مقالات
محطات في النظام الجديد للحج
واخيرا صدر النظام الجديد للحج والعمرة ليصبح نافذا منذ الان ، وبحيث ينظم موسم الحج المقبل.
النظام أجاب عن العديد من التساؤلات التي كانت مطروحة، وعلى أرضية مخالفات كانت الوزارة ترتكبها في مواسم سابقة. حيث كانت تصم اذنيها عن كل نقد يوجه لها بخصوصها. وفي مقدمتها عمليات تجاوز الدور، والاستثناءات في تخصيص المقعد ، سواء اكان ذلك على شكل « كوتات» او غير ذلك من محسوبيات أدركها وزير الأوقاف الحالي ووعد بمعالجتها، ثم اوفى بوعده.
من هنا يمكن اعتبار أن النظام الجديد بمثابة نقطة تحول في عملية تنظيم الحج، حيث الغت ـ بالنص ـ الاستثناءات التي كانت تشكل المجال الاول لنقد اجراءات الوزارة.
أما البعد الآخر الذي تضمنه النظام، والذي يسجل للوزارة، فيتمثل بالخروج من دائرة تنظيم الحج. بحيث تترك ذلك للمكاتب المختصة، وتكون مهمتها إشرافية، ورقابية، وبحيث تراقب مستوى تقيد المكاتب بالشروط المتفق عليها، وبالتالي تنفيذ تلك الشروط بشكل كامل. وهو ما كنا قد نادينا به في أكثر من مقالة سابقة.
فالنظام الجديد ينص على ان الوزارة هي التي تضع شروط الحج، وهي التي تراقب مدى تقيد المكاتب بهذه الشروط. وهي التي تحدد تكاليف الحج وفقا للفئات المحددة في النظام، وتعلن ذلك إلى الراغبين بالحج، ومن ثم تراقب مدى التزام المكاتب بهذه التكاليف.
ومن المواضيع المهمة التي عالجها النظام موضوع البعثات المرافقة للحج. وبخاصة البعثة الصحفية،. والتي كانت تتضخم ليصل عددها إلى اكثر من ثلاثين صحفيا.
فقد نص النظام على وقف المكافأة التي كانت تصرف للزملاء الصحفيين. وهو إجراء أؤيده بالكامل.
فالاصل في البعثة الصحفية أن تكون مهمتها مراقبة مستوى التزام الوزارة والبعثات الاخرى وكذلك الشركات الناقلة بتوفير الراحة للحجاج. وبالتالي أن تكون مستقلة عن أية جهة اخرى.
لكن الواقع كان مختلفا، حيث كانت المهمة الاولى لأعضاء البعثة تتمثل بنقل اخبار مسؤولي البعثة الرسمية، والجولات التي يقومون بها على مساكن الحجاج. وكانت تقاريرهم تركز على الإيجابيات فقط دون الإشارة إلى أية سلبية.
وأكثر من ذلك فقد كنا نتلقى شكاوى الحجاج من انهم لم يروا الصحفيين إطلاقا. وأن البعض منهم حاول الاتصال بهم اكثر من مرة، ولكن دون جدوى.
من هنا اعتقد ان القرار الذي اتخذته الوزارة كان جريئا، ومن شأنه ان يقلص من عدد الصحفيين الذين يرغبون بمرافقة بعثة الحج الرسمية. كما انه سيؤدي إلى تقليص عدد الصحف التي ترغب بإرسال مندوبين لها إلى موسم الحج.
والاهم من ذلك أن الزملاء الذين سيغادرون إلى الحج سيكونون أكثر استقلالا ، وستكون تقاريرهم أكثر قربا من الحجاج وهمومهم. كما انهم سيكونون جنبا إلى جنب مع مسؤولي الاوقاف في مجال مراقبة الالتزام بالشروط خاصة وان الوزارة قد اخرجت نفسها من عملية التنظيم، ودخلت في مجال الإشراف فقط.
أحمد الحسبان
رد مع اقتباس
المفضلات