تطور السمع واللغة والنطق والتواصل الشفهي عند الاطفال
استكمالا لمتطلب الإعاقة السمعية والبصرية والعقلية
اعداد الطالب : أسامة حمدان الرقب
دكتوراة تربية خاصة
جامعة العلوم الاسلامية العالمية
كلية العلوم والتربوية والدراسات الانسانية
العام الدراسي 2011 – 2012
اشراف الاستاذ الدكتور : صالح الداهري
مقدمـة
يعتبر تعلم الأطفال اللغة أحد الأمور المدهشة في كل الأزمنة ، و هي أيضا واحدة من الأمور التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى غير الإنسانية.حقيقة أن بعض الحيوانات مثل الشمبانزي و بعض الثدييات الأخرى لها بعض الأصوات الشبيهة بالإنسان و التي تستخدم في بعض المواقف الخاصة ، لكن اللغة الإنسانية أكثر من هذا بكثير إنها ذلك الإنجاز العظيم المتميز خلال العصور المختلفة.
و لقد تعددت اللغات اليوم حتى بلغت أكثر من ألف و خمسمائة لغة ، و قد أشارت الدراسات التي أجريت في العديد من البلدان خاصة في ألمانيا و فرنسا وأمريكا ، على أن مراحل إكتساب اللغة عند الطفل واحدة مهما كانت لغاتهم الأصلية.
وتسمى اللغة اللتي يتفاهم بها البشر بأنها اللغة الأم و هذا يدل على أن إكتساب اللغة يتم في مراحل مبكرة من الحياة و لأن تعلم اللغة مرتبط بالأم فهي اللتي تناغي طفلها و تربيه على الأصوات اللغوية حتى يستوي لسانه و تستقيم مخارج حروفه.
و يمر اكتساب اللغة بمرحلتين أساسيتين هما :
أولا: المرحلة السابقة للغة و هي مرحلة تمهيد واستعداد.
ثانيا: المرحلة اللغوية و تظهر خلالها مهارة التكلم و تكاملها.
1-تعريف اللغة:
تعني اللغة بوجه عام كل الوسائل الممكنة للتفاهم بين الناس أو بين الكائنات الحية الأخرى و لذلك فحركة اليد للتحية لغة ، و ايماء الرأس في موقف معين لغة و كل هذه الإشارات تدخل في اللغة بمعناها العام حيث أنها عبارة عن اشارات تؤدي الى فهم معنى ما , فهي بالتالي تخدم نفس الأغراض ، التي تسعى الألفاظ الى تحقيقها ( منسي ، محود ، واخرون 2003 ، ص 225)
أما اللغة بمعناها الخاص فتشير الى الصور اللفظية المعروفة كما تتكون من كلمات و جمل و قواعد و معنى...الخ ، و هي مظهر من مظاهر النمو العقلي و التحضر الإنساني كما أنها وسيلة من وسائل التفكير و التذكر و التخيل.
فاللغة هي تلك المجموعة المعينة من الرموز التي تساعد على التواصل الفكري بين أفراد المجتمع الواحد.و تتضمن المهارات اللغوية والقدرة على الكلام و الكتابة و فهم الرموز الموجودة في لغة الجماعة التي ينتمي اليها الفرد.
2-فوائد اللغة:
و اللغة سواء كانت لفظية (منطوقة او مكتوبة) في صورة كلمات و جمل أو غير لفظية في صورة اشارات ، هي الوسيلة الجوهرية للإتصال الإجتماعي بين الأفراد و الجماعات. كما تمثل بصورتها المكتوبة ، السجل الحافل للثقافة الإنسانية فاللغة هي احدى المعالم القوية لكسب المعرفة و تحصيل العلم.
واكتشاف هذا العالم المجهول الذي نعيش فيه.
3-مظاهر اللغة:
لكل لغة مظهران أساسيان :
أ-المظهر العقلي:
و يتمثل في الفهم و الإدراك و الترتيب للكلمات و الجمل.
فاللغة عبارة عن مجموعة من الرموز التي تمثل المعاني المختلفة ، و العقل يستخدم هذه الرموز لأنها أكثر مطاوعة عند التعبير عن المعاني و الأفكار المختلفة.
