احتفلت الأسرة الملكية يوم ثامن ماي ومعها الشعب المغربي قاطبة، بالذكرى الثامنة لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن..
وتشكل المناسبة لحظة تاريخية، يستعيد فيها المغاربة ذكرى مولد ولي العهد، الابن البكر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي اختار له اسم الحسن، تيمنا بالأب، المغفور له الحسن الثاني، مستكمل الوحدة الترابية للمغرب، وكذا تقديرا لجده المولى الحسن الأول، الذي كان عرشه على ظهر فرسه، وهو أحد ملوك الدولة العلوية الكبار.
تزامنت الذكرى الثامنة لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، هذه السنة، مع أنشطة ثقافية دينية وسياسية، شارك فيها بالحضور إلى جانب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ففي 14 مارس الماضي، ظهر ولي العهد الأمير مولاي الحسن بجانب والده أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في حفل ديني بضريح محمد الخامس بالرباط، إحياء للذكرى الثانية عشرة لوفاة جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، كما حضر هذه المناسبة، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل.
وفي الخطاب التاريخي لـ 9 مارس الماضي، الذي أعلن فيه جلالة الملك عن الإصلاحات السياسية والديمقراطية، ظهر ولي العهد مولاي الحسن، جالسا على يمين جلالة الملك، في إشارة قوية لحمل المشعل ومواصلة الإصلاحات وتأكيد استمرارية المغرب في ظل توحد العرش والشعب.
كما ظهر سموه في الحفل المقام بمناسبة ميلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، في 28 فبراير الماضي، إلى جانب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، كما حضر سموه، في 15 فبراير الماضي، الحفل الديني المقام بالمسجد الأعظم بمدينة سلا، الذي ترأسه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وحضره، أيضا، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل.
كما قام صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، في 27 يناير الماضي، بزيارة لمعرض "محطة في المغرب الصحراوي"، الذي جرى تنظيمه في الرباط، بهدف التعريف بفنون وتراث وثقافة الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث
كان في استقباله، أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، وسعد حصار، كاتب الدولة لدى وزير الداخلية، وحسن العمراني، والي جهة الرباط - سلا - زمور – زعير، وأحمد حجي، المدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، واطلع سموه على المعيش اليومي لساكن الجهات الجنوبية من المملكة، من خلال التعرف على مظاهر من حياة الرحل، والأزياء الصحراوية، والموسيقى والرقص، والصناعة التقليدية، والتصاميم، وكذا تأهيل وترميم التراث.
وكان صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، أنهى برسم السنة الدراسية، 2009/2010، دراسته بالمستوى الثاني بالمدرسة المولوية، في الحفل، الذي أقيم في 15 يونيو الماضي، وترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، وبصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل بالقصر الملكي بالرباط.
ويواصل صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن دراسته بالمستوى الثالث بالمدرسة المولوية، حيث قرر جلالة الملك محمد السادس، أن يتلقى سموه التربية والتكوين، ضمن إطار شمولي في مختلف التخصصات، الدينية منها والعلمية وبأحدث التقنيات المتطورة ببرامج دراسية حافلة، و تربية دينية جيدة.
وفي الوقت الذي يحيي فيه المغاربة اليوم، الذكرى الثامنة لميلاد ولي العهد، يستحضر الشعب بكامله اللحظات التاريخية، التي أعقبت الإعلان عن ميلاد سموه، بدءا بإطلاق المدفعية 101 طلقة احتفاء بالمولود السعيد، والتدفق التلقائي للمواطنين المغاربة على ساحة المشور السعيد بالقصر الملكي بالرباط، لمباركة هذا الحدث الكبير، وصولا إلى حفل العقيقة، الذي أقيم في يوم 15 ماي 2003 وجرى الاحتفال به في كافة ربوع المملكة.
محطات من فرحة العرش والشعب
يحتفل ولي العهد الأمير مولاي الحسن، اليوم الأحد ثامن ماي، بعيد ميلاده الثامن، وهي مناسبة تستحضر شريطا من الأحداث السارة، التي اشتركت في إحيائها الأسرة الملكية والشعب المغربي، عبر محطات جسدت بحق تلاحم العرش والشعب، وكرست قواعد الاستمرارية في مغرب يزخر بعاداته وتقاليده ومبادئه المؤسسة لهويته، وهي المحطات، التي عاشها الرأي العام الوطني على الشكل التالي، لحظة بلحظة:
الإعلان عن الميلاد:
زف خبر ميلاد ولي العهد إلى الشعب المغربي، صباح يوم الخميس ثامن ماي 2003، واستقبل المغاربة الحدث في ذلك اليوم وسط فرحة شعبية عارمة، بمناسبة ميلاد ولي عهد الملك محمد السادس، الذي أطلق عليه جلالته اسم مولاي الحسن، تيمنا بالملك الراحل المغفور له الحسن الثاني.
