عمان - عماد عبد الرحمن - أنهى رئيس الوزراء المكلف الدكتور معروف البخيت أمس،مشاورات مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة مع كافة القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني،وشملت تلك المشاورات رئيسي وأعضاء مجلسي (الأعيان والنواب)،والاحزاب السياسية بكافة توجهاتها (المعارضة،الوطنية والوسطية)، ورؤساء الوزارات السابقين، وشخصيات سياسية وناشطين ،وقادة النقابات المهنية (وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها رئيس وزراء مكلف نقباء النقابات المهنية قبل تشكيل الحكومة).
وتوقعت مصادر مطلعة أن يشكل الدكتور البخيت حكومته خلال اليومين المقبلين، بحيث يستجيب التشكيل لمطالب ورؤى الفعاليات السياسية بتقليص عدد الوزارات،ما بين 23-24 حقيبة،وإيجاد آلية مؤسسية واضحة تكلف بمراقبة الأسعار، ومحاربة الفساد بكافة أشكاله. ويرجح ان يعين الدكتور البخيت نوابا له، يكلفون بالملفات الرئيسية التي تعهدت الحكومة بمعالجتها.
وقال مصدر حكومي مطلع أن الحوارات الموسعة التي جرت على مدى أربعة أيام ومنذ تكليف البخيت بتشكيل الحكومة هدفت إلى «تحديد ملامح وآلية التواصل والحوار الممنهج والمؤسسي مع كافة القوى السياسية»، والذي طلبه جلالة الملك في كتاب التكليف السامي للحكومة يوم الثلاثاء الماضي،موضحا ان «الاتفاق مع القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني هي الطريقة الامثل لاستدامة ولتحديد مستقبل العلاقة بين الحكومة وبقية مكونات المجتمع ومؤسساته،بعيدا عن الموسمية أو البروتوكول».
ووصف المصدر في حديث الى «الرأي» الحوارات الشاملة التي جرت بأنها «صريحة وشفافة وتحمل أفكارا وتطلعات واضحة للمرحلة المقبلة»،مشيرا الى أن رئيس الوزراء المكلف حدد ملامح المرحلة المقبلة انطلاقا مما ورد في كتاب التكليف السامي للحكومة،والذي أمر فيه جلالته بـ» اتخاذ خطوات عملية وسريعة وملموسة، لإطلاق مسيرة إصلاح سياسي حقيقي، تعكس رؤيتنا الإصلاحية التحديثية التطويرية الشاملة (...)،على طريق تعزيز الديمقراطية، واستكمال مسيرة البناء».
ومكّنت الحوارات الوطنية الموسعة على مدى الأيام الماضية، رئيس الوزراء المكلف من تحديد ووضع معايير اختيار الوزراء،بعد الاستماع الى نصائح تلك القوى في هذه المرحلة الدقيقة، خصوصا وأن مهام الحكومة المقبلة تحتاج الى خبرات وشخصيات كفؤة،نزيهة وقادرة على التواصل مع كافة شرائح المجتمع،وذات خبرة، بعيدا عن أية ارتباطات او شكوك بعلاقة مصلحة تربط ما بين الشخصية المنتقاة ووجود مصلحة او مشاريع لها مع الوزارات المختلفة.
وبينت ذات المصادر ان ما ورد في كتاب التكليف السامي للحكومة كان محددا وواضحا ودقيقا،وبالتالي فإن اختيار الوزراء يجب ان يكون منسجما مع مضمونه المباشر،ليمثل برنامج عمل للحكومة خلال الفترة المقبلة.
المفضلات