سناء أبو هلال -
جميل أن يخلق المرء بشرا، ليس حجرا أو جنا، والأجمل من ذلك أن يكون لله عابدا، لأمة محمد " صلى الله عليه وسلم " منتميا، والذي يزيد هذا الجمال رونقا، أن يكون لشيء من القرآن حافظا، ولمعظم أوقاته مستثمرا ...
ودعنا العام الماضي بأوقات كثيرة، ضيعنا فيها استثمارات عديدة قدرت بالملايين.
و اليوم، وفي هذا العام الجديد نريد أن ندعو الأجيال من امة محمد لاستثمار الأوقات بما يرضي الله.
كم من طالب و طالبة سيقضون أوقاتهم في هذه العطلة التي نظن أنها قصيرة فيما لا ينفع، ويعتاد حياة الفوضى والإهمال، استيقاظ في العاشرة أو في الحادية عشر و تحديق بالمسلسلات ومتابعة الفضائيات، من مسلسل تركي إلى آخر اندونيسي، وقد وضع في قلبهم كمية كبيرة من الثقافات الغربية، فإذا بلغ الواحد منهم سنا فوق العشرين أخذت الأمهات ترفع الصوت في الشكايات لاتخاذ أبنائها مسارا خاطئا في الحياة.
نعيش في فصل تحلو فيه العبادة، ونعيش العطلة النصفية لأبنائنا و بناتنا، فماذا اعددنا فيها ؟؟
و ماذا اعددنا لأوقات سنسأل فيها يوم القيامة عن الأيام والساعات حتى الثواني .
قال الحسن البصري : " يا ابن آدم أنا يوم جديد، على عملك شهيد، فتزود مني، فان ذهبت فلن أعود الى يوم القيامة"
ما أجمل أن يعيش أبنائنا في هذه العطلة القصيرة في ظل القران الكريم...
قال تعالى: "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " و نعمة وقت الفراغ هي من النعم التي سوف نسال عنها أمام الله.
و استثمار أوقات أبنائنا بتدبر القران و حفظه من أعظم الاستثمارات على وجه الأرض، لقوله صلى الله عليه و سلم: " خيركم من تعلم القران و علمه ".
و قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: "من تعلم القرآن عظمت قيمته "
فيا صانعة الأجيال أوقدي همتك لأنك إن تدبرت القران تدبر الأطفال و عمت البركة المكان و الزمان حتى وصلت إلى الجيران .
وإن نمت نامت الأسرة وإن هممت همت الأسرة....
ما أجمل أن تستثمر الأوقات بالتدبر في خير كتاب على وجه الأرض، وما أجمل أن تبارك الأوقات ببركة القران، وما أجمل أن تعود الأمة إلى القران وتطبق منهجه والسير على دربه.
أختي المسلمة....أختي المربية
أخاطبك أنت لأنك صانعة الأجيال أخاطبك أنت لأنك البارعة في تنفيذ خطط المشتريات وملابس الأعياد
فلماذا لا تقومين بإعداد خطة من الآن لحفظ القرآن
المفضلات