شكرا ..
بقلم: أ.د.عبد الكريم بكار
فقد وجهنا نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن نفتح أفواهنا بالثناء على ما نراه من أمور جيدة،
وبالشكر لأولئك الذين أحسنوا إلينا، فقال: ( من لم يشكر الناس لا يشكر الله).
نحن سنظل تواقين إلى لمسة التقدير، سنظل متلهفين إلى سماع كلمة (شكراً) فهي تجعلنا نشعر بوجودنا
في وسط عالم مزدحم بالمشاغل والهموم والبحث عن المصالح الشخصية. كلما درج الناس في سلم
الحضارة زادت حساسيتهم نحو الجفاء ونحو الإهانة، وصاروا يتوقعون من بعضهم المزيد من اللطف في
التعامل والمزيد من الالتفاتات الكريمة. ومن وجه آخر فإن اجتماع الناس بعضهم مع بعض يولّد الكثير من
التوتر بسبب اختلاف الأمزجة والأهواء والأفهام. وبسبب المنافسة على موارد محدودة، ولهذا فإني أعتقد
أننا في حاجة إلى أن نجعل كلمة (شكراً) من أكثر الكلمات تردداً على ألسنتنا، وذلك حتى نخفف من التوتر،
ونضفي على الحياة العامة مسحة جديدة، إننا حين نقول (شكراً) نشعر بالرفاهية الروحية لأن الشكر عطاء،
والعطاء هو فرح الروح، وحين نقول: شكراً نترك انطباعاً جميلاً ومعبراً عن الاهتمام وشيء
من التواصل العفوي المجاني.
الذين يستحقون الشكر كثيرون، وكلما تمتعنا أكثر بالتأنق الداخلي اكتشفنا المزيد منهم.
الخادم يستحق الشكر، والذي يكنس أمام بيوتنا يستحق الشكر، كما يستحقه الذي أجاب دعوتنا إلى طعام صنعناه.
أعرف أشخاصاً ـ هم بالطبع قليلون ـ يحسنون إليك ويساعدونك وهم يقولون شكراً، إن النبل العظيم
المستكنّ في أعماقهم يدفعهم بطريقة خفية إلى ستر إحسانهم إليك وتغييبه عن المشهد،
ولا يجدون لتحقيق ذلك خيراً من أن يشكروك، إنهم مدهشون حقاً!.
شكراً لمن علّمني، ولمن أتاح لي أن أعلِّمه، وشكراً لمن سامحني، ولمن أتاح لي أن أسامحه
وشكراً لقارئ هذه الرسالة الذي منحني من وقته واهتمامه.
منقول
المفضلات