتهم المحضة.
ارتبط الزواج التقليدي بصور ساذجة جسدتها الدراما العربية بأمانة وخبث.. سلسلة فحوصات تقوم بها أم العريس كأن تطلب من العروس تكسير حبات البندق الصلبة بأسنانها لتتأكد من سلامتها، او تتفحص رائحة فمها عبر ضمها وشمها بصورة مضحكة، او تعمدها استخدام دورة المياه للتأكد من مستوى النظافة في منزل الاسرة التي تريد مصاهرتها وغيرها. من الصورغير المقبولة في اختيار شريكة الحياة .
لكن دراسة فرنسية حديثة فجرت مفاجأة اذ افادت بأن الزواج التقليدي ما يزال الافضل سوقه ماشي وبجدارة، واعلنت بعد بحوث ميدانية بأن 85% من زيجات الحب كان مصيرها الفشل الذريع بعد ان تكون اللحظات الجميلة ذابت والعواطف تبخرت والمشاعر الرقيقة ذهبت ادراج الرياح، فتظهر العيوب في كلا الزوجين ..
وقال الباحث د. سول جوردون بأن عهد الرومانسيات ولى الى غير رجعة، ومن اراد الاستقرار الأسري عليه ان يبحث عن تجربة ناجحة، لاتدعو الى الندم اطلاقا، زواج موضوعي، يعمق الحوار، ويعزز مفهوم الشراكة بين الزوجين من خلال تحمل المسؤولية والتسامح وتقاسم الاعباء، فيما لم يسفر زواج العاطفة الا عن خسائر فهو مضيعة للوقت وشرور وخلافات تتفاقم في معظم الاحيان وتصل الى طريق مسدود يتهدد كيان الاسرة والمجتمع .
تحكي منى 36عاما بان ظروفا مختلفة دفعتها لأن توافق على الزواج بهذه الطريقة التي كانت ترفضها، لكن سنوات العمرالتي مرت بسرعة وضعتها امام هذا الخيار. .هناك من رشحها له، ثم أتى مع اسرته ليراها، ثم تكررت الزيارة اكثر من مرة مع شقيقته، وجدته مناسبا، زوج معقول، يكبرها بثمانية اعوام، له زواج سابق لم يثمر عن ابناء، الاهم ان لدى كليهما رغبة مشتركة في بناء أسرة سعيدة.
وتضيف رجاء 33عاما : طالما تمنيت ان ارتبط بزوج يحمل مواصفات خاصة، وضعتها في خيالي ، اقرب لأحد نجوم السينما، رفضت كثيرين من أجل هذا الحلم الذي لم يأت، فمن تقدموا كانوا مختلفين تماما، وأفقت على حقيقة انني تجاوزت الثلاثين وما زلت بانتظار فتى الاحلام، فيما شقيقتي الاصغر تزوجت وانجبت، الآن اتمنى ان اعثر على فرصة، حتى لو اقتضى ذلك ان اكون الزوجة الثانية في حياة أحدهم .
لكن جيل هذه الايام مختلف، والانفتاح على العالم فجر الرغبة في زواج يحقق الطموحات والاحلام المختلفة بوقت أسرع، ولم يعد في اجندة هذا الجيل، رسائل تطوق سطورها باسهم تخترق القلوب التي تقطر بالحبر الاحمر، او الاخذ بنصيحة المطرب الراحل فريد الاطرش لقمة صغيرة تشبعنا وعش العصفورة يقضينا .
تقول سارا 23عاما : لايوجد زواج عن حب هذه الايام، يجب ان يكون تفكيرنا اكثر مرونة والانتظار الطويل ريثما يتمكن الشاب من تدبير اموره يقتل كل الطموحات والرغبة في حياة مستقرة.
يضيف يزن 28عاما : التوافق الثقافي والاجتماعي هو الاهم، والعشرة والرغبة في حياة مشتركة تعزز الألفة، تولد عاطفة ليس بالضرورة ان تكون متأججة بل تكفي لبناء اسرة سعيدة.
وتعتبر راما 22عاما بان انتظار فارس الاحلام الوسيم، سيذهب بسنوات العمر، وتصحو بعدها الفتاة على واقع انها وصلت سن الثلاثين او اكثر.. يبدو ان العودة الى الجذور هي الوصفة السحرية لكل ما يؤرق في الحياة، والزواج احدها حتى في عصر الانترنت وثورة المعلومات والتكنولوجيا الصاخبة
المفضلات