السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انني من الناس الذين لا يحبون أن يكفروا مسلما أياَ كانت وسيلته الى الله
فيكفي أن يقول ربي الله وتكون نيته رضا الله ويقر له بالوحدانية
قال عليه الصلاة والسلام :
قال رجل: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: أن يسلم قلبك وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال: فأي الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان قال: وما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال: الهجرة قال: وما الهجرة؟ قال: أن تهجر السوء قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد قال: وما الجهاد؟ قال: أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وثم عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلهما: حجة مبرورة أو عمرة مبرورة.الراوي: عمرو بن عبسة المحدث: الدمياطي - المصدر: المتجر الرابح - الصفحة أو الرقم: 144
خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله رجال الصحيح
فكل من حقق أركان الايمان فهو مؤمن لايضره أي طريق مشاها فيما بعد بنية الوصول الى الله
واعتقد انه من الخطأ أن نقيد طريق الوصول الى الله بطريق واحد وقد قرأت في كتاب احياء علوم الدين للغزالي :
ان للإيمان ثلاثة وثلاثون وثلاثمائة طريقة ... من لقي الله بالشهادة بطريق منها فقد لقي الجنة
فلم نضيق واسعا ونحصر طريقنا الى الله بطريق واحدة واختلاف العلماء بطرقهم ومذاهبهم انما هو رحمة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
وان كنت مقتنعا بالطريق الذي اخترت لنفسك وارتاح له قلبك للوصول الى الله فهذا لا يعني ان تفرضه على غيرك
فالله خلق النفوس بأذواق مختلفة والدليل على ذلك حبك لطعام قد لا يحبه غيرك
ولم لم يجبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عمر ليصبح رقيق القلب لين العريكة كأبا بكر...؟؟؟ ولم لم يجبر أبا بكر أن يكون شديدا حازما كعمر....؟؟؟ ولم لم يجبر عثمان أن يكون كثير العلم كعلي .....؟؟؟
أتعلمون لم لأن بعض الناس يختار أن يتقرب الى الله بالعلم .... عقله غالب على عواطفه
وهناك من يتقرب الى الله بكثرة السجود وطول القيام .... يجد نفسه بالصلاة .... فيتقرب الى الله بالاكثثار منها ...
وهناك من يتقرب الى الله بكثرة الصيام .... يحب هذا وترتاح اليه نفسه ...
ومنهم من يتقرب الى الله بكثرة الانفاق في سبيل الله .....
ومنهم من لا يملك زادا الا حب الله ورسوله ..... عواطفه تغلب عقله ....
فمن نحن ... الله يعينا .... لنحكم على هذا او على ذلك ....
ولماذا نشارك الله الحكم على هذا وذاك ... وقد يكون له شأن عند الله فنبوء بالغضب والعياذ بالله
والله اني لا أجرأ على تكفير أو تغليط أحد قد يكون له شأن عند الله كبير فأكون قد عاديت وليا من أولياء الله فأحوز على الغضب بدل الرضا
أهم أمر أن نتمسك بثوابت الدين ونحب بعضنا نحن المسلمين وندعوا لبعضنا البعض بالهداية والعودة الى الحق
فنحن في زمن محن وفتن عظيمة
فإن نحن المسلمين لم نجتمع على قلب رجل واحد وندع الضرب ببعضنا البعض والضرب بعلمائنا الذين لم يصل احدهم
الى مرحلة العالم الا بعد مجاهدة ومرابطة فلايستحق أحد منهم أن نتكلم عنه بسوء الا اذا جاهر بمعصية الله كالرافضة
أما مادون ذلك فلا يجوز أذية أحد فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ....
سلم المسلمون .... فكيف نتجرأ على العلماء
قال صلى الله عليه وسلم :
((( قتال مسلم أخاه كفر وسبابه فسوق )))
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/27
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
يجب أن نحترم كل العلماء ونأخذ من الينابيع ما يصب في قلبنا وندع ما تشابه علينا ....
فلنكن معتدلين ... نعامل بعضنا كأخوة ... واضعين بالاعتبار أن كل منا معرض للخطأ وكذا علماؤنا ...
فإن أخطأ أحدهم بجانب .... أصاب بجانب آخر ....
فلماذا نغض النظر عن الأشياء الجيدة ونصطاد للعلماء أخطاؤهم فقط ونضعها تحت المجهر....
رفقا ببعضنا إخوتي ... فما جاهد الحبيب المصطفى وعانى وصبر .... ليكون هذا حالنا بعده
وانما الدين المعاملة .... فقد فتحوا البلاد واحتلوا القلوب بأخلاقهم ....
المعاملة الحسنة مع غير المسلمين أدخلت الكثير منهم في دين الاسلام .....
فكيف بمعاملتنا لبعضنا البعض ....
وهل برأيكم ان رأى غير المسلمين خلافنا وانشقاقنا وكرهنا لبعضنا على الملأ وعلى صفحات الانترنت سيقتنعون بديننا ....
احذروا فإن الأمر خطير وسنسأل عنه يوم القيامة .....
لأننا ننفر ولا نرغب ....ننفرهم من ديننا ....
ان تكلمت فلتقل خيرا أو لتصمت ....
وأقول لكل من يتجادل مع غيره أوصلت الى نتيجة الا نتيجة واحدة هي الكره والتحزب
ويظل كل منهم على رأيه الذي يراه أصح ....
اخوتي قد يكون كلاكما على صواب ....
والهم النية .... كلاكما تريدان رضا الله ونصرة دينه .....
فالجوهر واحد .... ولكن قد تختلف الطرق ....
في الحرب كان المنافق اذا نطق الشهادة وهموا بقتله نهاهم عليه الصلاة والسلام
فقالوا والله ما قالها الا لينجوا من الموت فيقول عليه الصلاة والسلام وهل كشفتم عن قلبه
فالقلب لا يعلم ما بداخله الا خالقه يعلم ما نسر وما نعلن
اللهم اجعل سريرتنا خيرا من علانيتنا ...
قال الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ادعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )) [النحل : 125]
(( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) [فصلت : 34]
(( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران : 103]
قدوتنا في ذلك معلمنا المصطفى كان يرد كل اساءة من كافر أو يهودي بحسن الخلق والصبر واستحق بذلك قول الله تعالى به (( انك لعلى خلق عظيم ))
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله من معك على هذا الأمر قال : حر وعبد قلت : ما الإسلام قال : طيب الكلام وإطعام الطعام قلت : ما الإيمان قال : الصبر والسماحة قال : قلت : أي الإسلام أفضل قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده قلت أي الإيمان أفضل ؟ قال : خلق حسن ، قلت : أي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت قلت : أي الهجرة أفضل قال : أن تهجر ما كره ربك
الراوي: عمرو بن عبسة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/59
خلاصة حكم المحدث: في إسناده شهر بن حوشب وقد وثق على ضعف فيه
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعلهما علينا متشابهين فنتبع الهوى فنضل
اللهم اجمع المسلمين على قلب رجل واحد وفقهم في الدين واهدهم الصراط المستقيم
والله ما قصدت ازعاج أحد فكلكم اخوة لي في الله وماكتبت ما كتبت الا لمحبتي لكل من يقول ربي الله ورسولي محمد صلى الله عليه وسلم
سامحوني ... احبكم في الله
المفضلات