كعكة الفراولة
ذات مرة قدم لي أحد أصدقائي كعكة فراولة باهظة الثمن, ترددت في أكلها, وحاولت أن أشرح له بألطف طريقة ممكنة: “شكراً لك, لكن الخسارة حتمية هنا”, نظر لي باستغراب, ثم واصلت كلامي: “لو كان طعمها سيئاً سوف أُُحرج منك, ولو كانت جيدة سوف أضطر لشرائها في كل مرة بنفس هذا المبلغ”.
رفض صديقي حجتي وألّح علي بأكلها ..
تستطيع أن تتخيل الباقي: الكعكة لذيذة إلى حد النشوة, مما أدى إلى إدمان شديد عليها لفترة طويلة.
الغريب أنها بعد فترة بهتت ..
صارت عادية .. عادية جدا وكأنها خبز يومي جاف ..
لمَ ؟ .. لا أعلم ..
أليست لذيذة في حد ذاتها؟ّّ! .. أم أن لذتها وهمية أنا ابتكرتها حتى مللتها ..
وهل هذا يقع فقط في نطاق هذه الكعكة؟ .. أم أني محاط بالأشياء اللذيذة والجميلة, التي لم أعد قادراً على تعرف جمالها ولذتها؟ ..
وهل أنا قطعة خبز جافة؟, هل في داخلي شيء جميل بحد ذاته؟, أم ليس هناك سوى تراكيب فكرية وهمية قد تضع فيني شيء جميل في ناظر من أحبهم؟ جمال سوف يخبو مع الزمن حين يملّوني؛ لا لخطاء اقترفته ولا لشيء موضوعي ولكن لأن هذا حكم الزمن إذا مر ..
لا أعلم ..
ميليمتر قبل خط النهاية
عبقرية هذه الحياة؛ في كل مره نظن أننا امتلئنا جروحاً تجد مكاناً جديداً تطعننا فيه
سعود العمر
المفضلات