ملف المصالحة الفلسطينية... للوراء در
محللون سياسيون يؤكدون لـ "الحقيقة الدولية" أن الشارع الفلسطيني سئم من الفشل ويطالب بالتغيير السريع
ملف المصالحة الفلسطينية... للوراء در
الحقيقة الدولية – نابلس - قيس أبو سمرة
عاد عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية إلى الضفة الغربية بعد لقاء جمعه مع أسامة حمدان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيروت وتزامنت العودة مع عودة وفد المصالحة الفلسطيني المستقل برئاسة رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري من غزة إلى الضفة بعد أن اجتمع مع قادة حماس في دمشق وغزة والتقى القيادة المصرية والتركية.
وإنسياقا مع مجرى الأمور في الداخل الفلسطيني، أفادت التصريحات التي أطلقت هنا أو هناك بعد اللقاء والزيارة، أن هناك أجواء ايجابية واستعداد لإنهاء الانقسام الفلسطيني، إلا أن تلك سرعان ما تزول ويعود الخلاف بين الحركتين إلى المربع الأول.
وترادفت كلمة السياسة في الشارع الفلسطيني، مع مصطلحات مثل "تعب" و"ضغط نفسي" و"ارتفاع بنسبة السكر"، و"اضطرابات معدية"، و"حتى إسهال مزمن".
يقول المواطن إبراهيم الذي يعمل في محل نحت على الخشب، تمر الأيام علينا كالبرق والانقسام متواصل بل أصبحنا لا نستطيع العيش بدون انقسام، تركنا الاحتلال واشتغلنا بأنفسنا، هذه فرصة هامة لنا بان نشد الخناق على رقاب بعضنا البعض، ونتقاتل مع بعض والمستفيد هو الإحتلال الصهيوني.
ويبين حسن (44 عاما)، "اقضي وقتي الآن في العمل فهو سبيلي للتخلص من هموم الدنيا ولا القي سمعا لأي حوار أو جهود تبذل لإنهاء الانقسام، فانا بت أكره السياسة والساسة".
ويضيف دعهم يجلسون على الكراسي ويتحاورن بينهم على قضايا سياسية، ولكن هل يتساءل أي واحد منهم عن حالنا نحن الكادحين، يقولون هناك انتعاش اقتصادي، أين هو؟ فقط من شعر به هم أصحاب رؤوس الأموال ونحن الفقراء بقينا على حالنا، بل أزداد حالنا سوءا.
ويقول مسعود كباني: فشلت مصر وكذلك المستقلين في إنهاء الانقسام وأعتقد هنا أن الاحتلال من ربح من هذا الفشل عام واحد تحتاجه قوات الاحتلال وتصبح القدس يهودية بالكامل، وقد التهم الاستيطان الضفة الغربية وأخفى القدس العربية من الخارطة.
ويضيف، لا نثق بالأحزاب وأصبح لدينا كره لها، يبدو أنهم نسو أو تناسوا لماذا وجدت هذه المسميات الحزبية، وأنا هناك أريد أن أذكرهم أنها حركات مقاومة وتحرر وليس للكراسي والمناكفات والاقتتال الداخلي.
أيدي خفية تبقي على الانقسام
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني هاني العقاد أن أيدي خفية مستفيدة من الانقسام الفلسطيني لا تزال تعبث بمستقبل ومصير الشعب الفلسطيني.
ويضيف العقاد أن الاجتماعات المتكررة بين فتح وحماس وخروجها إلى الإعلام بان هناك رغبة بإنهاء الانقسام والعودة إلى الوحدة لكن سرعان ما تتبد هذه التطمينات، تدل صراحة على وجود من يتدخل في اللحظة الأخيرة ليغير أي محاولة للمصالحة والتفاهم بين فتح وحماس.
ويبين العقاد أن الشعب الفلسطيني أصبح يكره السياسة والأحزاب بعد هذا الانقسام الطويل الذي مزق الوطن وأضاع القدس المحتلة وزاد في تهويدها.
ويشير العقاد إلى أن المراقبين السياسيين لا يوجد لديهم تصور حقيقي عن حقيقة الأمر وما الذي يدفع إلى بقاء الانقسام قائما. وأكد العقاد أن هناك قوى كبرى تريد إبقاء الانقسام في الوضع الفلسطيني الداخلي.
وشدد العقاد على أن المصالحة باتت أهم من الدولة الفلسطينية كون عدم تحقيقها لا يجلب الدولة التي يتحدثون عنها حاليا.
ويوافقه الرأي الخبير في السياسة الفلسطيني سليمان طموني الذي عد اللقاءات بين الحركتين بمثابة رفع عتب للجماهير الفلسطينية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يريد مصالحة حقيقية تنهي الإنقسام القائم بين الحركتين، وانهاء ملف العودة إلى المناكفة السياسية وتزايد قمع الحريات بالضفة وغزة.
ويشير الطموني إلى إن الجهود التي تبذل سواء عربية أو فلسطينية باءت حتى الآن بالفشل مما يعني أن مصر وباقي الدول العربية سئمت من حال الفلسطينيين ويمكن أن تشهد الأيام القادمة حديثا مصريا بشان المصالحة.
ويعد الطموني التصريحات المتفائلة بعد اللقاءات بين الجانبين حقيقية وكل طرف يخرج على الفضائيات ليقول انه حريص على المصالحة والوحدة ولكن على الأرض الأفعال مغايرة.
المصدر : الحقيقة الدولية – نابلس - قيس أبو سمرة 20.7.2010
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة
المفضلات