عمان - هلا العدوان - يعكف الاردن حاليا على اتمام عملية الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي بما يعود بالمنفعة المتبادلة على الطرفين في اطار تعزيز منظومة التعاون العربي المشترك .
وفي هذا الصدد يبدا وزير الخارجية ناصر جوده في الاونة القريبة ومعه وفد رسمي من اصحاب الخبرة والاختصاص بالبحث مع دول الخليج في عملية انضمام الاردن الى منظومة مجلس التعاون الخليجي.
قرار مجلس التعاون الخليجي الذي طلب من الاردن استكمال اجراءاته للانضمام الى المجلس يعكس عمق العلاقات والقواسم المشتركة والبيئة والجغرافيا ووحدة التهديدات مثلما يعكس اهمية دور جلالة الملك في دعم التضامن العربي والاستقرار العربي وبالنتيجة فان المنفعة ستكون متبادلة للطرفين الاردن والخليج.
جلالة الملك قال إن انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي سيسهم في توثيق العلاقات الأردنية الخليجية, وبناء روابط تكامل وشراكة إستراتيجية تصب في خدمة المصالح المشتركة للأردن ودول الخليج العربي, كما أنها خطوة على طريق تعزيز التضامن العربي.
وفي الوقت الذي يتساءل فيه البعض عن سبب الاعلان عن هذا التوجه بهذا الوقت بالذات ويعزي ذلك الى ما تشهده المنطقة من تطورات يؤكد جوده ان انضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي هو ليس بجديد انما قديم جديد وبدا منذ سنوات بجهود جلالة الملك وتولدت قناعة لدى جميع الاطراف بان الروابط كثيرة والامتداد الجغرافي والمواقف السياسية المشتركة واحده والتحديات السياسية نشترك في مواجهتها جميعا مشيرا الى انه عندما يتم الانضمام فان المنفعة متبادلة للجميع .
ويؤكد جوده ان انضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي من شانه ان يعزز ويطور ويرفد العمل العربي المشترك ولا يتعارض ذلك مع المظلة الاوسع في العمل العربي وهي جامعة الدول العربية.
والاردن وفي سياساته يتشابه الى حد كبير مع دول منظومة التعاون الخليجي حيث يعتمد مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ويعتمد الحوار والطرق السلمية وسيلة لحل النزاعات والخلافات ويدعم المؤسسات الدولية وعلى راسها منظمة الامم المتحدة وهي السياسة التي تتبعها المنظومة الخليجية و التي تهدف في مجملها الى تعزيز التعاون العربي والدولي المشترك وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الاعضاء في المجلس وتحسين البيئة الاستثمارية في دول المجلس وتحقيق التعاون في مجالات التنمية البشرية والعلاقات الاقتصادية الدولية والبحث العلمي وتطوير القاعدة العلمية وتبادل التعاون في مختلف القضايا المالية والتجارية والاستثمارية.
ويتوقع مراقبون سياسيون ان يكون الانضمام خلال فترة ليست طويلة لا تتجاوز عدة اشهر ويسعى الاردن الى انضمام كامل.
مسؤولون خليجيون اعلنوا في مناسبات مختلفة ان الاردن هوعمق دول هذا المجلس مقدرين مواقف الاردن الداعمة والمؤيدة لدول الخليج ومؤكدين بنفس الوقت ان انضمام الاردن يشكل مصلحة للطرفين.
وبحسب سياسيين اردنيين فان ما يتمتع به الاردن من امن واستقرار وجاذبيته للاستثمار وانفتاحه على دول الخليج لمواجهة الظروف والتحديات الراهنة وتطابق سياسته مع سياسة المنظومة الخليجية ورغبته في التكاتف والترابط لدفع عجلة التنمية المستدامة تعكس ضرورة الانضمام .
وحول المزاعم بان الانضمام سيؤثر سلبا على مسيرة الاصلاح يؤكد مسؤول اردني بارز ان انضمام الاردن الى دول مجلس التعاون الخليجي لن يؤثر على مسيرة الاصلاح لان الانظمة السياسية مختلفة وليس هناك شروط سياسية للانضمام مشيرا الى ان التعاون مع دول المجلس هو تعاون تاريخي وقديم.
ويرى مراقبون ان هناك قيمة مضافة متبادلة بين الاردن ودول الخليج على المستويات الاقتصادية والأمنية وهناك تكامل ثقافي وجغرافي وطبيعي، مشيرين الى ان هناك اكثر من 500 ألف اردني يعملون في دول الخليج.
واكدوا بان انضمام الاردن الى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي في حال اتمامه سيسهم في تحقيق وتجسيد العديد من الاهداف حيث سيكون الاردن داعما قويا لتحقيق الطموحات الوطنية والقومية المشتركة لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي لتسريع وتيرة التعاون الفاعل والسعي الى المزيد من الزخم لهذه المنظومة لترجمة اهداف المجلس الى واقع ملموس يلبي تطلعات شعوب دول المجلس لتعزيز الاداء والبناء للنهوض بمسيرة المجلس الى درجات اعلى من التكامل والوحدة وينعكس ايجابا على امن واستقرار دول المجلس وشعوبها.
المفضلات