كتبت – سهير بشناق - «ليس عيبا ان نتعلم ولو تقدم العمر بنا والاجمل ان نتعلم من اولادنا «, هي كلمات امهات يعشن بالكرك بدأنا اخيرا بخوض تجربة جديدة بحياتهن ، تجربة تعلم طرق استخدام الحاسوب ليس على ايدي مختصين بمهارات الحاسوب انما من قبل بناتهن اللواتي لا يزلن على مقاعد الدراسة لكنهن يتقن استخدام الحاسوب.
هؤلاء الامهات وبناتهن من مدرسة العمرية الاساسية المختلطة بالكرك عرضن تجربتهن امام جلالة الملكة رانيا العبدالله اثناء زيارتها الثلاثاء الماضي لمدرسة المزار الاساسية الاولى المختلطة بفخر لا يطوله اي شعور بالخجل بعد ان ادركن ان تقدم الحياة يحتاج لتغير مفاهيم كثيرة وان اختصار سنوات العمر بين الامهات وبناتهن يبدأ من محاولة الدخول لعالمهن وتفهم تطور الحياة الذي يتطلب العمل على ايجاد افكار جديدة تجمع جيل الامهات بجيل وزمن ابنائهن وبناتهن ليصلوا الى ايجاد لغة حوار مشتركة في حياتهن.
هذه التجربة الجديدة رعتها مبادرة مدرستي اثناء العطلة الصيفية وعملت على توفير احتياجات الطالبات والامهات وهي احدى النشاطات الابداعية للمبادرة في الكرك وفي مدارس الجنوب والتي تضمنت تنظيم اول مخيم صيفي لطالبات مدارس الجنوب واقيم في مدرسة المزار الاساسية الاولى.
فجاءت مبادرة الطالبات بمساعدة امهاتهن باستخدام تقنيات الحاسوب بدءا من الاساسيات وانتهاء باستخدام الانترنت والتعرف على مواقع التواصل الاجتماعي
واستخدامها لتصبح كل ام من هؤلاء الامهات قادرة على اعادة ثقتها بنفسها والتواصل مع ابنائها وبناتها بلغة العصر.
مديرة مبادرة مدرستي دانة الدجاني اشارت الى اهمية هذه التجربة في حياة الامهات بالمنطقة اللواتي شعرن بالفجوة المعرفية بينهن وبين بناتهن فبادرن بالتعلم على اساليب استخدام الكمبيوتر وتبرعت بناتهن بتدريبهن على ذلك فرسمن صورة جميلة من التعاون لم تقف بوجه استمراريته سنوات العمر بينهن.
وبينت الدجاني ان المبادرة واثناء عملها على تحديد احتياجات اهالي المنطقة وجدت ان هناك رغبة لدى الامهات بالتعلم على كيفية استخدام الحاسوب لانهن يجدن ان هناك فجوة بينهن وبين بناتهن وابنائهن في المعرفة وان عدم استخدام الحاسوب يسهم في تكبير هذه الفجوة خاصة وان بناتهن وابنائهن بدأن بالتعلم على استخدام الحاسوب واتقان مهاراته ,مشيرة ان مدرسة العمرية احدى مدارس الجنوب التي شملتها المبادرة في المنطقة.
ام محمد – ام لاربعة ابناء – واحدى المستفيدات من هذه التجربة الجديدة بينت اهمية ما وفرته لها مبادرة مدرستي من فرصة لتعلم استخدام الحاسوب , وقالت بان « اشياء كثيرة دفعتني لتعلم استخدام الحاسوب ومنها ان هناك جهاز كمبيوتر في منزلنا يستخدمه ابنائي وبناتي الا ان ابني في الصف الثامن كان كلما يقترب من الجهاز يتعرض للتوبيخ الشديد من قبل اشقائه خوفا منهم ان يعمل شقيقهم على احداث اي عطل بالجهاز او الغاء ابحاث كانت محفوظة عليه».
واضافت «رغبت بالتعلم لنفسي اولا لكي لا اشعر بغربة عن ابنائي الذين كنت احاول الجلوس معهم اثناء استخدامهم الكمبيوتر وكانوا يقولون لي باني لا اعرف شيئا , والامر الاخر لتجنيب تعرض ابني الصغير للتوبيخ او الضرب من قبل اشقائه كلما اقترب من جهاز الكمبيوتر فمعرفتي باساسيات استخدامه تؤهلني لمساعدته وتعليمه على امور كثيرة في هذا المجال».
واكدت ام محمد ان الدورة التي كانت مدتها يومين فقط جمعت عشر امهات من اهالي المنطقة في مدرسة المزار الاساسية الاولى المختطلة تم خلالها تدريبنا على استخدام الحاسوب من قبل بناتنا وفي المدرسة ذاتها لوجود اجهزة حاسوب بها.
واشارت ام محمد الى ان هذه الدورة اسهمت في تعليمنا كيف نستخدم الحاسوب وكيفية الدخول لمواقع التواصل الاجتماعي ولمواقع معرفية اخرى مشيرة الى ان استفادتها من هذه الدورة كانت كبيرة وانها قبل التحاقها بهذه الدورة لم تكن تعلم شيئا عن كيفية استخدام الكمبيوتر لكنها الان تعلمت الاساسيات بالرغم من قصر مدة الدورة التي كانت تتمنى لو كانت مدتها اطول.
واكتشفت هي وغيرها من الامهات اللواتي خضعن للدورة ان بناتهن لسن مجتهدات في الجانب الاكاديمي فحسب بل انهن يتقن مهارات اصبحت اساسية بالحياة كاستخدام الكمبيوتر الذي اصبح اتقان استخدامه لا يقل اهمية عن التحصيل الاكاديمي في المدرسة.
رغم بساطة تجربة (ام محمد) في عين البعض لكنها تعني لها الكثير سيما وانها تعلمت من قبل ابنتها او ابنها لتصبح قادرة على اختصار سنوات العمر وخلق لغة حوار تجمعها مع اولادها .
المفضلات