ب-المظهر الإجتماعي:
و يظهر في التواصل الفكري بين الأفراد و الجماعات ، كما يبدو في كونها الوسيلة التي تمكن الفرد من الإتصال بالآخرين ، فهي أداة التخاطب و التفاهم و التأثير في الجماعات و الأفراد.
مراحل إكتساب اللغة عند الطفل
(من 01 الى 05 سنوات)
أولا: المرحلة السابقة للغـة:
أ- فترة الصـراخ
ب- فترة المناغـاة
جـ- فترة تقليد الأصوات المسموعة
ثانيا: المرحلة اللغويـــة:
أ - مرحلـة المقاطـع
ب- مرحلة الكلمة الأولى
جـ- مرحلة الكلمة جملة
د - مرحلـة الكــلام
إن اكتساب اللغة علامة على أن الطفل أخذ يتبوأ مكانه في المجتمع ، كما أنه دليل واضح على أن بنية الطفل العقلية أخذت تتطور. و لحصول ذلك التطور هو التعاون بين الطفل و الراشد و التماس المتواصل بينهما.
و اللغة بطبيعة الحال هي صلة الوصل بين الطفل و الراشد و هي الأداة المثلى التي يتم بواسطتها هذا التماس و الإحتكاك.
الا أنها لا تكتسب بصورة تلقائية بل لبد من التدرب على النطق و تعلم كيفيات التكلم و لبد من وقت ليس بقصير قبل أن يتوصل الطفل الى طريقة يرضى عنها الناس. و يمكن تلخيص المدة التي يستغرقها الطفل في اكتساب اللغة الى مرحلتين هما:
أولا: المرحلة السابقة للغة:
و هي مرحلة تمهيد و استعداد و تشتمل بدورها على ثلاث فترات هي:
أ-فترة الصراخCrying :
إن الصرخة الأولى عند الولادة تدل على أن الوليد قد برز الى حيز الوجود مزودا بجهاز التنفس و الحنجرة الضروريين لنمو ملكة التكلم عنده. و علية فإن الصراخ هو نقطة البداية في نشوء اللغة ، إذ سرعان ما يكشف الطفل أنه يستطيع بواسطة الصراخ أن يعبر عن مختلف رغباته و حاجاته.
و الصراخ في الواقع هو مظهر عفوي من مظاهر الهيجان و يمكن أن يعتبر من الأفعال المنعكسة الناتجة عن الإحساس بالجوع أو الألم و الإنزعاج من وضعية غير مريحة.
و غالبا ما يشعر الوالدان أنهما يستطيعان التمييز بين أنواع مختلفة من الصراخ عند الطفل فيما اذا كان ذلك تعبيرا عن الجوع أو الألم و الإنزعاج..الخ. و لكن من المؤكد الى حد الآن أن الصرخات ، الصادرة عند الأطفال غير متميزة بعضها عن بعض.
ب-فترة المناغاة Babbling:
و بعد مضي شهر الى شهر و نصف تقريبا ، يبدأ الأطفال يصدرون أصواتا ليست كالصراخ تماما بل هي أصواتا متشابهة بغض النظر عن جنسيتهم أو قوميتهم أو حتى قدرتهم على التعلم ، إنها مجرد عملية تمرين عضلاتهم و فكهم و لسانهم و أحبالهم الصوتية و حركة الشفاه ، حتى الأطفال الصم يخرجون أصوات المناغاة.
يرى "مسن" Mussen و زملاؤه أن مناغاة الطفل الصغير الذي يقل عمره عن ستة أسابيع لا تتأثر بخبرات البيئة و يظهر تأثير البيئة ابتداء من الأسبوع العاشر تقريبا. فالأطفال الذين ينشأون في أسر يكثر فيها حديث الوالدين مع بعضهما يناغون بدرجة أكبر و تنوع أوسع من الأطفال الذين ينشأون في أسر قليلة الحديث و الحوار.
و يكون استعمال الحروف المتحركة (vowels) أو ما نسميه في العربية بالحركات أكثر عددا في مناغاة الطفل من الحروف الساكنة (consonants).
و أول ما يتلفظ به من الحروف المتحركة هي التي يكون مخرجها من تجويف الفم الأمامي مثل: بابا ، ماما ، دادا. أما اللتي مخرجها تجويف الفم الخلفي فإنها تتأخر عنها في الظهور.
