عشية رأس السنة الجديدة تكثر التوقعات حول ما قد نشهده في العام القادم. هناك متنبؤون كثيرون، وهناك من يثق ولا يثق بهم. وقد استضاف برنامج "حديث اليوم" العراف الإيراني، السيد مهدي إبراهيمي وفاء، ليتحدث عن توقعاته للعام 2010 الجديد :
س - أنت تقوم بالتنبؤ، ألا يتعارض هذا مع مبادئ الإسلام التي تنفي إمكانية علم الإنسان بالغيب؟ خاصة وأنت مسلم؟
ج- أنا مسلم وكل أجدادي كانوا من المسلمين، وطبعا أؤمن بأن الله تعالى فقط يعرف الغيب. لكنني منذ الطفولة تزورني رؤىً تستشرف المستقبل، وأريد أن أحكي عنها للناس. وإذا لم أحك أو أحذر الناس، فإنني أشعر بالذنب. لا أقوم بالتكهن أو قراءة الطالع، لكنني أحكي عن هذه الرؤى. الجميع يعرفونني كإنسان ذي حدس مرهف، لكنني أرفض التنجيم أو قراءة البخت بأوراق اللعب. أتأمل إنسانا معينا، وأستطيع أن أحدد مصدر مشكلته وطريقة معالجة أخطائه. ولا يتعارض ذلك في اعتقادي مع الإسلام.. أصلي كل يوم وأقرأ القرآن، لكن عندما أدرك الرؤيا، فلمَ أصمت؟ أريد أن أساعد الناس، هذا كان حلْمي منذ الطفولة. والله فقط يحكم من هو على حق.
س - كيف ظهرت لديك القدرة على التنبأ بالمستقبل ، وما مدى دقة تنبآتك وفق تجاربك السابقة؟
ج - في السادسة من عمري رأيت حلما، ودققت باب جارتي ورجوتها ألاّ تسمح لابنها بمغادرة البيت وقيادة السيارة، فسألتني لماذا، وأجبتها أنني رأيته في وضع مشؤوم فلم تصدقني، وقتل ابنها في الحادث. وتنبأت بكثير من الأحداث، ما جعل بعض الناس يكرهوني واعتبروني ساحرا. ولذا كنت مجبرا على الصمت، ولم أعد أحذر الناس من الأخطار المحتملة، بل كنت أخبرهم بالأنباء المفرحة فقط مثل الزواج أو ولادة الأطفال.
غادرت العاصمة طهران، وعشت في قرى نائية في إيران وعملت مدرسا، ثم انتقلت إلى روسيا لدراسة الطب هنا. لا أعرف كيف، لكنني أستطيع أن أتنبأ بغرق السفن وسقوط الطائرات أو وفاة الأقارب... عندما يأتي إليّ إنسان، أنا أقوم بالتأمل والتركيز، وأصلي ثم أحسّ بشيء ما يتعلق بهذا الإنسان، في بعض الأحيان لا أشعر بشيء ،وأقول بصراحة أنني لم أشعر بشيء حوله.
س - هل تستخدم موهبتك في استيباق أحداث معينة قبل حدوثها؟ هل لديك انجازات في هذا المجال تفتخر بها؟
ج - دعِ الناس الذين ساعدتهم يردون على هذا السؤال، وهم كثيرون جدا. أصعب تنبؤ في حياتي كان التنبؤَ بوفاة والدتي، فقبل عشرة أيام من وفاتها كتبت عن ذلك في الانترنت لكي يفهم الناس ما معنى رؤية المستقبل، هذا أمر صعب جدا. كتبت تاريخ وفاة أمي وساعتها. وحدث كل شيء هكذا. والحمد لله تنبأت بذلك وسافرت إلى إيران لأكون بجانبها في هذه اللحظة الصعبة ولأودعها. تنبأت بوقوع إنفلونزا الخنازير وكتبت مقالة عن ذلك منذ سنتين، وتنبأت بالكوارث والحرائق وتحطم الطائرات، لكن الكثيرين لم يصدقونني وسمونني مشعوِذا. لا أحتاج إلى تصديق كل الناس، لديهم الحق في التصديق أو عدمه. أما أكبر إنجازات حياتي فهو العدد الهائل من الأصدقاء.
س - كيف ترى ملامح العالم سنة 2010 ؟
ج - الآن يتكلم الناس كثيرا عن حلول نهاية العالم عام ألفين واثني عشر وفق تقويم هنود مايا، والرأسمالي الأمريكي يهتم كثيرا بنشر مثل هذه الأجواء في المجتمع، لجني الأرباح الكثيرة من إنتاج أفلام مثل "ألفان واثنا عشر". إن كثيرين يتأثرون بهذه الأفكار السوداء، والطاقة السلبية تتراكم على أرضنا، التي يمكن أن ترد فعلا على ذلك وتنتقمَ بالتسونامي والإعصارات والزلازل والفيروسات الجديدة.. هذا كله سيحدث قريبا. عام ألفين وعشرة لن يكون سهلا من ناحية، لكنه لن يكون خطيرا من ناحية أخرى. الكوارث الطبيعية ستحدث في العالم، والاحتباس الحراري سيتواصل. أما في روسيا فسيقع فيضان في جنوبها. وستستمر النزاعات في آسيا.... منذ يومين كتبت في الانترنيت عن رؤية زلزال في هذه المنطقة، وعن إيجاد دواء لعلاج انفلونزا الخنازير في هذا العام، لكن فيروسا جديدا سيحل محله. والأرجح أن يظهر دواء لمرض الأيدز في عام ألفين وعشرة.
