عمان - محمد العياصرة - ايام ويقلب دوري المناصير للمحترفين صفحة الذهاب.. فرق تألقت واخرى ترنحت، لكن لحسابات التاريخ ومؤشر الارقام حكاية خاصة تبث الامل في صفوف المنافسين وتدفعهم للتفاؤل بما هو آت.
عشرة اسابيع انقضت من عمر البطولة، لتبقى «دزينة» مباريات لكل فريق.. وحتى هذه اللحظة، نال الفيصلي العلامة الاعلى قياساً بما قدمه في سابق الجولات، لكن ذلك لا يمنحه افضلية الفوز باللقب، فالحديث ما يزال مبكراً من ملامح المنافسة وحدة الصراع المنتظر عند الدخول في الامتار الاخيرة للبطولة، الامر الذي يترك باب التكهن مفتوحاً على مصرعيه ليفسح المجال امام معادلة الارقام سعياً لفك طلاسم لغز «البطل المنتظر».
وفي الحديث عن الفيصلي، فان الفريق سجل هذا الموسم انطلاقة مميزة في الاسابيع العشرة الاولى بحصده تسعة انتصارات مقابل تعادل واحد، ما يؤكد ان الفريق يعيش افضل ايامه منذ سنوات طويلة، لكن بالعودة الى صفحات التاريخ، فان بداية الفيصلي القوية هي الافضل له منذ تسع سنوات، وتحديداً منذ موسم 2002/2003، حيث سجل الفريق وقتها انطلاقة تاريخية بتحقيقه 16 انتصار متتالياً قبل ان يتعادل في الاسبوع السابع عشر، ليفوز بعد ذلك ويحقق اللقب، وهو امر تكرر ايضاً في عام 2000 عندما حقق الفريق 16 فوزاً على التوالي وسط قوة هجومية ضاربة جيرت اللقب للفيصلي قبل نهاية ذلك الموسم بوقت ليس بقصير.
نبقى مع «العميد»، ورغم صدارته الحالية، فانه يعد رابع اقوى خط دفاع بالبطولة، وهذا لم يحدث محلياً منذ وقت طويل، وعلى الاقل خلال العشرين سنة الماضية، فلم يسبق ان تصدر فريق الدوري بعد مرور عشر جولات رغم انه يستقر رابعاً على صعيد الصلابة الدفاعية!
الى الوحدات، وقبل لقائه المفصلي امام الفيصلي السبت المقبل، فان حالة من عدم الارتياح تسود «صالونات الجماهير» قياسا بما قدمه الفريق حتى الان محليا، ذلك ان البداية المتعثرة في الاسابيع الماضية تركت انطباعاً سلبياً حول ما هو قادم في ظل التعادل في مباراتين والخسارة اخيرا مقابل سبعة انتصارات ليستقر الفريق ثانيا بفارق خمس نقاط عن القمة، لكن ما يبعث على التفاؤل لعشاق «الاخضر» هو ان هذه البداية لا تعد الاسوأ خلال السنوات الاخيرة، بل ان الموسم قبل الماضي كانت انطلاقة الوحدات خلاله «كارثية» بعد ان تعثر الفريق بثلاثة تعادلات وخسارة مقابل ستة انتصارات باول عشر مباريات، ليعود الفريق بعد ذلك بقوة ويصبح على مشارف التتويج قبل ان يخسر امام شباب الاردن ويفوت الفرصة.
ورغم البداية العاثرة للوحدات، فان الفريق ما يزال يملك فرصة الوصول للنقطة (59) مع نهاية الدوري، وهو حصاد تاريخي لم يسبق لاحد ان بلغه، ما يعني ان الحديث ما يزال مبكراً جداً عن اللقب، والامر هنا ينسحب على الفيصلي الذي قد يصل للنقطة (64)، وان حدث ذلك فهو رقم اسطوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
رقم اخير يخص الوحدات، فان مباريات الفريق بالدوري في العامين الاخيرين سجلت مفارقة غريبة، حيث ان اخر 48 مباراة خاضها الوحدات بالدوري شهدت خسارته مرتين فقط -مع استثناء تخسيره امام منشية بني حسن بقرار اتحادي-، وكان قاهر الوحدات هو شباب الاردن في المناسبتين، ما يعني ان «المارد» لم يعرف طعم الهزيمة منذ تشرين الثاني 2009 سوى بمواجهته لشباب الاردن!