أما الحروف الساكنة فإن الذي يظهر منها هي حروف الحلق و اللهاة. و هي تخالف الحروف المتحركة من حيث نشوءها عند الطفل ، إذ تظهر في أقصى تجويف الفم ، ثم تتلاحق من الخلف الى الأمام ، كلما نما الطفل و كبر (بن عيسى ، حنفي 1980 ، ص 146 ).
لا شك أن مرحلة المناغاة خطوة أولى نحو تعلم الطفل للغة و لكننا لا نعرف على وجه الدقة آليات التحول ، من مجرد اللعب بالصوت الى عادات لفظية خاصة بكل لغة من لغات العالم و كل مانعرفه أن الطفل في مرحلة المناغاة يتكون لديه رصيد كبير من الأصوات و الحروف التي يتدرب على النطق بها ، و أنه عند ما يكبر ، يقتبس من ذلك الرصيد ما يحتاج اليه من حروف.
و لكن اذا تعلم لغة الكبار ، يجد أن تلك الحروف تستعمل مع غيرها ، و تتجاور فيما بينها و يتأثر بعضها ببعض من حيث النطق ، فيضطر الطفل نتيجة لذلك أن يتعلم النطق بها من جديد ، لا كأصوات منعزلة بعضها عن بعض ، بل كحروف تندرج في اطار الكلمة أو الجملة. و لذلك فإن استعمال أصوات المناغاة و إدخاله في اللغة ، لا يتم بصورة عفوية ، بل لبد من الإستماع و التقليد و التعلم.
جـ-فترة تقليد الأصوات المسموعة:
بعد إجتياز الطفل لمرحلة المناغاة ، يحاول أن يقلد الضجات التي يسمعها من حوله ، و خاصة ما كان منها صوتا بشريا ، و هو يفعل ذلك لكي يخترع كلمات من صنعه هو. و على الراشد أن ينتبه لها و يخاطبه بها لكي يتفاهم معه أي أن الراشد يقلد الطفل في التلفظ حتى يشجعه و ينتقل من الأصوات العفوية الى لغة الحروف و الكلمات المركبة تركيبا مفيدا ، الى أن ينقلب التقليد من الطفل الى الراشد بعد أن كان من الراشد الى الطفل و عندها يبدأ الطفل بالإندماج في المحيط والتكيف مع البيئة تكيفا لغويا.
عندما يبلغ الطفل السنة الأولى تظهر على سلوكه اللغوي بوادر التنقليد ، و يصبح قادر على اعادة لفظة يلتقطها بسمعه من الكبار.
و في السنة الثانية يردد الكلمات التي يسمعها و كأنه بذلك يريد أن يرسخها في ذهنه.و يقول العلماء في هذا الصدد أن الأطفال يستجيبون لصوتهم على شكل أشبه ما يكون بالصدى ،أي أن الطفل يتلفظ بشيء ، فيسمع صوته ، فيصبح ذلك الصوت كأنه منبه يحدث استجابة. و تكون تلك الإستجابة بتكرار الصوت المتلفظ به كأنه الصدى و هذا ما يسميه العلماء بالحلقة الصوتية أو الإستجابة الدائرية و قد لوحظ أن الطفل في هذه المرحلة يبدأ في تعلم أسماء الأشياء و الأصوات اللغوية.
و على المربي أن يجعل تلفظ الطفل بإسم الشيء مقترنا بالشيء ذاته و يجعله يكرر إسم ذلك الشيء حتى يصبح هذا الأخير بمثابة المنبه للطفل اذ يدفعه مجرد رؤيته له الى النطق بإسمه.
و تستمر هذه الإستجابة الدائرية حتى بلوغ الطفل سنتين و نصف و بعدها تختفي من كلامه الأجوبة الدائرية شيئا فشيئا و يعوض عنها بالتراكيب اللغوية و الأساليب البيانية التي يقتبسها من لغة الكبار.
ثانيا: المرحلة اللغوية :
أيضا هذه المرحلة يمكن أن تقسم إلى ما يلي :
أ – مرحلة المقاطع :
مثل ماما, بابا و هنا تبدأ المرحلة اللغوية مرفقة بالإشارة أو النبرة أو الصوت أو الملامح الوجهية .
