وادي الأردن- ريم الرواشدة - يجد وزير البلديات المهندس ماهر أبو السمن، نفسه في خضم الملف المائي، بعد أن حمل أيضا حقيبة وزارة المياه و الري قبل عدة اسابيع،فيما لا تمنعه المدة الزمنية الممنوحة للحكومة»كحكومة انتقالية»من قراءة تفصيلات هذا الملف على ارض الواقع.
ففي مستهل جولاته الميدانية، اختار أبو السمن تفقد 7 سدود في وادي الأردن، منتشرة في وسط و شمال المملكة، تشكل الدعامة الأساسية لتزويد المملكة بمياه الري والشرب، إضافة لمواقع هامة أخرى ذات صلة بالنوعية والكميات الواردة من مصادر مائية مشتركة مع الجوار.
ولهذه السدود أهمية واضحة كونها تشكل 83% من السعة الكلية لسدود المملكة العشرة البالغ سعتها 325 مليون متر مكعب.
في الجولة التي استمرت نحو 12 ساعة،بدا واضحا على الزائرين، التقدير والإعجاب بالجهاز الفني، القائم على تلك السدود، لقدرته على أعمال التشغيل، الصيانة و المتابعة المكتسبة من خبرة واسعة من «عمله» مع الشركات العالمية التي نفذت تلك المشاريع، لكن ما عكر الأجواء وافقدها بعضا من بريقها، وصول التخزين المائي فيها إلى الخطوط الحمراء.
ميدانيا، وإنطلاقا من الوسط إلى الشمال شملت الجولة سدود:شعيب، الكفرين، الكرامة و محطة ضخه، شرحبيل»زقلاب»، العرب، الوحدة وطلال، واطلع أبو السمن و الوفد الصحفي على واقعها من حيث التخزين و الجاهزية والسبل الاستثمارية لمواقعها كأماكن سياحية وترفيهية خاصة موقع سد الكرامة.
وفي مركز التحكم في ديرعلا ،شُرح مفصلا آلية عمل المركز ومراقبته للمصادر المائية في وادي الأردن سواء مياه قناة الملك عبدالله ومصادرها، أو لخط المياه الناقل من سد الملك طلال بطول 24 كيلو مترا، حيث تستخدم مياهه للري.
وأنشئ الخط الناقل لمياه سد الملك طلال، قبل عدة سنوات فقط، لتعويض المزارعين عن كميات المياه الصالحة للشرب التي كانت تستخدم في ري مزارعهم، بأخرى من سد الملك طلال لا تصلح إلا للري فقط.
غير أن مخزون السدود الواصل إلى الخطوط الحمراء، قد يخفف من وطأته، قرب وصول مياه الديسي و الموسم المطري.
ويقول الوزير أبو السمن «وصول مخازين السدود للخطوط الحمراء ،غير مقلق ،لاننا ما زلنا في بداية الموسم المطري،ومجىء الديسي العام المقبل سيخففان من تبعات انخفاض التخزين».
ويزيد»أستطيع أن اؤكد أن مياه مشروع الديسي ستصل في موعدها العقدي،أي كما هو موقع مع الشركة التركية المنفذة،في بداية الصيف المقبل».
ويضيف»سأزور المشروع يوم الخميس-اليوم- للإطلاع على ارض الواقع على مكوناته وسير العمل به،وذلك قبيل اجتماع يعقد السبت المقبل لمناقشة المشاريع الواجب إنشاؤها لاستقبال مياه الديسي.»
وفي محطة هامة أخرى، توقفت الجولة أيضا مطولا عن سد العدسية التحويلي،وهو سد صغير ذي بوابات يحول المياه القادمة من بحيرة طبريا،و أخرى لتحويل القادم من نهر اليرموك،وتكمن أهميته في إمكانية وقف المياه القادمة من بحيرة طبريا ونهر اليرموك في حال حدوث أي تغير في نوعية المياه.
أما بلغة الأرقام،ما تبقي عليه السدود الوسطى والشمالية من مخزون مائي لا يتجاوز الـ42 مليون متر مكعب ،ومعظمها لا يصلح كمياه للشرب وإنما هي مياه للري،مع استثناء تخزين سد الكرامة البالغ 7 ملايين متر مكعب، من مياه الري لارتفاع ملوحته،وصل مخزون طلال إلى 22 مليون متر مكعب من اصل 75 مليون متر مكعب،والوحدة إلى 4 ملايين متر مكعب من اصل 110 ملايين متر مكعب،وشرحبيل 100 ألف متر مكعب من سعته البالغة 4 ملايين متر مكعب،وشعيب فارغ من المياه من اصل مليون و 400 ألف متر مكعب،والكفرين مليون متر مكعب من اصل 8 ملايين متر مكعب.
ويقول أمين عام سلطة وادي الأردن المهندس سعد ابو حمور»بلغ تخزين سدود المملكة كافة حتى اليوم-اول من أمس- 46 مليون متر مكعب بما في ذلك التخزين الميت».
ويضيف»22 مليون متر مكعب منها فقط صالح للشرب،ومقارنة بالعام الماضي لذات الفترة نعاني نقصا في التخزين بنحو 8 ملايين متر مكعب».
المفضلات