فرخ البط البشع
كان الفصل صيفا.
والبطة كانت ترقد على بيضها، تنتظر بفارغ الصبر الوقت الذي تفقس فيه البيوض.
آخيرا فقست البيوض، فتنهدت البطة بارتياح وهي تقول: يا الهي، أخيرا ظهرت أفراخي العزيزة .
لكن بيضة واحدة لم تفقس.تفحصتها صديقتها البطة، وقالت: هذه البيضة غريبة .
وأضافت: اتركيها .
صاحت البطة: اترك بيضتي، لا، لا يمكن أن يحدث هذا . ورقدت على البيضة وجعلت تنتظر من جديد.
وأخيرا فقست البيضة.
تفحصت الأم صغيرها، وقالت لصديقتها: أنت محقة، انه غريب بعض الشيء ، ولكن صديقتها ما أن شاهدت الفرخ حتى صاحت: يا له من فرخ قبيح المنظر .
كان الفرخ القبيح سباحا ماهرا. أما الأم فقد كانت سعيدة بصغارها وهي تقودهم خلفها: هيا يا أولادي، سوف نذهب الى المزرعة. أريد من جميع أصدقائي أن يروكم .
ما أن وصلوا إلى المزرعة حتى خاطبت أصدقاءها قائلة: هيه، انظروا الى فراخي. هذه عائلتي، انظروا اليها .
قالت البطات: ياه انها فراخ جميلة، جميلة جدا في الواقع .
ولكن البطات أشرن الى الفرخ المختلف، وتابعن: ولكن هذا الفرخ.. انه كبير جدا.. انه بشع .
قالت احداهن: انه غريب ومختلف .
غير أن واحدة أخرى لكزته بمنقارها وقالت: انه فرخ بط قبيح .
في كل يوم كانت ابنة صاحب المزرعة تأتي الى البطة وفراخها. وكانت تركل الفرخ القبيح بقدمها وهي تقول: اذهب بعيدا أيها الفرخ القبيح .
ولم يستطع الفرخ القبيح التحمل أكثر من ذلك، وفي أحد الأيام قرر الهروب، فركض مبتعدا عن المزرعة.
وقف أخوته وأخواته يراقبونه من داخل المزرعة، وهم يصيحون: اذهب، اذهب أيها الفرخ الغريب... اذهب بعيدا فأنت في غاية القبح والبشاعة .
*** مرت الأيام والشهور، وجاء فصل الشتاء. كان فرخ البط القبيح قد كبر بعض الشيء.
وفي أحد الأيام مرت به بجعتان، فقالتا: يا الهي، أنت غريب .
وتابعتا: أنت قبيح جدا، ولكنك مثير للفضول .
ثم سألتاه: هل تريد الطيران معنا .
ولكن قبل أن يجيبهما دوت أصوات مزعجة في الفضاء. طاخ.. طاخ.. وهوى طيرا البجع من الجو في الماء ميتين.
ركض الفرخ مبتعدا لا يدري في أي اتجاه هو يسير، وجعل يفتش عن مكان مناسب له، من دون أن يشعر فيه أنه غريب *** أصبح الجو شتاء، والبرد قارسا. الجليد غطى صفحة الماء وحبس الفرخ فيه، فلم يعد في مقدوره السباحة. وأصبح في غاية الضعف.
أحد الرجال رأى الفرخ وسط الجليد، فخلع حذائه وكسر الجليد، ثم حمل الفرخ معه، وهو يقول: أيها الطائر المسكين، تعال معي الى المنزل .
وفي المنزل تعافى الفرخ سريعا، وأصبح صديقا للعائلة.
وفي أحد الأيام أراد أبناء الرجل اللعب، فنادوا على الفرخ: تعال هنا ، لكن الفرخ هرب مبتعدا.
أولا وقع في الحليب. ضحك الأولاد طويلا، ونادوا عليه مرة أخرى: تعال هنا .
هرب مجددا، فوقع في وعاء كبير للزبدة. فصاح الأطفال: يا لها من فوضى .
و لكن الفرخ استمر هروبه، ليقع هذه المرة في وعاء الطحين.
عندها صاحت زوجة الرجل: أخرج الآن، أخرج من منزلي .
فركض الفرخ بأقصى سرعته، ورفرف بجناحيه.
وفجأة بدأ بالطيران، فهتف بسعادة: هيه.. أنا أستطيع الطيران .
*** أخيرا جاءت الشمس.. وأحضرت معها الربيع.
شاهد الفرخ حديقة جميلة فيما هو يحلق عاليا، وكان هنالك نهر صغير يقطع الحديقة الى نصفين.
قال الفرخ وهو يهبط ليحط فيها: ما أجملها من حديقة .
.. وهناك في النهر الصغير، شاهد ثلاث أوزات، فقال: يا الهي ما أجملها، سوف أتحدث اليها .
ولكنه كان خائفا. نظر الى صورة وجهه المنعكسة فوق صفحة الماء..
فتفاجأ..
لم يعد فرخ بط قبيح..انه الآن أوزة جميلة.
انها الحقيقة.. انه ليس فرخ بط على الاطلاق. هو ليس طائر بط.
انه أوزة جميلة.
بعض الأطفال وأمهم كانوا قرب النهر، فصاحوا حين رأوا الأوزة: أنظري يا أمي، انها أوزة جديدة .
فقالت الأم: نعم، انها جديدة، ياه ما أجملها .
المفضلات