"البعض يطعن عرض الرسول ثم يتباكى حباً برسول الله.. فأي كذب هذا يباع علينا"
الزميل ماهر ابو طير يكتب حول التشيع في الأردن
الحقيقة الدولية - عمان
كتب الزميل ماهر ابو طير مقالا في الدستور الاردنية بعنوان " ملف التشيع في الأردن"، تحدث فيه عن افتراءات الناشط الشيعي ياسر الحبيب، وان هذه الافتراءات "فيها اهانة شديدة لكل المسلمين ، وفيها اعتداء على مقام الرسول المؤيد من رب العالمين"، وتظهر أن المحيطين بالرسول عليه الصلاة والسلام " قتلة وشاذين وابناء سفاح".
وحول التشيع في الاردن كتب الزميل ابو طير أن التشيع لم ينجح في التمّدد وان "حقق حالات اختراق على مستويات معينة لدى بعض المتعلمين والأكاديميين في بعض المحافظات ، خارج عمان"
وزاد أن بعض "المتطوعين يسعون في الارض لنشر المذهب وسط ترقب السلطات الرسمية ، التي من الضرورة مساندتها بعدم السكوت على اي محاولات في هذا الصدد ، لان السكوت تواطؤ ضد الدين والامة"
وفيما يلي نص مقال الزميل ماهر ابو طير
يغضب قراء عرب فيبرقون لاعنين اياي لاني هاجمت في مقالة الجمعة "ياسر الحبيب" الشيعي الكويتي الهارب الى لندن الباردة والكئيبة ايضاً.
الحبيب اتهم امهات المؤمنين ، عائشة وحفصة ، بتسميم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبعد ان مس عرض زوجة الرسول ، وطعن فيه بطعنات الزنا ، وصل الى الدرجة التي اتهم فيها ابا بكر وعمر بأنهما وُلدا من زواج محرم بين آباء وعمات.
فوق ذلك اتهم عمر بن الخطاب بأنه كان لوطياً والعياذ بالله ، وانه كان يرفع صوته على الرسول ويشده من ثوبه ، وانه حاول قتله في معركة بدر،.
مع هذا يقول ان ابا بكر وعمر شاركا بتسميم الرسول وقتله ، ويقول كل هذا بذريعة حب آل البيت وسيدنا علي وسيدنا الحسين ، وكأننا نحن نعادي آل البيت او سيدنا علي او سيدنا الحسين.
القصة لا تنحصر للاسف بياسر الحبيب ، والقارئ لكتب كثيرة ، يرى انها تلعن ابا بكر وعمر ، والمتصفح لمواقع الكترونية مذهبية كثيرة ، يجد ذات القصص وإنْ بدرجات اقل حدة في حالات كثيرة.
القصة التي اريد ان اقولها ان المذهب ليس اهم من الله ، وان المذهب ليس اهم من الدين ومن شرف الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعرضه ، وتقديم الرسول بهكذا صورة تكاد تقول انه حاشا لله ، جاهل غافل.
ذات الصورة تقول: الرسول لا يعرف ان من حوله قتلة وشاذين وابناء سفاح ، وفيها اهانة شديدة لكل المسلمين ، وفيها اعتداء على مقام الرسول المؤيد من رب العالمين.
كثرة لا تريد ان تفهم. المسلمون السنة ليسوا ملائكة. لكنهم في ذات الوقت لا يعتدون على رسول الله وشرفه وعرضه وصحابته ، بمن فيهم آل البيت الذين لو رد الله لهم ارواحهم لتمعَّرت وجوههم غضباً مما نحن فيه.
قارئ من مغتربه الصحراوي يسألني: اين وصلتم في الاردن بشأن حالات التشيع وتزايدها ، والسؤال غريب ، وربما بني على معلومة قديمة.
في الاردن لم ينجح التشيع في التمّدد. حقق حالات اختراق على مستويات معينة لدى بعض المتعلمين والاكاديميين في بعض المحافظات ، خارج عمان.
مع ما سبق بعض المتأثرين بانجازات حزب الله في لبنان في بعض المخيمات ايضاً ، ولاسباب جذرها عاطفي.
ايضا هناك توزيع قليل لكتب مجانية ومنسوخة ، ومكتبات تهرًّب كتباً من بيروت والشام ، وتخزنها سراً في مستودعاتها للتجارة ، ولا تبيعها الا لمن تثق به.
ثم بعض المتطوعين يسعون في الارض لنشر المذهب وسط ترقب السلطات الرسمية ، التي من الضرورة مساندتها بعدم السكوت على اي محاولات في هذا الصدد ، لان السكوت تواطؤ ضد الدين والامة.
هذه الموجة شملت العشرات لكنها عادت وانحصرت ، لان هذا بلد سني ويجب ان يبقى سنياً ، دون كراهة لاحد آخر ، واذا كان التشيع الديني تراجعا ، فان التشيع السياسي تقهقر بشدة.
تقهقر لاننا نرى ماذا يحدث في كل مكان من الكويت والبحرين ولبنان وفلسطين والسعودية واليمن ، وكل دولة يثار فيها هذا الملف.
لم يكن السني العربي يوماً ولا الشيعي العربي عدوين لبعضهما ، خصوصاً ، حينما كان شيعة العرب في العراق ولبنان ، عرباً قبل اي شيء اخر ، وهناك علاقات اجتماعية ونسب ودم ، وتاريخ.
غير ان دخول ايران على ملف العراق ، والدمار الذي لحق بهذا البلد العربي العزيز ، والقتل والتخريب والتفتيت ، ومحاولة تصدير ذات الانموذج الى دول اخرى ، مثل البحرين والكويت ولبنان واليمن ، امر مرعب بحق.
ما هو مؤسف ان الاخوة من الشيعة العرب صدَّقوا ان وضع بيضهم في سلة ايران ، سيؤدي الى نتيجة.
الكارثة كانت في عادة انتاج التشيع العربي وخلعه سياسياً من حضن "شاميته" نحو "فارسيته" وصبغه برؤية عدائية تم انتاجها في دول اقليمية ، ومنذ ذلك اليوم ، تتولد المشاكل في كل بلد عربي ، على يد اخوتنا العرب ممن ينتمون للمذهب الشيعي ، بعد ان تركوا الولاء القومي والوطني ، من اجل الولاء للمرجعيات.
الاردن يسعى كثيرون لخلخلة معادلاته الداخلية من دعوات التشيع الى التبشير بالقاديانية ، الى غير ذلك من دعوات خارجة عن الدين كعبدة الشيطان ، وصولا الى المال الاجنبي ومتموليه الذين يريدون تغيير المعادلة الاجتماعية والسياسية والاعلامية.
واجبنا نحن ليس الانغلاق في وجه الدنيا. واجبنا من جهة اخرى ان نحافظ على استقرار البلد ووحدته ودينه ، دون تعصب او عداء لاحد ، فمن جهة اخرى لا احد مع دعوات التكفير والكراهية والعنف والنحر على اساس المذهب او اي اساس اخر.
كل القصة ان من يقتنع بأن ما يقوله ياسر الحبيب او غيره ، بذات الدرجة او اقل درجة ، علناً او سراً ، يخالف عقيدة الاسلام ويخالف شروط الايمان ، ومن يريد ان يبقى على هذه الضلالات فهنيئا له ، غير ان ليس من حق احد مد هذه الضلالات الينا هنا.
يطعن بعضهم في عرض الرسول ثم يتباكى ويذرف الدموع الحارة حباً برسول الله.. فأي كذب هذا يباع علينا؟.
المصدر : الحقيقة الدولية - عمان 21.9.2010
[IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]
المفضلات