وطني يسافرُ في دمي...
ودمي يسافرُ في الترابْ...
أمتدُّ فيك
وذكرياتي
...
مِنْ ها هنا بدأتْ حياتي ...
من وجْه طفلٍ نام يفترش الترابْ
من دمعة الثكلى تضمّ لصدرها صور الشبابْ
في الحيّ ...في البيت المهدّم ...في القبابْ
في عودة الأحباب للأحبابْ
فتشتُ عنك فما وجدتك في كتابْ
قلّبْتُ كلَّ معاجم التاريخْ ...
والريحُ تعوي في ظلام الليل خلفك والذئابْ
ضاقت بك الأرجاء يا وطني ...
فأغراك السرابْ ...
تركوك تسبح في جراحك والعذابْ ...
إلا المنابر في قبور الشرق تصدح بالدعاءْ
عن ظهر قلبٍ رددوا كلّ الدعاء المستجابْ
فارتد كيدُ المعتدين لنحْرهمْ ...إلا البنادق والحرابْ
الكلبُ ينبحُ يا سحابْ ...
والسيف يأكله القِرابْ ...
وهناك قاهرة (المعزّ) تئنّ من ثقل الصعابْ
مات الرشيدُ فأيقنتْ بغدادُ أنّ الموتَ آبْ
ودمشق تبحث عن خليفتها المُهابْ
فقصورهم من بعد ما رحلوا تعاهدها ذئابْ
قمْ يا صلاح الدين من تحت الترابْ
خلفاء هذا العصر تلهث كالكلابْ
تكسوهمُ حللُ الثيابِ ولا ثيابْ ...
خضعتْ لهم كلّ الرقابْ ...
صهيون آبْ ...
وحواضر الأمجاد تغرق في الضبابْ
أضحتْ خراباً في خرابْ
صهيون آبْ ...
خرجوا لنا من كل بابْ ...
فاستيقظوا يا إخوتي ...
وطني يسافرُ في دمي...
ودمي يسافرُ في الترابْ...
المفضلات