[IMG]http://www.**********/up/uploads/images/jr7-1853825762.gif[/IMG]
عندما يتحدث المهندسون عن الرطوبة الداخلية في فصل الشتاء التي تغزو البيوت من الداخل ويقولون إنها لا تنجم عن الأمطار والثلوج وإنما هي من الداخل، فماذا يقصدون بذلك؟
فمن أين تأتي المياه التي تغطي سطح الجدران وزجاج النوافذ من الداخل في فصل الشتاء، ومن ثم تنساب على الأرض وترطب السجاد والمفروشات المتنوعة؟ ولماذا ينمو العفن ويتكاثر على سطح الجدران وفي داخل دواليب الثياب وما إلى ذلك من أماكن محصورة؟ هذه رطوبة داخلية، أي أنها رطوبة ناجمة عن إنتاج سكان المنزل نفسه: كالتنفس وإفرازات العرق الطبيعية والطبخ والغسيل وتجفيف الثياب، فضلاً عن نتح نباتات الزينة الداخلية لمياه التربة من الأحواض، واستخدام المدافئ التي تعمل على الكاز أو الغاز وما إلى ذلك.
وهكذا يمكن القول إن بضعة أشخاص يقطنون في منزل سوف يطلقون من بخار الماء عشرات الكيلوغرامات في اليوم الواحد؛ وسوف تنتشر الرطوبة في داخل المنزل على شكل بخار ماء لا يُرى بالعين المجردة، وتتكاثف على شكل قطرات ماء عند السطوح الباردة داخل المنزل، وما أكثرها في أبنيتنا التقليدية، حيث تكون تلك المناطق الباردة متواجدة بكثرة في الأبنية غير المعزولة حرارياً وتكون على أسطح الجدران والسقوف وبمحاذاة مزاريب تصريف مياه السطح وعلى أسطح النوافذ الخارجية وغيرها.
ولكن، هل هناك عوامل أخرى تؤدي إلى إنتاج الرطوبة في داخل المنزل؟ نعم، فكلما زاد عدد سكان المنزل زادت المشكلة، وكلما زاد استعمال المنزل للمدافئ التي تعمل على الغاز أو الكاز استفحلت المشكلة أكثر. كذلك، تنتج النباتات الداخلية كميات كبيرة من المياه نتيجة تبخر المياه من تربة النبات أو بفعل عملية النتح الطبيعية التي يقوم بها النبات.
أما الكمية الأعظم من بخار الماء الذي ينتج في داخل المنزل فينجم بفعل الاستحمام وتجفيف الثياب والطبخ واحتراق المشتقات النفطية. ويكون ضررها كبيراً عندما لا يعمل صاحب المنزل على تهوية البناء جيداً، أو عندما لا يقوم بتدفئة منزله بصورة مستمرة وكافية. إذ أن تشغيل التدفئة بصورة متقطعة يحافظ على درجة حرارة الجدران متدنية، الأمر الذي يحفز تكاثف بخار الماء على سطحها، وبالتالي يحفز نمو العفن وتكاثره. ولذلك فإن تشغيل وسائل التدفئة لمدة أطول يساهم في التخفيف من هذه المشكلة، حتى لو كانت عند درجة حرارة أقل.
فلولا برودة سطح الجدران لما تكاثف عليها بخار الماء أو تكاثر العفن. وهذا هو السبب الذي يفسر عدم نمو العفن على سطح جيرانكم الذين يعيشون في الشقة تحتكم، وذلك لأن سطحهم دافئ بوصفه أرضية شقتكم الدافئة نسبياً في الشتاء. أما أنتم فيتعرض سطح شقتكم للعفن لأنه بارد بحكم اتصاله بالهواء الخارجي البارد في فصل الشتاء وافتقاره إلى طبقة عزل حراري تقاوم انتقال الحرارة. وبالطبع نفترض هنا أنكم تعيشون في الطابق الأخير من المبنى.
ويمكنكم التحقق من ذلك بأنفسكم بلمس الزجاج الخارجي للنوافذ في فصل الشتاء البارد، وهو الأكثر برودة بصورة عامة من مناطق أخرى في المبنى، ثم القيام بلمس سطح الجدران والسقوف من الداخل ومقارنتها مع مواد ذات كثافة منخفضة، كالخشب أو الصوف. وعندها ستلاحظون الفرق في درجة الحرارة. فالمشكلة إذاً تكمن في إنتاج بخار الماء الداخلي بغزارة، وأيضاً تكمن في برودة الجدران والسقوف. وهذا هو أساس المشكلة عندكم.
صحيح أن زيادة قدرة التدفئة وممارسة التهوية وتقليل النشاطات التي تطلق بخار الماء تخفف من ضرر الرطوبة الداخلية، ولكن الحل المثالي الدائم هو عزل الجدران والأسطح بمواد عازلة للحرارة كي تمنع تكاثف بخار الماء ونمو العفن وتجعل من الأبنية أماكن مريحة حرارياً صيفاً وشتاءً، وأيضاً كي تساهم في خفض استهلاك الوقود المستخدم في التدفئة أو التبريد حفاظاً على استدامة الأبنية وتقليص نفقاتها في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الاقتصاد العالمي.
[IMG]http://www.**********/up/uploads/images/jr7-4fccd35273.gif[/IMG]
المفضلات