بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
من الأسس التي يجب اتباعها في مبحث الأسماء والصفات لله جل وعلا أن تعتقد أخي المسلم أن أسماء الله جل وعلا حسنى وصفاته علا .
قال نخبة من العلماء في كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة ج1 ص 117 :
أسماء الله سبحانه وتعالى كلها حسنى أي بالغة في الحسن غايته ، قال تعالى { ولله الأسماء الحسنى } الأعراف 80 ، وذلك لدلالتها على أحسن مسمى وأشرف مدلول وهو الله سبحانه وتعالى ، ولأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا إحتمالا ولا تقديرا ، مثال ذلك { الحي } ؛ اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال ، الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر وغيرها ، ومثال آخر { العليم } ؛ اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى متضمن للعلم الكامل الذي لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان ، قال الله تعالى { علمها عند ربي لا يضل ربي ولا ينسى } طه 52 ، العلم الواسع المحيط بكل شيء جملة وتفصيلا ، سواء ما يتعلق بأفعاله أو أفعال خلقه ، كما قال تعالى {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } غافر 19 .
والحسن يكون بإعتبار كل اسم على إنفراد ، ويكون بإعتبار جمعه إلى غيره فيحصل بجمع الإسم ألى اسم آخر كمال فوق كمال .
مثال ذلك ؛ { العزيز الحكيم } فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن الكريم كثيرا ، فيكون كل منهما دالا على الكمال الخاص الذي يقتضيه ، وهو العزة في { العزيز } ، والحكم والحكمة في { الحكيم } . والجمع بينهما دال على كمال آخر ، وهو أن العزة لله تعالى مقرونة بالحكمة ، فعزته تعالى لا تقتضي ظلما ولا جورا ، كما يكون من بعض أعزاء المخلوقين ، فإن بعضهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور .
وكذلك حكمته وحكمه سبحانه وتعالى مقرونان بالعز الكامل ، بخلاف حكم المخلوق وحكمته .
ذلك والله أعلم .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه
المفضلات