تمازج بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ في المحمية
الطفيلة – غازي العمريين - كشفت مسوحات اثرية لدائرة الاثار العامة بالتعاون مع المعهد البريطاني عن وجود 98 موقعا اثريا ، ضمن حدود محمية ضانا ، تعود الى حوالي 20 الف سنة ماضية ، ابتداء من العصر الحجري ، مرورا بالانباط ، فالرومان ، و صولا للعصور الاسلامية الاولى.
وقال مدير الاثار في الطفيلة جهاد المسيعديين ان الموقع لم تجر فيه اية اعمال للتنقيب منذ تلك المسوحات ، لاسباب منها اتساع بعض المواقع في الخرب في المحمية ، فيما يتعلق بعضها الآخر باولوية المكان ، ووجود الطرق والحماية من العابثين في المواقع الاثرية في المحافظة.
وتشير الدراسات التاريخية ، الى اتخاذ الادوميين ، شمالي المحمية ، عاصمة لهم في منطقة بصيرا ، التي كانت تدعى «بصرى» والتي زاد من اهميتها القرب من مدينة البتراء ، قلعة الشوبك التاريخية.
وفي المحمية اماكن اثرية ابرزها اماكن استخراج النحاس ، في منطقة فينان النبطية ، التي يمتد تاريخا ، الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، اذ تعد مجمعا للنحاس الاحمر ، والتي تقع غربي المحمية ، عند نهاية وادي ضانا ، وفق الباحث سليمان القوابعة ، في حين اشتهرت فينانه في العصر الروماني باسم « يانوت « حيث كان يتم اختيار المحكومين بالاشغال الشاقة للعمل في مناجم النحاس ، في وقت تعد فيه هذه الخربة ، ثاني اكبر تجمع اثري بعد البتراء.
وتدلل مؤشرات ، وفق رسالة الماجستير ، للنائب السابق ادب السعود ، على ان الانباط احتلوا المنطقة ، وطوروا فيها انظمة للري ، لتجميع وتخزين المياه ، لاستغلالها في الزراعة ، فضلا عن استخدامها لغايات الشرب ، الى جانب وجود بعض الكهوف المنحوتة في الصخر ، ذات الطابع النبطي ، في « شق الريش « فيما تعاقبت شعوب على المكان مثل الاشوريين والمصريين ، في استيطان نجم عن خصوبة الارض ، وطبيعة الموقع الجغرافي ووفرة المياه.
ولفتت الرسالة الى انها ذات موقع استراتيجي ، من حيث الجبال ، التي تعد مكانا امنا للسكان ، لحمايتهم من الغزاة ، فيما دلت تنقيبات على وجود بعض الاماكن التي استخدمت كمواقع عسكرية في عصور امتدت من الهيلينية الاغريقية ، و حتى العصور الاسلامية.
اكتسبت محمية ضانا اسمها ، من القرية الواقعة على حدودها التي كانت تدعى « بترينا « - « ثانا « ، الواقعة على موقع صخري « 1210 « مترا عند سفح جبل العلمة « 1641 « مترا ، عمن سطح البحر ، يطل موقعها على ملتقى وادي ضانا ، مع وادي شق الريش ، اذ تأسست هذه القرية في العهد العثماني ، في وقت تمكنت فيه الجمعية الملكية ، من استثمار هذا الجمال الاخاذ ، الذي مازج بين نظارة الطبيعة ، وعمق التاريخ ، في انشاء مراكز و مرافق سياحية ، كان ابرزها المشروع الاخير الذي انجزته ، في منطقة وادي فينان.
ويجري التركيز في محمية ضانا على تنفيذ مشروعات بيئية وسياحية في منطقة فينان ومواقع اخرى لاستكمال مشروعات السياحة البيئية وتحديث الخدمات وتفعيل برامج الترويج السياحي للوادي بالتزامن مع الحفاظ على المنظومة الطبيعية للموقع.
ويحتوي موقع فينان على خربة تدل الوقائع انها شهدت استيطانا انسانيا منذ القرن السابع قبل الميلاد اضافة الى مؤشرات على أنظمة زراعية استخدمت في الموقع مثل الجدران الكبيرة وانظمة الري والاقنية والخزانات.
وكانت المحمية الطبيعية في ضانا بدأت عملها عام ( 1991 ) في مناطق جنوبي محافظة الطفيلة ، تشمل مساحات تقدر بحوالي ( 300 ) كيلو متر مربع ، تمكنت من تشغيل حوالى العديد من ابناء وبنات المجتمعات المحلية.
المفضلات