عمان -بترا - احتفل امس الاول الخميس بإشهار جمعية الاكاديميين الاردنيين برعاية رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري وحضور اعضاء الهيئة التأسيسية للجمعية وجمع من كبار العلماء والاكاديميين.
وقال المصري في كلمة له خلال الحفل الذي حضره رؤساء جامعات رسمية وخاصة ان الجلوس في حضرة الاكاديميين العلماء له خصوصيته التي ترقى بالمشهد الى سمو الموقف ورفعة الظرف الذي يتباهى فيه الخلق الانساني بانسجام مع عظمة الوجود واسراره العظيمة التي تشكل العلم وتجلياته.
واضاف ان اهمية الاكاديمي العالم المثقف امر لا يحتاج الى اثبات او دلالة وانما يحتاج الى فتح الباب امام التساؤل المشروع عن مدى اهتمامنا كعرب بالبحث العلمي الاكاديمي القادر على تأهيلنا للتطور والاكتشاف والانجاز ومدى انخراط هذه النخبة في اداء دورها الخلاق في قيادة المجتمعات نحو التطور والاكتشاف والانجاز من جهة ثانية.
واضاف ان الغرب المتقدم الذي ننعم اليوم بمنجزاته واكتشافاته يدرك ان الشرق عموما والعرب بخاصة هم من نشروا نور المعرفة في بلاده والعالم في حقب خلت بفعل البحث العلمي الاكاديمي المجرد بينما تراجع الاهتمام العربي على ذات الصعيد في حقب الترهل والاستعمار وما تلاها، مشيرا الى تقدم هذا الاهتمام لدى دوائر القوة والنفوذ الغربي بعامة بصورة مكنت الغرب من امتلاك القوة بكل اشكالها، والسيطرة على مفاتيح التقدم.
واشار الى أن صروح العلم في دول الغرب المتقدم تقود مسيرة شعوبها نحو الانجاز والبناء والاكتشاف لا سيما وانها تصنع العاملين وقادة الرأي عبر برامجها المعرفية والعلمية والانسانية الامر الذي جعل الاكاديمي لديهم يتفوق على السياسي في حين ان السياسي في بلادنا يطغى على كل ماسواه.
من جهته قال رئيس الجمعية الدكتور خالد العمري ان فلسفة الجمعية تنطلق من ايماننا بأن القيادة الفكرية للمجتمع يجب ان تنطلق من الجامعات، فالمدرس الجامعي يجب ان يمتلك رأس المال الفكري والتقني الاجتماعي الى جانب النضج السيكولوجي الذي يخوله القدرة على إحداث التغيير والتطور بدءا بنفسه وزملائه وطلبته وانتهاء بمجتمعه وامته، مؤكدا ان الواقع يعكس قصورا في مختلف الجوانب.
وبين ان هناك قصورا واضحا في الاداء وتدنيا بمستوى التعليم وضعف التأثير على منظومة القيم الطلابية وغياب البيئة الجامعية الآمنة والمساندة لحرية التعبير المحفزة للإبداع والابتكار والنمو المهني والشخصي للاستاذ الجامعي والطالب على حد سواء.
وقال ان القصور يتضح في الكم والنوع في الابحاث العلمية والنظرية والتطبيقية ودرجة مساهمتها في نمو المعرفة العالمية الى جانب قصورها في دور الجامعات المحلية في خدمة وتطوير مؤسسات المجتمع العامة والخاصة الى جانب غياب التشريعات الناظمة للعلاقة بين الجامعة وتلك المؤسسات ما ادى الى اختفاء جامعاتنا من قوائم تصنيف الجامعات حسب المعايير العالمية.
يشار الى ان الجمعية تأسست بجهود نخبة من الاكاديميين الكبار وتسعى لتجسيد رؤيتها وتحقيق رسالتها من خلال المؤتمرات والندوات والاستشارات والدراسات، وتقديم المقترحات والاطر النظرية لحل المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتطوير التشريعات التربوية ودعم البحث العلمي وتأكيد الحرية الاكاديمية، اضافة الى وضع المعايير التي تسهم في اعتماد البرامج والتخصصات الاكاديمية وتطويرها.
المفضلات