ب – مرحلة الكلمة الأولى :
إن الكلمة الأولى التي ينطق بها الطفل , هي في أغلب الأحيان , ذات مقطع صوتي واحد مضاعف , مثل (ماما , بابا , دادا ) و تقوم أمثال هذه المفردات مقام الجملة فقد يعني بقوله (بابا) أريد الكرة أو أين الكرة ؟ أو أنظر إلى الكرة , و ذلك كله بحسب السياق , وما على الكبار إلا أن يستنتجوا المعنى المقصود من الإشارة التي يرفق بها الطفل الكلمة , أو من نبرة صوته , أو من ملامح وجهه . وأغلب الظن أن الطفل قلما يستعمل الكلمات الأولى للإشارة بها إلى مدلولاتها , لأن الأشياء لا تعنيه إلا بمقدار ما تحوم حول ذاته , ولذلك فهو ينظر إليها من خلال نفسه , أي من خلال رغباته و حاجاته .
جـ – مرحلة الكلمة جملة :
فقبل أن يصل إلى كلمة جملة التي تكون في عامين , حيث 15 شهرا إلى 17 شهرا يبدأ يفهم الأوامر . وعند 18 شهرا يقول و يردد كلمات من الحياة اليومية وينتبه إلى معظم أعضاء جسمه و يتعرف على البعض منها .و في 24 شهرا أي العامين فيقول مثلا ماما حيث يقصد ماما أعطيني الخبز , ويعتمد على ضمير أنا و أنت .
د – مرحلة الكلام :
يبدأ الطفل في هذه المرحلة استعمال السلوك اللغوي اللفظي , حيث نجد النمو اللغوي من خلال محصوله التعبيري قد زاد حيث في 03 سنوات يعبر عن طريق الجمل , يسمع قصص قصيرة يطرح أسئلة : أين , ماذا , متى و كذلك يشارك في الحوار العائلي .
لقد توصل العديد من العلماء في مجال علم النفس أْن متوسط كلمات الطفـل في السنة الواحدة ( 4 ) وفي سنتين ( 272 ) وفي السنة الثالثة ( 896 ) وفي السنة الرابعة ( 1540 ) وفي السنة الخامسة ( 2072 ) وأن معدل الزيادة من السنة الثانية الى السنة السادسة يكون بزيادة (500 ) كلمة في السنة .ويذكر " آلفورت " ( 4000 ) كلمة فــي السنة .
و تشير نتائج الاختبارت اللغوية التامة عند " ديكــدر " الــى ما يلي :
6 5 4 3 2 السنوات
180 158 131 110 62 الأسماء
43 45 39 5 -33 18 الاْفعال
5 - 13 5 - 13 14 5 - 13 5 – 6 الضمائر
15 5 - 16 16 14 7 الظروف
5 - 8 5 - 8 8 6 5 - 6 اْحرف جر
ومن خلال ما توصلت اليه " ديكدر " أن سرعة التقدم في المستويات الدنيا قبل السن المدرسي أكبر من المستويات القريبة من السن المدرسي , كما لاحظت أْن سرعة اكتساب المفردات عند البنات أكبر منه عند البنين فـي جميع أعمـار الطفـولة الاولى ( منسي ، محمد ، واخرون 2003 )
مراحل تطور السمع لدى الطفل
عند الولادة :
ـ يسمع الطفل للكلام .
ـ يبكي عند حدوث صوت مرتفع .
ـ يستيقظ من النوم عند حدوث صوت مرتفع .
منذ الولادة إلى ثلاثة أشهر :
ـ يلتفت الطفل نحوك عندما تتكلم .
ـ يبدو كأنه يميز صوتك فيهدأ عند سماعه إذا كان يبكي .
من أربعة أشهر إلى ستة أشهر :
ـ يستجيب الطفل إلى كلمة لا أو عند تغيير نبرة الصوت .
ـ يبحث طفلك عن مصدر للأصوات الجديدة عليه كرنين الهاتف أو صوت المكنسة الكهربائية وغيرها .
ـ تجذب انتباهه اللعب التي تصدر أصواتاً .
من سبعة أشهر إلى سنة :
ـ يستطيع الطفل تمييز الكلمات الدالة على الأشياء العامة مثل : ( صحن ـ حقيبة ـ حليب ) .
ـ يستجيب للأوامر والطلبات البسيطة مثل : ( تعال هنا ) .
