أجواء العطلة الصيفية ألقت بظلالها على دعوة عشاء ضمت عددا من الاصدقاء ، ومنهم آباء وأمهات ، بدأها طبيب بالقول : عندما خرجت من المنزل وأبنائي يغطون في نوم عميق ، تذكرت الاجازة التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر ونحن في مثل أعمارهم ، نوم حتى ساعة متأخرة ،الاستمتاع بعدم الذهاب إلى المدرسة ، انطلاق بلا حدود للتحليق بطائرات ورق كانت تملأ سماء عمان من الصباح وحتى ساعات المساء ،لقد كانت هوايتي وبقيت إلى زمن ..
كشف ''غازي '' بأنه كان يقضي العطلة في عمل هواتف من الخشب ، يبيع الواحد منها بقرشين ، زبائنه كانوا من ابناء الحي ، الأطرف أن قرص الهاتف، كان عبارة عن مسمار كبير يدق بشكل معكوف ، حتى يدار مثل القرص حول الارقام التي كانت تكتب بقلم حبر عند الإتصال الوهمي بأحد الأصدقاء ، أما السماعة فكانت شبيهة بالميكروفون تثبت كما الهواتف القديمة.
تحدث ''سائد'' حول هواية السباحة التي كان يمارسها في بركة لايتجاوزعمقها سنتمترا واحدا ، ، حيث كان جده يرش الماء في ''حوش '' البيت '' ويدعوه للسباحة التي كانت اشبه بزحلقة لكنه كان يستمتع بها كثيرا ، فيما دفع شغف ''يوسف'' بكرة القدم إلى تشكيل فريق من ابناء الحي ، الفريق الخصم كان من حي مجاور، والحكام من الاولاد الاكبر سنا ، وبرغم وجود مشجعين، كانت المباريات تخلومن اهداف بسبب عدم حرفية اللاعبين.
العطلة كانت ''جد وجد'' بالنسبة ل'' كريم '' ، حيث كان يذهب الى ورشة النجارة التي يملكها أبيه ، برغم ميله للعب مثل أقرانه، الا انه استفاد في تعلم مهنة ، واشغل وقت الفراغ الطويل وتعود الاعتماد على النفس في سن مبكرة ، حيث كان يتقاضى اجرا مقابل العمل الذي كان ينتهي قبيل الغروب ، لكن الجمعة كان يقضيه في اللعب فهو يوم الإجازة .
مهام مختلفة حفلت بها عطلة ''وصال '' أهمها مساعدة الام والجدة في إعداد مونة الشتاء ، بتقطيف الملوخية لتنشيفها وعصرالبندورة لعملها معجون وفرم الجوز لحشو المقدوس ، وعمل انواع مختلفة من الحلوى ، كثيرا ما كانت تلتصق بالقالب ، والقيام ببعض الاعمال اليدوية والتطريز.
هواية المطالعة كانت الاهم على اجندة ''مها'' في العطلة ، وكانت تذهب ثلاث مرات في الاسبوع لمكتبة الطفل -امانة العاصمة بشارع المحطة ، و تقرأ من الصباح وحتى الظهر، كما كانت تقوم باستعارة بعض الكتب لتقرأها في البيت ، وأفادها ذلك في كتابة القصص هوايتها وماتزال.
وبرغم أن المفهوم التقليدي للعطلة الصيفية ، لايبتعد عن اختفاء الحافلات الصفراء -باصات المدارس ، عدم ذهاب الطلاب الى المدرسة ، حرية في النوم والسهر، وانطلاق بلا حدود للعب واللهو ، إلا أن لكل جيل عطلته التي احبها واستمتع بها ، عاش ايامها وأشغل ساعاتها في هوايات كثيرة ومفيدة على الاقل من وجهة نظره.
جيل هذه الايام يحظى بخيارات متعددة لقضاء العطلة الصيفية ، وما بين مقاهي الانترنت ، الالعاب الالكترونية ،المخيمات، ، النوادي والمولات ، يفضل ''جاسر 10 سنوات '' أن يقضي العطلة في لعبةالأتاري ومشاهدة برامج ومسلسلات الاطفال في بعض الفضائيات، اشترى له ابوه سيديات كثيرة لمباريات كرة القدم حتى يشغل وقته ، امه لاتمنعه من ذلك ، بل تشجعه كما يقول ، حتى لايثير الفوضى والمشاكل مع بقية اخوته الصغار .
وتتوزع اجازة ''علي 15عاما '' بين اكثر من نشاط ، يقول : امضي حوالي 4ساعات في مقهى للانترنت كل يوم ، أتواصل مع اصدقائي على الفيس بوك ، في الصباح امارس هواية السباحة ، احيانا اذهب الى أحد المولات برفقة الاسرة وقد نتناول طعامنا باحد المطاعم هناك
وللعام الثا ني تلتحق '' سارة 13عاما '' بأحد النوادي الصيفية ، حيث تقضي وقتا ممتعا في ممارسة بعض الهوايات الى جانب دروس تقوية في بعض المواد الدراسية، وتخطط هذا الصيف لأن تدرس لغة جديدة ، وقد تلتحق بدورة في الجراقيك.
هناك من يعمل '' مدحت 15عاما '' يعمل في ورشة لتركيب القرميد مع عمه ، ويقول : '' ، تعرفت من خلال هذا العمل على مزايا هذه الاسقف الجميلة التي تزين واجهات البيوت وتجعل مظهرها جميلا
ويؤكد باحثون بان الفراغ طاقة معطلة ، تصبح خطيرة اذا لم يتم استغلالها في اشياء مفيد ة وممتعة بخاصة في وجود خيارات كثيرة بخاصة لذوي الدخل المحدود مثل الحدائق والمتنزهات والمكتبات العامة والتي تعتبر ترفيها مسليا وغير مكلف ..!
المفضلات