الى الرمثا، حيث يشهد الفريق هذا الموسم طفرة كروية مميزة وضعته ثالثاً على سلم الترتيب وبفارق 7 نقاط عن الصدارة، والمفارقة هنا ان ما حققه «غزلان الشمال» في عشرة اسابيع يضاهي ما فعله طوال الموسم الماضي باكمله، حيث حصد الرمثا حتى الان 21 نقطة، وهو على بعد نقطتين فقط ليصل لنفس الحصاد الذي جمعه في 22 مباراة الموسم الماضي، والابرز ان الرمثا يستقر حالياً في المركز الثاني على صعيد اقوى الفرق هجوماً ودفاعاً في نفس الوقت الى جانب وصافة الهدافين ايضاً.
انجاز فريد للرمثا، لكنه عليه ان يقترن بالاستمرارية، حيث ان ما فعله الفريق حتى الان لا يقارن بما حققه البقعة قبل اربع سنوات، حيث سجل «الحصان الاسود» في موسم 2006/2007 بداية تاريخية شهدت ثمانية انتصارات مقابل تعادلين ليستقر البقعة في الصدارة بعد الاسبوع العاشر، لكنه تراجع ثالثا مع نهاية الموسم وبفارق 10 نقاط عن حامل اللقب وقتها، وهي اشارة للبقعة هذا الموسم على ضرورة مواصلة الاداء القوي وعدم التأثر بالتعثر مؤخراً.
شباب الاردن خامس الترتيب حالياً، وهو مركز مقلق لجميع القائمين على النادي في ظل تذبذب النتائج من لقاء لاخر، لكن من شاهد «الاسود» قبل ثلاثة مواسم عندما تعادل في خمس مباريات وخسر اثنتين خلال الـ (10) الاوائل، يدرك تماماً ان الفريق قادر على تحسين موقعه سريعاً خاصة وان ذلك الموسم سجل في نهايته تقدم الشباب الى المركز الثالث وان كان بعيداً نسبيا في ذاك الوقت عن الفائز باللقب.
نقفز الى اخر الجدول حيث اليرموك، وهنا نقول ان على ادارة النادي ان تقلق فعلاً من مصير الفريق اذا استمر هذا الوضع، حيث ان التاريخ يقول ان اليرموك سجل هذا الموسم أسوأ انطلاقة له منذ عودته الى دوري الاضواء، بل ان الموسم 2005/2006 الذي شهد هبوط الفريق في نهايته، جمع فيه اليرموك 9 نقاط خلال اول عشر مباريات، لكنه هبط في النهاية.. فكيف لو كان الحصاد 4 نقاط حتى الان!
فريق يتألق هذا الموسم، هو «ابن الجنوب» ذات راس الذي انتعش مؤخرا بفوز هام على منشية بني حسن اوصل الرصيد الى 9 نقاط، وهو مؤشر ايجابي للغاية خاصة وان الظهور الاخير للفريق في دوري الاضواء كان في الموسم 2004/2005 وشهد وقتها حصاداً متواضعاً بلغ 3 نقاط في عشر مباريات، وكانت النتيجة الهبوط في النهاية، ما يؤكد ان الحال يختلف كلياً الموسم الحالي.
ورغم انه جمع 12 نقطة فقط، الا ان فريق كفرسوم دخل تاريخ النادي من اوسع ابوابه بعد ان سجل افضل انطلاقة له في التاريخ خلال مشاركاته في الدوري، فلم يسبق لـ «كتيبة الشمال» ان حصدت دستة النقاط هذه في «العشرة الاوائل»، وبالعودة الى الموسم الماضي الذي حصد خلاله كفرسوم 15 نقطة في 22 لقاء، فان الفريق يعد حاليا في مأمن نظرياً.. وباتت انظاره تنصّب على مركز مرموق مع ختام الدوري.
ارقام واحصاءات قد تعني الكثير، ومن الممكن ان لا تحمل اي معنى مع ختام الموسم الحالي، لكن واقع المنافسة و»شراسة» الصراع على مختلف المراكز يحتم العودة احياناً الى سجل التاريخ لانتقاء اشارات دالة على مسار المنافسة صعوداً وهبوطاً.. ويبقى الحصاد النهائي بقدر الجهد والعطاء، وليس بحسب الحكايات الارشيفية!
رد مع اقتباس
المفضلات