ـ يستمتع بالألعاب الحركية .
ـ يلتفت أو يرفع نظره عند مناداته باسمه .
ـ يصغي حين التحدث إليه .
من عام إلى عامين :
ـ يستطيع طفلك الإشارة إلى الصور في الكتب حين تسميتها باسمها .
ـ يقوم بالإشارة إلى بعض أعضاء الجسم حين يسأل عنها .
ـ يستطيع فهم الأوامر البسيطة مثل : ( ارم الكرة ) .
ـ يستمع إلى القصص وأغاني الأطفال المسلية .
من عامين إلى ثلاثة أعوام :
ـ يفهم طفلك اختلاف المعاني مثل الفرق بين ( كبير وصغير ) ، ( فوق وتحت ) .
ـ يستمر في ملاحظة الأصوات مثل : رنين الهاتف ، ودق الباب ، وصوت التلفزيون .
ـ يستطيع تنفيذ الأوامر المركبة مثل ( هات الكرة وضعها على الطاولة ) ، يسمعك حين تناديه من غرفة أخرى .
ـ يستمع طفلك لجهاز التلفزيون بنفس مستوى ارتفاع الصوت كباقي أفراد الأسرة .
ـ يقوم بالإجابة على الأسئلة البسيطة مثل : ( من ، ماذا ، أين ، لماذا ؟ ) .
من أربعة أعوام إلى خمسة أعوام :
ـ يسمع طفلك ويفهم معظم ما يقال في المدرسة أو البيت .
ـ كل من يتعامل مع طفلك يعتقد أنه يسمع جيداً ( المعلم أو المربية ) .
ـ ينتبه طفلك عند سماع قصة ما ويستطيع الإجابة على بعض الأسئلة البسيطة المتعلقة بها .
كيف تجنب طفلك التعرض لإضطرابات النطق والكلام ؟
هناك أمور يتعين على كل من الأسرة و المجتمع مراعاتها لتجنب كثير من المشاكل وخاصة التعرض لإضطرابات النطق والكلام من جهة ومحاولة مواجهتها والحد من تأثيراتها والإسراع بعلاجها إن حدث من جهة أخرى . فالوقاية خير من العلاج لذلك نود تذكير كل من يهتم بتنشئة الأطفال وتربيتهم ببعض الأمور والإجراءات التي يمكن اتخاذها .
أولاً: الأسرة: على الأسرة مراعاة الأمور التالية سواء قبل الحمل أو أثناءه أو بعده لمواجهة اضطرا بات :
1- إجراء التحاليل الطبية اللازمة لاكتشاف أية عوامل وراثية يمكن أن تنتقل من الوالدين إلى الطفل وقد تسبب اضطرابا في كلامه .
2- توفير الرعاية الصحية المناسبة للأم أثناء الحمل تجنبا لما قد تتعرض له من أمراض تؤثر على الجنين وتسبب اضطرابه .
3- توفير الرعاية الصحية واتخاذ الإجراءات الدقيقة أثناء الوضع حتى لا تتعرض الأم لاضطرا بات الوضع وما قد يسفر عنه إصابات للجنين لعل من أخطرها إصابة المخ .
4- توفير الرعاية الصحية الجيدة للأطفال بعد الولادة مع تزويدهم بالتطعيمات والتحصينات الضرورية لوقايتهم من الأمراض المعدية .
5- اهتمام الأم برعاية طفلها أثناء أعوامه الأولي مع الحرص على الرضاعة الطبيعية وتوفير المثيرات الصوتية وتجنب تركه للمربيات الأجنبيات حتى لا يتعرض نموه اللغوي للسوء .
6- ملاحظة الطفل بدقة للتأكد من سلامة حواسه خاصة السمع وكذلك الكشف الدوري عليه .
7- تشجيع الطفل على التحدث شفهيا باستمرار وفي مختلف المواقف .
8- الاستجابة لمحاولات الطفل للتواصل بموضوعية خاصة بالكلام مع زملائه .
9- التحدث مع الطفل بايجابية حول الأنشطة المتبعة معه أثناء العلاج حتى لا يشعر بالحرج من الحديث عنها .
10- العمل على تغيير اتجاهات جميع الأطفال – داخل المدرسة – نحو أقرانهم ممن يعانون من اضطرا بات النطق والكلام .
