كتب - صلاح العبّادي - الثلاثاء الماضي لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لعشرات العاملين في شركة يرأس مجلس إدارتها قيادي «إخواني ونقابي» من حزب جبهة العمل الاسلامي، عندما أوصد باب مكتبه في مجلس إدارة إحدى الشركات ذائعة الصيت بوجه العاملين وتوعدهم بالفصل!
في التفاصيل التي حصلت «الرأي»عليها من مصادر متطابقة فإن هؤلاء العاملين يطالبون بصرف راتب شهر حزيران الذي تأخر حتى أول من امس (العاشر من تموز)، وصرف راتب الثالث عشر الذي كان اقرّه مجلس الادارة، وكذلك صرف الزيادة السنوية المقررة، حسب عقود عملهم، البالغ قيمتها 20 دينارا، وفقاً لما تضمنته عقود العمل الخاصة بهم والتي لم تصرف منذ سنوات.
العاملون في هذه الشركة طالبوا بحقوقهم في مبنى الشركة، قبل أن يصلهم التهديد والوعيد من القيادي الاخواني الذي طلب منهم بواسطة احد المدراء مغادرة الشركة والعودة الى اماكن عملهم والا الفصل من العمل!
القيادي البارز والذي يبادر دوماً للتنسيق بين حزب جبهة العمل الاسلامي والحراكات الشعبية، ضاق صدره عندما تعلق الأمر بحقوق عمالية لعاملين في الشركة التي يرأس مجلس إدارتها، لا بل توعد وفقاً لاحد العاملين احد المدراء في حال لم ينهِ مطالب الموظفين.
قد نجد في هذا السلوك نوعاً من التناقض أو الاضطراب أو الازدواجية أو الغموض، فربما نسي هذا القيادي أن التحاور والتخاطب يعد من الأمور المهمة والأساسية في طريقة التعامل، وأسلوب التفاهم مع العاملين في الشركة، للتوصل إلى حلحلة الأمور العالقة، للتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق على حل وسط يرضي الأطراف كافة، بصورة عادلة ومرضية، وهذا يتطلب الاعتماد على اسلوب راق في التفاهم، واحترام الرأي الآخر، ووجهات النظر المختلفة؛ كون الحوار الديمقراطي هو الحل الأمثل والأسلوب الأفضل، لأنه سيؤدي في النهاية إلى التوصل إلى الحل المرضي للطرفين، في جو يسوده الإحترام والتفاهم.
إن الذي ينادي بالديموقراطية، عليه أن يتحلى بسعة صدر ويتقبل وجهات النظر ويمنح الحقوق لاصحابها بالعدل بعيداً عن لغة التهديد والوعيد.
المفضلات