الاردن وحكومة نتنياهو.. لا خيار سوى المقاطعة
فهد الخيطان
4/2/2009
تعمر طويلا او ترحل قريبا ليس بالامر الاساسي، المهم ان على حدودنا الغربية اليوم عصابة من المجرمين تحكم اسرائيل بتنوع سجل اعضائها في القتل والنصب والعنصرية. حكومة تحظى بثقة الاسرائيليين الذين انحازوا باغلبيتهم تجاه اليمين المتطرف بشكل لافت بعد 7 سنوات على عرض السلام العربي الشامل.
عرض نتنياهو للسلام واضح لا لبس فيه " السلام الاقليمي والتمكين الاقتصادي " وقبل ذلك يريد تحالفا مع العرب لمواجهة الخطر الايراني، ويريد من سلطة عباس ان تتفرغ لقمع " حماس " وحركات المقاومة الفلسطينية مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية.
اما العرب في مناطق الـ 48 فهم على موعد مع حزمة من التشريعات العنصرية والمزيد من اجراءات التضييق وصولا الى تهجيرهم.
نتنياهو وعصابته الحكومية لا يؤمنون بحل الدولتين ولن تجدي الضغوط الامريكية والاوروبية معهم فهي لن تحقق اكثر من مفاوضات من اجل المفاوضات. بهذا المعنى فان المفاوضات مع حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل لا تعني غير تقديم التنازلات.
لقد جرب الفلسطينيون ذلك مع حكومة اسرائيلية سابقة ترفع شعار " الدولتين " ولم يحصلوا على شيء فكيف الحال مع حكومة لا تؤمن بغير " الترانسفير " وحكم " الكانتونات " ?!
الرئيس الفلسطيني وقبل تشكيل حكومة نتنياهو قال ان المفاوضات ستكون عقيمة معها ثم عاد وكرر الموقف ذاته بالامس، ودعا العالم الى الضغط على نتنياهو للقبول بحل الدولتين.
قدرة الولايات المتحدة واوروبا في الضغط على اسرائيل محدودة للغاية لاعتبارات كثيرة يطول شرحها ونتنياهو يدرك ان الالتزام بمطالب المجتمع الدولي يعني سقوط حكومته وخسارة السلطة التي قاتل من اجل العودة اليها.
وصول اليمين بكل تلاوينه الى الحكم في اسرائيل يشكل تهديدا استراتيجيا للاردن، يتطلب من صناع القرار مراجعة جذرية لمسلمات السياسة الاردنية وخطط التحرك الدبلوماسي، ذلك لا يعني التخلي عن خيار السلام او حل الدولتين لكن يتعين علينا ان نتخلص من اوهام المفاوضات والاتصالات مع حكومة نتنياهو، والمطلوب في هذا الصدد الاعلان رسميا ان الاردن غير مستعد للتعامل مع حكومة لا تقبل بحل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية. لا نطلب المستحيل فتلك هي ثوابت السياسة الرسمية الاردنية ونريد الالتزام بها.
لقد قاطع الاردن حكومة حماس " 2006 " لانها لم تلتزم بتلك السياسة رغم انها حكومة عربية تمثل بشكل ديمقراطي شعبا تحت الاحتلال ولا تشكل تهديدا للاردن لا بل تقاوم اي حل يقوم على التوطين او الوطن البديل، ورغم ان المقارنة هنا لا تجوز من حيث المبدأ الا ان السياسة الرسمية تفرضها علينا.
المرحلة لا تحتمل المناورة ونتنياهو شخص ماهر في المراوغة والمناورة وسيحاول بكل الوسائل الافلات من الضغوط الدولية بفتح خطوط الاتصال مع اطراف عربية واقليمية اذا سايرناه في ذلك فاننا نضع الاطراف الدولية التي تطالب نتنياهو الالتزام بشروط السلام في موقف ضعيف ومحرج.
حكومة المجرمين والقتلة في اسرائيل لا تستحق غير المقاطعة والعزل.
المفضلات