عمان- منال القبلاوي- ذهل (ابو عبدالله) 65 سنة عندما عرف انه انفق نحو 30 الف دينار على شراء السجائر طوال 40 سنة ماضية بمعدل بكتين في اليوم الواحد.
وبحسبه فانه كان يستطيع شراء بيت له ولاسرته بهذا المبلغ لو وفره طوال تلك السنوات حيث انه مازال مستأجر لغاية الان.
فيما انفق الشاب « معاوية « 34 سنة طوال الاحد عشر سنة الماضية نحو اربعة الف دينار ثمن شراء السجائر بمعدل بكيت واحد يوميا.
ويؤكد معاوية انه رغم محاولته الانقطاع عن التدخين اكثر من مرة في فترات متقطعة تصل الى اربع سنوات الى ان المحيط الموجود حوله سواء من الاصحاب او الزملاء او حتى الاقارب جعله يعود للتدخين مجددا.
حيث يستطيع كل مدخن حساب ما انفقه على الدخان طوال فترة تدخينه من خلال حاسبة نفقات التدخين الموجودة على موقع مسؤوليتنا الصحي وذلك من خلال ادخال ثمن علبة السجائر و عدد العلب التي تشتري يوميا وعدد سنوات التدخين ليعرف مقدار انفاقه على التدخين من الالاف الدنانير.
وتشير التقديرات الاولية لوزارة الصحة ان التكاليف المباشرة وغير المباشرة التي يتكبدها الاقتصاد لمواجهة والوقاية من اثار التدخين تتراوح بين 700-800 مليون دينار.
فيما يخسر الاقتصاد الأردني سنويا جراء التدخين 400 مليون دينار نتيجة الفرق بين إيرادات الخزينة من ضرائب ورسوم التبغ وتكاليف معالجة اثار التدخين.
ويؤكد خبراء وعاملون في صناعة التبغ ان هذه الصناعة ترفد الخزينة سنويا بما يزيد عن 400 مليون دينار نتيجة الضرائب والرسوم المفروضة على منتجات التبغ والسجائر.
الناطق الإعلامي بوزارة الصحة حاتم الازرعي قال لـ الرأي أن التكاليف المباشرة تتمثل بكلفة معالجة آثار التدخين والتي تشمل العلاجات الطبية من أمراض ذات صلة بالتدخين لكل من المدخنين والمدخنين غير المباشرين، والتي تتكبدها وزارة الصحة، فيما تتمثل التكاليف غير المباشرة بتضاؤل الإنتاجية من قبل المدخنين والتي يتكبدها أصحاب العمل وتكلفة الإنتاج الضائع بسبب الوفاة المبكرة للمدخنين، بالاضافة الى ازدياد النفايات في الشوارع التي يتعيّن جمعها.
وبين ان من ابرز الامراض الناجمة عن التدخين بشكل رئيسي هي الامراض المزمنة كالقلب والشرايين والسرطانات بانواعها باعتبار ان المسبب الرئيسي لها التدخين.
وبحسب دراسة سابقة كانت اعدتها وزارة الصحة، اشار الازرعي الى تفاوت نسبة استهلاك الاردنيين لمنتجات التبغ اذ تبلغ نسبة مدخني السجائر 29 بالمئة فيما يدخن 7ر22بالمئة الارجيلة، وان 6ر13 بالمئة من الفئة العمرية بين 13-15 عاما تدخن السجائر و 7ر9 بالمئة يدخنون الارجيلة.
وتحذر الصحة من ارتفاع نسبة التدخين بين الأردنيين، لا سيما بعد أن أصبح تناول النرجيلة أمرا رائجا بين الفئات الشبابية محليا، مبينة أن تدخين النرجيلة في جلسة واحدة تستغرق من 2-3 ساعات تعادل تدخين 20-50 سيجارة.
وبحسب دراسات الصحة، فإن 6% من المدخنين بدأوا التدخين دون سن العاشرة في حين بدأ 50% منهم التدخين بين سني الـ15 و18 عاما، فيما يقبل 6% من سكان الأردن على تدخين النارجيلة.وبحسب الصحة فان معدل انتشار التدخين محليا بين البالغين وصل 50% بين الذكور و18% بين الإناث.
هذا ويتسبب التدخين سنويا بوفاة خمس ملايين إنسان في العالم ويوميا بوفاة 13,700 ألف شخص عالميا أي أن شخص يتوفى كل 6,5ثانية في العالم.
المفضلات