لكن الإنسان في استطاعته تغيير الوضع والتأثير فيه. الحقيقة أن الأرض هي نظام حيّ، وكيف سيكون هذا العام أو ذاك فهذا يتعلق مباشرة بتصرفاتنا ومزاجنا ومعنوياتنا. وإذا كنا متفائلين ونفكر في الأحداث الإيجابية ونؤمن بالله ونحب أرضنا من صميم أفئدتنا فسنتفادى كثيرا من المشاكل. والأرض تعبت من أعمال الإنسان الوحشية وسوء معاملته لها. الناس لا يسمعون صراخها. يجب علينا جميعا أن نفكر في ذلك ونتقي الله....
لا أريد تخويفكم، لكنني رأيت حلما يخبر عن اندلاع الحرب العالمية الثالثة، التي ستُطلق شرارتها في الشرق الأوسط وسيمتد هذا النزاع إلى كل أنحاء العالم. وهناك بعض الدول التي ستساهم في إشعال نار هذه الحرب، إنها الدول التي تمارس سياسة شاذة تهدُف إلى الهيمنة على الآخرين. إذا وجد في العالم بلد يملك النفط أو غيره من الموارد الطبيعة، فهذه الدول تسعى إلى الاستحواذ عليه بواسطة القوة المسلحة..
س - هل سيشهد الشرق الأوسط انفراجا في ملفاته المعقدة؟
ج - أنا إيراني وأهتم بملفات الشرق الأوسط، لكن مستقبل هذه المنطقة صعب جدا. إنه الحرب... هذا محزن جدا... الناس باستطاعتهم تغيير كل شيء للأفضل، لكنهم لا يصغون لصوت العقل...
س - كيف سيكون عام 2010 بالنسبة لروسيا؟
ج - أرى مستقبل روسيا جيدا جدا، ستتطور علاقاتها مع الدول الآسيوية الشرقية خاصة مع الصين والهند، لكن العلاقات مع أقرب جارات روسيا مثل أوكرانيا وجورجيا ستكون سيئة جدا. وستتعزز روسيا كدولة عظمى ، فهي دولة تملك كل ما هو ضروري لذلك من الموارد الطبيعية والبشرية والأسلحة واحتياطيات المياه. ولن تنشَب في روسيا حرب ولن يحدثَ جوع...
س - هل هناك شخصيات معروفة تلجأ اليك وتستعين بخدماتك، ومن هم؟
ج - يأتي كثير من الشخصيات البارزة إليّ، لا أستطيع أن أكشف عن أسمائهم، هم من كل الفئات الاجتماعية، ولاسيما الفنانون والممثلون والسياسيون من أعضاء البرلمان الروسي مثلا. الناس كلهم يشبهون بعضهم بعضا، ولكل الناس من العامل البسيط إلى رئيس الدولة لهم مشاكلهم الخاصة، ويواجهون الصعوبات في حياتهم الشخصية ويقلقون بشأن المستقبل ويمرضون، وأحيانا لا يستطيع الأطباء تشخيص أمراضهم. بصراحة استقبل قليلا من المراجعين في الآونة الأخيرة وأفضل السفر والإبداع والأعمال الخيرية.
س - هل هناك امكانية للتعاون بين العرافين بشكل عام وأجهزة معنية بالاستراتيجية المستقبلية؟
ج - منذ زمن قديم، استعانت السلطة بالعرافين أو المتنبئين. وفي كثير من الدول تستفيد أجهزة الأمن من مساعدة الناس ذوي القدرات الفائقة، أنا أعرف مئات من هؤلاء الأشخاص الذين يتعاونون مع المؤسسات الدولية. وهناك أمثلة تاريخية كثيرة منها إسكندر المقدوني وستالين وهتلر وكلهم لجأوا إلى المتنبئين. أنا شخصيا استلمت كثيرا من هذه الدعوات من أجهزة الأمن لكنني رفضتها، لا أريد العمل هناك ، ليس لدي وقت لذلك وأفضل الحرية..
س - والسؤال الأخير، كيف سيكون مستقبل قناة "روسيا اليوم" في رأيك؟
ج - "روسيا اليوم" اسم جميل جدا. أظن أن مستقبل هذه القناة سيكون ناجحا، ليس الآن لكن بعد سنتين. عندما طرحتِ هذا السؤال تراءى أمام عيني رقم اثنان ولا أعرف لماذا. نعم، بعد عامين مستقبلكم سيكون رائعا. هذه القناة هي جسر صداقة بين روسيا والعالم العربي ، وهذا مشروع ممتاز. وأتمنى لكم التوفيق والسعادة والحظ والازدهار. وكل عام وأنتم بخير.
المفضلات