طبقا للتقاليد المغربية، والأعراف الدستورية، يحمل المولود البكر للملك لدى ولادته لقب ولي العهد، وهو بالنسبة للمغرب والمغاربة، أكثر من حدث عادي، إذ يعتبر الأمر صلة وصل بين الماضي والمستقبل، ومنطلقا جديدا للاستمرارية، التي يتميز بها المغرب بين عدد من الأنظمة الإقليمية والدولية.
الاحتفال بالعقيقة :
جريا على عادات وتقاليد الأسرة الملكية في الاحتفال بالمولود الجديد، أجري في اليوم السابع من ولادة ولي العهد الأمير مولاي الحسن، حفل "العقيقة"، الذي نحر فيه كبشان، وأعلن فيه عن اسم المولود الجديد، وجرى الحفل بحضور رجالات الدولة المدنيين والعسكريين، سيرا على النهج، الذي عمل به الملك الراحل الحسن الثاني، وكذا والده الراحل محمد الخامس، كما أجريت حفلات بالمناسبة لتسمية كل أبناء وبنات المغرب، الذين ولدوا في اليوم نفسه.
الختان
احتفلت العائلة الملكية ومعها الشعب المغربي، بختان ولي العهد الأمير مولاي الحسن في أيام 13 و14 و15 أبريل 2005، وجرى الحفل في مدينة فاس، وكان الأمير مولاي الحسن قام بعد صلاة العشاء يوم الأربعاء 13 أبريل 2005، بزيارة ضريح مولاي إدريس الأزهر بمدينة فاس. وفي صباح يوم الخميس 14 أبريل 2005، أقيم استعراض لمواكب الهدايا أمام باب القصر الملكي بفاس، وفي يوم الجمعة 15 أبريل 2005، أقام الملك محمد السادس، مأدبة غداء للرجال ومأدبة عشاء للنساء بالقصر الملكي.
أول ظهور إعلامي رسمي
يعود أول ظهور رسمي لولي العهد إلى سنة 2004، عندما بلغ سنته الأولى، إذ رافق الأمير مولاي الحسن والده الملك محمد السادس في حفل استقبال الفريق الوطني لكرة القدم، الذي كان بلغ نهائيات كأس إفريقيا للأمم بتونس. وبدا مولاي الحسن سعيدا أمام الكاميرا، التي التقطت له صورة تذكارية وهو في حضن والده، يتوسطان أعضاء الفريق. كما شارك والديه، الملك محمد السادس وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، في مراسم استقبال الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، وعقيلته، وكان يرتدي جابادورا أرجوانيا، ويتحرك بهدوء واطمئنان في حضن والده.
بين زملاء الدراسة
تميزت السنة، التي احتفل فيها الأمير مولاي الحسن، بالذكرى السادسة لميلاده، في شتنبر 2009، بدخوله المدرسة، وعاش المغاربة لحظات تاريخية، وهم يشاهدون صوره وهو يدخل قاعة الدرس، إلى جانب زملائه بالمدرسة الأميرية بالقصر الملكي بالرباط، صحبة زملائه في الدراسة.
وكان الملك محمد السادس، حضر إلى جانب صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، وبرفقتهما صاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، أول درس في اللغة العربية والفرنسية والتربية الدينية.
وظهر الأمير مولاي الحسن في إحدى الصور، يرتدي معطفا أسود وقميصا أبيض، واقفا يتلقى الاسم، الذي سينادي به عليه زملاؤه في الدراسة، من المعلمة، وهو سمية سيدي.
الخطاب الأول:
ألقى الأمير مولاي الحسن، في 14 يونيو 2009، أول خطاب بين يدي الملك محمد السادس، وذلك بمناسبة حفل نهاية السنة الدراسية بالمدرسة الأميرية بالقصر الملكي بالرباط.
واستهل هذا الحفل، الذي حضره عدد من الأمراء والأميرات، بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها الأمير مولاي الحسن، وبدعاء وابتهالات رددها سموه ورفاقه في الدراسة.
جوائز باسم مولاي الحسن
تزامنا مع الاحتفال بالذكرى الثامنة لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، تجري الاستعدادات لتنظيم لقاءات رياضية وثقافية في عدد من المدن. وفي هذا السياق جرى تنظيم السباق الدولي على الطريق تحت شعار (الخطوات الدولية ليعقوب المنصور) بالرباط، احتفاء بعيد ميلاد سموه، كما نظمت مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، الدورة الرابعة للبطولة الوطنية المدرسية الخاصة بالتعليم الابتدائي"جمنزياد اليوم الأولمبي المدرسي"، وذلك في الفترة ما بين 4 و7 ماي الجاري بنيابة وزارة التربية الوطنية بالحي الحسني، التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء .
