يقول الله تعالى : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم ولم يقل افعلوا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى ..... الخ الحديث الشريف ) ولم يقل الأفعال .
يقول الله تعالى في الحديث القدسي : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أٌجزي به ) ولم يقل فعل
والسؤال الآن ما الفرق بين العمل والفعل ؟
الفعل هو كل حدث يرتبط بزمان معين فنقول فعل ماضي أو حاضر ومستقبل وكما إن الفعل هو صقة لحدث ما فقيام شخص بشرب الماء هو فعل والإقدام على إنجاز أي شيء هو فعل
العمل أوسع من الفعل ولكن له خصوصية تتعلق بالجوارح فمثلا الاستحمام هو فعل ولكن إن كان بنية الغسل تحول إلى عمل صالح والصلاة هي عمل إن كانت خالصة لله فهي عمل صالح وإن كانت للرياء فهي عمل سيء
التبرعات الخيرية هي فعل جيد لا بل ممتاز ولكن هذا الفعل إن ارتبط بالجوارح وكان بنية المثوبة من الله تعالى هو عمل صالح وإن كانت لغاية الدعاية الانتخابية فهي عمل سيء
الصوم وهو الامتناع عن عن الطعام والشراب والشهوات ( وقف هذه الأفعال ) هو عمل صالح إن ارتبط بالجوارح بمعنى انقيادا لأمر الله تعالى بهذه الفريضة ولكن الصيام بنية اليجيم هو فعل جيد لغاية الصحة أو لأي سبب آخر ولكن بهذه الحالة لن يكون عمل صالح بمعنى ليست صوما بالمعنى الشرعي الاصطلاحي
نختصر ما سبق ونقول كل تصرف مادي أو معنوي مرتبط بالجوارح ابتغاة لرضى الرب هو عمل صالح وكل فعل يؤدي لعدم مرضاة الله تعالى وغضبه هو عمل سيء
وبالمناسبة لكي يكون العمل صالحا يوجد شرطين : الول أن يكون العمل مشروعا وثانيا أن يكون مرتبط بالمشاعر والوجدان من حيث طلبا لمرضاة الله تعالى أو اجتنابا لغضبه تبارك وتعالى أو الاثنين معا
إن الامتناع عن العمل السيء خوفا من غضب العزيز الجبار هو بحد ذاته عمل صالح أما إن كان الامتناع عن الأمور السيئة بحثا عن السمعه الطيبة يصبح فعلا حسنا ولا نقول عملا حسنا
في النهاية أجد لزاما علي القول إنني لم أستطع أن أوفي الموضوع حقه فالموضوع واسع وأنا قليل المعرفة
المفضلات