زعلي طوّل أنا وياك
أعتذر منك ، لن أقول عنك كلاما جديدا .
في هذه المدينة لا شيء يدعو للتجديد ،
في داخلي سبعون ألف كلمة ، وسبعة أقلام ، وقلب واحد تنساب فيه كالدماء
أنت رجل قاس يا صديقي ؛
لا تريد لقلبي أن يرتاح ، منحتني كل شيء ، ثم ابتعدت
لتأخذ كل شيء .. إلا أنت
هل كان كل هذا العذاب منذ أنت !!؟
أذكر عندما اقتربت منك على حذر
لغتك الجميلة اختلطت بغموض أكثر جمالا ،
فاختلطت عليّ الأشياء : وكأنني عرفتك قبل أن أعرفني
حَــذَرتني منك ، وغافلتُ أنا تحذيرك : قلت :
للحظة فقط ، ألمسه ثم سأبتعد ..
ثم يا رجل كالمعجزة ؛
غرقت فيك حتى اختنقت في عشقك
أتساءل : هل اخترنا معا كل هذا الجنون ؟
هل تصورنا معا بأن الخطين المتوازيين يلتقيان ؟!
كيف اردنا أن نركض ألف عام في يوم واحد دون أن نتعب ؟
هل كان أن نلتقي محزنا ، ام كان ثمة عزاء ؟
ما الذي تفعله الآن ؟
سؤال يستمر في تعذيبي طيلة الغياب ،
هل أكون أول وآخر ما تتمناه عند الأرق ؟ في أول النهار أأكون الرائحة الاولى التي تغتسل منها ؟
هل أستقر على منعطفات جسدك في كل مساء ؟
وجهك الذي اعرفه ، ذاك الملبّد بالنساء : هل يستحضرني أمام المرآة ؟
هل أتسلل من وراء عينيك النائمتين على النسيان ، لألمس بفمي أطرافها ..
ثم لانحني متعبة
على فمك
لأهمس : طال البعد حبيبي ، طال الانتظار ؟
هل آخذك إلى صدري كطفل تسكنه الرجوله نحوي في كل فجيعة يطلبها من حضوري فيه فلا يجدني ؟
هل تلتقط من على جسدي كل أوراق الخريف بشفتين من نار ؟
آآه يا رجلي المعجزة كم أشتاق إليك ..
كل يوم أكتب فيه عنك سطرا من شوق
جملة من حزن
حروفا من الم ..
كلمات فرت من المعجم لمعجم الاحتراق
لماذا وأنت بوسعك اختصار أيام البرد القارصة هذه ، تلتزم الصمت ؟
أعترف بأنني أعرف الاجابة عن هذا التساؤل ..
كل ما يأتيني منك هو العذاب ... وتبقى تستعصي أن تمنحني الندم ،
اتركني الى الهجير،
فليحترق جسدي بهذا الجليد
كل ليلة احتاجك فيها لسعة من نار لتذيبني .. داوم على الابتعاد
داوم ممارسة الصمت ، داوم مصادرتي لسياط البعد ..
استمر شتاء يزحف داخل عظامي كجزيء ( DNA ) :
ثابت في كل الخلايا
سامح للأكسجين أن يستمر ، يفتح مجالا لاستمرار الحياة
لأبقى امارسك موتا
يعلمني الجوع خيبات ، يجعل كل الليالي حقيرة لا تتسع لتجربته القاسية
لا اريد أن استعيدني من جنوني بك ، أحتاج وقد صرنا وحيدين
ان تبقى لي الدفء في الشرق
وأن أظل صقيع الغرب
دعنا وحيدين الا من الانتظار ،
دعنا لا نتبادل الاعتراف :
دعنا نمارس عن بعد ، احتضار التساؤلات .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نكهة القهوة
المفضلات