وشارك في هذه الدورة، المنظمة تخليدا للذكرى الثامنة لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مشاركة أكثر من 900 تلميذ وتلميذة، إضافة إلى المؤطرين والمنظمين والحكام الوافدين على العاصمة الاقتصادية للمملكة من مختلف النيابات والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.
كما نظمت فعاليات الدوري الدولي الثاني لنيل الجائزة الكبرى لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، التي جرت في الفترة الممتدة ما بين 6 و8 ماي الجاري.
من جهة أخرى، نظمت جائزة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن لسباق الدراجات، في دورتها الثانية.
وفي سادس ماي الجاري، احتضنت، أيضا، حلبة سباق الخيل الدار البيضاء أنفا، فعاليات الدورة العاشرة لليوم الدولي لسباقات الخيول العربية الأصيلة، وتضمن برنامج هذا الحدث الرياضي، الذي تنظمه الشركة الملكية لتشجيع الفرس، ثمانية سباقات من أبرزها الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والجائزة الكبرى لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن والجائزة الكبرى لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
وفي 15 أبريل الماضي، منحت الجائزة الكبرى لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، في سباق الخيل، التي نظمتها الشركة الملكية لتشجيع الفرس، بتعاون مع شركة سباق الخيل بالدار البيضاء بحلبة أنفا.
المدرسة الأميرية
منهل للهوية المغربية والثقافة الإسلامية والعلوم الكونية
يواصل صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، دراسته بالمستوى الثالث بالمدرسة الأميرية، رفقة 4 تلاميذ آخرين، كانوا دخلوا معه، منذ العام الدراسي 2008/2009، حيث يتلقى سموه تعليما يجمع بين التربية والتكوين، ويعتمد على أسس الهوية المغربية، والثقافة الإسلامية، والعلوم المعرفية الكونية.
اعتبرت الدراسة في السنة الأولى، فرصة لولي العهد للاستئناس بجو العلم والمعرفة، كما استأنس فيها ورفاقه بالمدرسة، وتعرف المدرسون فيها مباشرة عليهم وتلمسوا استعداداتهم، وبدأ الاشتغال بالاعتماد على ما اتضح لمدير المدرسة الأميرية، الأستاذ عزيز الحسن، من الأساليب الإيجابية، التي يجب الاستمرار عليها وبعض السلبيات، التي وجب تفاديها.
يوزع العمل في المدرسة الأميرية بين فريقين متكاملين، فريق تدريس يشتغل داخل الفصل الدراسي وفق البرنامج السنوي، وفريق من المربين يشتغل مع الأطفال خارج الفصل في نطاق أنشطة موازية مكملة.
ويبذل فريقا التعليم والتربية باستمرار جهودا من أجل ضمان نتائج إيجابية، حيث تبين أن ولي العهد ورفاقه، منذ السنة الأولى، يتمتعون بروح عالية للإقبال على المدرسة واكتساب الأساسيات، التي يروم فريقا التدريس والتربية إكسابهم إياها.
ويشهد مدير المدرسة لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ورفاقه، بالنباهة والاتزان، وقال "لا شك في أن نباهة سموه ونباهة المجموعة، التي يوجد في مقدمتها بجدارة واستحقاق بين، ساعدت كثيرا الإطار التربوي، الذي قام بتلقين تلك الأسس".
ويعتبر طور التعليم الابتدائي بشكل عام قاعدة سائر أطوار الحياة المدرسية بحكم أن الطفل في هذه المرحلة، بقدر ما يحيى فيها سنوات استقرار يساعده على التعلم، بقدر ما يكون من نواح عدة، جسمانية وفكرية ونفسية ووجدانية، غضا متعلقا في نموه بمجموعة من التأثيرات، تتلخص في تدخل الأسرة والمدرسة، ونمط الحياة والمحيط العام.
وتبين من خلال حفل اختتام السنة الدراسية، أن ولي العهد مولاي الحسن ورفاقه، يدرسون، إضافة إلى اللغتين العربية والفرنسية، لغات حية أخرى مثال الإنجليزية والإسبانية، وتبين من خلال الأناشيد والعروض، التي قدموهاـ أنهم يتلقون مبادئ في مختلف العلوم والفنون، إضافة إلى التربية الدينية، التي يتلقاها سموه ورفاقه، على الطريقة المغربية الأصيلة.
المفضلات