الخصاونة"
تنتسب هذه العشيرة الكبيرة إلى "محمد بن أبى الفيض" من أعقاب "جعفر الصادق" قدموا من الحجاز وسكنوا أولا في الكرك ثم رحلوا إلى قرية "دير غسان" بفلسطين وبعد زمن عاد قسم منهم إلى قرية" كثربه "بجوار الكرك وسموا "بالغساونه" نسبة إلى دير غسان وبتوالي الأيام حرفت "الغساونه" إلى "الخصاونة" وهو اسمهم الذي يعرفوا في اليوم .
خرج منهم فرع إلى قرية" بيت جبريل" بفلسطين ويقال لهم ألان" دار العزة" : وحدث أن خرج أحد أفراد هذه العشيرة واسمه "محمد الجعفري" برحلة من الكرك إلى دمشق فمر في طريقه بقرية "الشيخ مسكين" من أعمال حوران ( سوريا ) وهناك حضر حفلة زفاف شيخ القرية (( شبلاق)) وقدم سيفه وفرسه هدية للعريس وكان للشيخ ابنة اشتهرت بجمالها وحسنها قدمها عروسا إلى محمد الجعفري .
قبل محمد بالزوجة ورجع إلى الكرك ليهيئ حفلة الزواج ثم عاد بـ 300 من رجاله إلى الشيخ مسكين ليستلم عروسه لكن الشيخ "الشبلاق" قد رجع عن كلمته ونكث بوعده فثار ثائره وهجم على الشبلاق واخرجه من الشيخ مسكين وكان يؤازر الخصاونة في هذه الحرب عشيرة " الحريري " المعروفة والأكبر في حوران والتي انتقلت إليها زعامة القرية ولا يزال يسكن في الشيخ مسكين قسم من الخصاونة يرجع تاريخهم فيها إلى تلك الحادثة .
وفي ذلك الحين كان يقيم " الخصاونة " في الكرك وحدث أن تحارب " العمر" والأعوان من عشائر الكرك من جهة و"الخصاونة" من جهة أخرى و أسفرت المعركة عن غلبة الفريق الثاني وعلى أثرها هاجروا إلى منطقة "عجلون " فنزلوا في قرية "عين الشعرة" التي تقع بين قريتي "عبين" و"صخرة" وبعد ان استقروا في "عين الشعرة" حيناَ من الزمن أغار عليهم أربعة عشر فارس من قبيلتي "السلايطة" و"الحجايا "وكمنوا لهم في إحدى الكهوف ولما شعر "الخصاونة" بالمكيدة تسللوا إلى باب الكهف وسدوه في الحطب واخرموا النار فيه فاحترق جميع من كان في الكهف ولما علم "الحجايا" و"السلايطة" ما حل برجالهم جمعوا جموعهم وهجموا على الخصاونة وحلفائهم فاضطر الخصاونه إلى الرحيل إلى قرية "الحصن" بعد ان قضوا على الحجايا والسلايطه في عجلون وكان يقطن في الحصن حينئذ عشيرة "النصيرات" وبعض المسيحيين وكانت زعامة القرية في يد "النصيرات" فنافسهم عليها "الخصاونه" واخيرا انتصروا عليهم وطردوهم من القرية فآلت الزعامة إليهم ثم بسطوا سلطتهم على ما جاورهم من القرى والعشائر التي أطلقوا عليها ناحية "بني عبيد" نسبه الى شيخهن عبد العزيز الموسى الحمد حيث ان ختمه موجود مع احفاده في بلدة النعيمة و المرسوم العثماني الذي يحوي اسمه و ختمه ( هو العزيز و انا عبده ) موجود ايضا وفي ذلك الحين كان "الزيادين" وعلى رأسهم "احمد الظاهر" بن "ظاهر العمر" يحكمون بعض النواحي في عجلون حكماً اقرب إلى العسف والظلم منه إلى العدل والزلفى فاتفق "الخصاونة" وحلفائهم والأمير "الفحيلي" شيخ قبيلة "الفحيلي" التي كانت نازلة حين ذلك بعجلون على طردهم ولما علم "احمد الظاهر" الذي كان مركزة في قرية" تبنه " في "الكورة" ما بيت له "الخصاونة " أرسل يطلب زعيمهم "موسى المحمد" وفور وصوله قبض عليه وقطع رأسه وعلقه على باب القلعة ثم أرسل بعض رجاله إلي الحصن ونهبوا بيت "موسى المحمد" وقبضوا على شيوخ "الخصاونة" وساقوهم مكتوفين إلى "تبنه" وبعد مدة أغار" باشا الجزار " والي عكا على "الزيادين "و أخرجهم من منطقة عجلون فلحقهم "الخصاونة" ونكلوا بهم تنكيلا ونهبوا متاعهم و أموالهم ولم يزل "الخصاونة" اليوم محتفظين لبعض الأواني النحاسية المنقوش عليها اسم "علي الظاهر" وبعد "الزيادين" آلت زعامة "تبنه" وما جاورها ناحية الكورة إلى عشيرة "الشريدة".
كان "الشريدة" يكيدون "للخصاونة" ويحرضون عليهم القبائل المسيحية في "الحصن" فذهب وفد من المسيحيين إلى "الاستبانه" و"دمشق" وحصلوا على أمر من الحكومة العثمانية مؤرخ بتاريخ 29/ ربيع الآخر 1286 هــ 1869 م يقضي بإخراج "الخصاونة" من الحصن ولا يزال هذا الأمر محفوظاَ حتى يومنا هذا .
فاختاروا السكن في قريتي " أيدون " و " النعيمة " ككبر وطمير " .
انتهز "النصيرات" الفرصة وعادوا إلى "الحصن" ومنذئذن وهم ينافسون "الخصاونة" على زعامة ناحية بني عبيد .
تناسل "الخصاونة" حسب النسب الذي يحتفظون به من" محمد أبي الفيض" أحد أعقاب "الحسين بن علي" .
نسخة مطبوعة من كتاب "الحمايل والعشاير القديم"
صفحة 280 / 281 /282
المفضلات