بينهم نساء وأطفال وشيوخ
سلطات الإحتلال تمنع ذوي أسرى غزة من زيارتهم
قالت وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينيين، بأن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عام ونيف فاقم من معاناة المعتقلين وذويهم، وحرمان ذوي أسرى القطاع من زيارة أبنائهم في سجون الإحتلال الإسرائيلي.
وبين تقرير أصدرته وزارة الأسرى والمحررين الأسبوع الماضي، وجود أكثر من تسعة آلاف معتقل فلسطيني، بينهم ( 88 ) أسيرة و( 274 ) طفل، بينهم ( 339 ) أسير معتقل قبل توقيع أتفاقية أوسلو، ومنهم ( 87 ) أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، فيما أمضى ( 11 ) أسيرا أكثر من ربع قرن بشكل متواصل في سجون الإحتلال، وأن لكل واحد من هؤلاء قصصه ومعاناته.
وأكد مدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، أن قوات الإحتلال الإسرائيلي تستهدف الأسرى على أنهم جزء من الشعب الفلسطيني المستهدف دائماً، دون مراعاة لأوضاعهم وأحتياجاتهم، أو حقوقهم وفقاً للمواثيق الدولية، وتمارس بحقهم ما تمارسه بحق شعبهم من قمع وتنكيل وتعذيب وقتل، بذات المضمون ولكن بأشكال مختلفة، بهدف اذلالهم وتجويعهم وعزلهم عن العالم الخارجي، وقتلهم ببطئ جسدياً ونفسياً ومعنوياً.
وبين أن الانتهاكات بحق المعتقلين بلا حدود بدءاً من الإعتقال ومرورا بالتعذيب والإهمال الطبي والحرمان من اداء الشعائر الدينية واغلاق حسابات المقصف ومصادرة الأموال، وليس انتهاء بالحرمان من الزيارات، دون منح الأسرى أيا من الحقوق التي تنص عليها المواثيق والأعراف الدولية.
وأكد فروانة أن سلطات الكيان الصهيوني منعت أعدادا كبيرة من أهالي الأسرى من زيارة أبنائهم بشكل فردي تحت ما يسمى "المنع الأمني" أو بشكل جماعي من خلال عدم انتظام جدول الزيارات، ولكن منذ منتصف حزيران من العام الماضي أتخذت قوات الإحتلال قراراً يحرم بموجبه جميع أهالي الأسرى من زيارة أبنائهم في سجون الإحتلال بشكل كامل كعقاب جماعي.
ويقدر عدد معتقلي قطاع غزة بقرابة ( 890 ) معتقل، منهم 3 أسيرات وعدد من الأطفال والشيوخ وكبار السن والمرضى، بينهم ( 132 ) أسير معتقلين قبل أتفاقية أوسلو منهم ( 18 ) أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، أقدمهم الأسير سليم الكيال المعتقل منذ آيار 1983.
وأعتبرت الوزارة في تقريرها بأن الحرمان الجماعي من الزيارات يعتبر قرار غير مسبوق، حيث لم يسبق أن فرض حصار على الأسرى وذويهم بهذا الشكل وطوال تلك المدة وبشكل جماعي وبقرار رسمي منذ العام 1967، مبينة أن الحرمان من الزيارة يعني أيضاً حرمان الأسير من تلقي أموال "المقصف" عن طريق الأهل، والملابس الشتوية والأغطية الضرورية والأدوية، مما فاقم من معاناة الأسرى خلال فصل الشتاء تحديدا،ً حيث عانى الأسرى من قلة الأموال التي يمكن أن يشتروا بها حاجياتهم الأساسية من مقصف السجن، في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية والطعام كماً ونوعاً المقدمة من قبل ادارة السجون، كما يعانون أيضاً من شح الأغطية والملابس الشتوية مما أدى الى اصابتهم بالعديد من الأمراض، وعدم تمكنهم من تلقي الأدوية الضرورية التي كانت ادارة السجن تسمح بدخولها أحياناً عن طريق الأهل.
وأكدت الوزارة على أن الحرمان من زيارات الأهل معاناة مركبة تثقل كاهل الأسرى وأقاربهم في آن واحد، وتشكل ضربة نفسية قاسية بحقهم، ويخلق فجوة في العلاقة الإجتماعية فيما بينهما.
وبينت الوزارة أن سلطات الإحتلال اعتقلت قرابة ( 9000 ) مواطن ومواطنة خلال عام ونيف من الحصار، وسجل خلال نفس الفترة أكثر من ( 2500 ) قرار اعتقال إداري، ما بين اعتقال جديد وتجديد الإعتقال، في حين أن ستة أسرى إلتحقوا بقائمة شهداء الحركة الأسيرة خلال فترة الحصار.
وأكدت وزارة الأسرى بأنها تبذل قصارى جهودها لتخفيف آثار الحصار عن الأسرى وذويهم بشكل عام ودون تمييز أو استثناء، رغم الصعوبات التي تواجه عملها على مستوى قطاع غزة.
وناشدت الوزراة المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الحقوقية والإنسانية بالتدخل لوضع حد للحصار ولآثاره على الأسرى وذيهم بشكل خاص، والسماح لهم باستئناف زيارات الأهل كحق مشروع كفلته كافة المواثيق الدولية.
المصدر : الحقيقة الدولية – غزة – خاص - 30
المفضلات