عندما يقول جلالة الملك عبدالله الثاني في مقالته/الورقة النقاشية الثالثة التي تنشرها الرأي اليوم، لا شك اننا سنواجه تحديات كبيرة وسنواجه في بعض الأحيان صعوبات جديدة وغير مألوفة ثم يضيف ان هذا أمر متوقع، انما يريد ان يتحدث للأردنيين بقلب وعقل مفتوحين على المستقبل والتفاؤل ويراهنان على ارادة الاردنيين وقدرتهم على تجاوز الصعاب واحداث نقلة جديدة تأخذنا الى مرحلة نوعية وجديدة غير مسبوقة لخصها جلالته بعبارة مثقلة بالدلالات والمعاني وهي ان ذلك أمر متوقع لأننا نسعى لانجاز ما هو جديد ومختلف من أجل مستقبل أفضل..
من هنا جاء اختتام جلالته للمقالة/الورقة النقاشية التي هي الثالثة في سلسلة الاوراق النقاشية التي يعرض من خلالها قائد الوطن رؤيته لمسيرة الاصلاح الشامل في الاردن في مختلف المجالات (بأنني على يقين بقدرتنا على تجاوز التحديات سوية)، فالديمقراطية هي النظام الأقدر من أي نظام آخر على مواجهة التحديات، يعني في جملة ما يعنيه ان يكون لكل مواطن ومواطنة صوت يشارك فيه ودور يقوم به، يزيد ذلك من قناعة جلالته التامة بأن الاردنيين سيتعاونون فيما بينهم كشعب واحد عبر السنوات القادمة لنستفيد بشكل جماعي من تجاربنا ونمضي في تطوير ديمقراطيتنا..
تفتح الورقة النقاشية الثالثة اذن المشهد على صفحة جديدة عنوانها تطبيق نهج الحكومة البرلمانية الذي هو في الأساس عملية تراكمية كما هو حال التحول الديمقراطي في جوهره وتستند الورقة الملكية في هذا الشأن على الأهمية التي ترتبت على الاستحقاق الانتخابي الكبير الذي تم في الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني الماضي والتي اشرّت في شكل واضح لا يقبل التأويل على طبيعة وحجم ونوعية طريق الاصلاح والتغيير الذي اختطه الاردن على نحو لا رجعة عنه سيما وان تلك الانتخابات سجلت أعلى النسب في تاريخ المملكة وعلى مستوى العالم ان لجهة نسبة التسجيل التي تجاوزت 70% أم لجهة نسبة الاقتراع التي قاربت 57% وهي ايضا وهذا دليل صحة وعافية وقدرة وطنية كامنة على تجديد النخب السياسية بوصول 61% من الفائزين للمرة الاولى الى مجلس النواب وحيث العدد غير المسبوق للمرشحين ومشاركة نحو 80% من الاحزاب السياسية..
اشارة الورقة النقاشية الملكية الثالثة الى الهيئة المستقلة للانتخاب التي اشرفت على هذه الانتخابات وادارتها لأول مرة ومجلس النواب الذي افرزته الانتخابات بما هو مجلس النواب الاكثر تمثيلا، زادت من القناعة لدى جلالته بالمضي قدما والاستمرار في تطوير تجربة الانتخابات الاخيرة والبناء عليها الأمر الذي رأى فيه جلالته فرصة اخرى لدعوة كل الاردنيين للمساهمة في عملية التطوير المأمولة من خلال اسهاماتهم الموصولة ومشاركتهم الفاعلة والمسؤولة..
جملة القول ان جلالة الملك في ورقته النقاشية الثالثة يجدد الدعوة الى وجود احزاب ذات قواعد ممتدة على مستوى الوطن اذا ما أريد الوصول الى حكومات برلمانية فاعلة بكل ما يترتب على ذلك الوجود الحزبي الفاعل من بلورة برامج قوية والاعتماد على اطار عمل يقوم على قيم ديمقراطية وطنية يصار الى تجسيدها كثقافة ديمقراطية في مؤسساتنا وحياتنا السياسية.. أي ان علينا جميعا يقع عبء تجذير الثقافة الديمقراطية سلوكا وممارسة واسلوب حياة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..
رد مع اقتباس
المفضلات