ثانياً: بالنسبة للمجتمع: هناك الكثير من السبل التي يمكن أن يوفرها المجتمع للوقاية من تعرض الأطفال لإضطرابات النطق :
1- توفير مراكز الرعاية الصحية لمتابعة الأمهات أثناء الحمل والأطفال عقب الولادة مع توفير التحصينات والتطعيمات اللازمة لهم .
2- توفير البرامج الثقافية والإرشادية التي تقدم للوالدين من خلال مختلف وسائل الإعلام سواء المرئية أو المقروءة أو المسموعة .
3- تشجيع أولياء الأمور على التعلم خاصة الأميين منهم .
4- توفير برامج التوعية للأسرة لتبصيرهم بكيفية الاكتشاف المبكر لما قد يطرأ على أبنائهم من اضطرا بات خاصة في الكلام .
5- توفير البرامج المناسبة لتغيير اتجاهات مختلف أفراد المجتمع نحو الأطفال ذوي الحاجات الخاصة .
6- توفير الدعم اللازم للجامعات لإنشاء أقسام متخصصة لإعداد معلمين ومتخصصين للعمل في مجال التربية الخاصة عامة و علاج اضطرا بات النطق والكلام خاصة نظرا لما يعانيه هذا المجال من نقص كبير .
الاستنتاج
من خلال بحثنا هذا و إطلاعنا على العديد من المصادر و المراجع حول موضوع النمو اللغوي عند الطفل وصلنا إلى بعض النتائج و الاستنتاجات نلخصها فيما يلي :
- أن لا بد للطفل أن يمر بعدة مراحل أثناء نمو لغته .
- أن للأم و الأب الدور الأساسي لإكتساب اللغة عند الطفل .
- وان الطفل في مرحلة ما قبل اللغة يستعمل الصراخ كوسيلة كي تلبى حاجياته و المناغاة للتعبير عن مشاعره وأحاسيسه .
- أما في المرحلة اللغوية تتم تنمية قدرات الطفل العقلية والمعرفية و الخيالية و اللغوية .
- كما لا نقول أن الطفل يتحكم في زمام اللغة بصفة تلقائية و عفوية بل يبقى يتدرب لمدة أطول حتى يكتسب العادات اللفظية أكثر .
- أما مراحل التطور السمعي لدى الطفل فهي تبدا من سماعه للكلام منذ اليوم الاول ، ويصبح الطفل يبكي عند سماعه الصوت المرتفع ، ثم يتطو السمع لديه وصولا الى سماعه وفهمه للكلام فس عمر الخامسة .
وفي الأخير فالتحديد الذي تم بالشهور و السنوات ما هو إلا بتحديد تقريبي و طريقة من أجل الفهم كما نرجو أن نكونا قد وفقنا في تقديم ولو القليل حول اكتساب اللغة عند الطفل , كما أن الطفل معرض للكثير من المشاكل المتعقلة بهذا الموضوع كتأخر اكتساب اللغة وإضطرابات النطق و التأتأة وغيرها من المشاكل التي نحن بصدد دراستها في هذا المقياس .
قائمة المصادر والمراجع
1- الداهري, صالح حسن (2008). سيكولوجية رعاية الكفيف والأصم. الأردن, عمان: دار الصفاء للنشر والتوزيع.
2- الداهري، صالح حسن (2008). أساسيات التوافق النفسي والاضطرابات السلوكية والانفعالية (الأسس والنظريات)، الطبعة الأولى، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان – الأردن
3- منسي ، محمد ، الطواب ، سيد ( 2003) . علم نفس النمو للأطفال– نور للطباعة و الكمبيوتر، الأسكندرية
4- بن عيسى ، حنفي (1980) . محاضرات في علم النفس اللغوي- الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، الجزائر
5- اسماعيل ، محمد (1986) : الأطفال مرآة المجتمع – النمو النفسي
الإجتماعي للطفل في سنواته التكوينية ، المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب، الكويت
6- الروسان ، قاروق ، 2001 سيكولوجية الاطفال غير العاديين ، دار الفكر للطباعة والنشر .
7- العزة ، سعيد ، 2011 ، الاعاقة السمعية واضطرابات الكلام والنطق واللغة ، دار الفكر للطباعة والنشر .
انتهى بحمد الله
المفضلات