المفتـــــــــــــــــول
المفتول أكلة شعبية فلسطينية بامتياز ،لا يشبهها إلا أكلة (الكسكسى) المغربية بالشكل الخارجي فقط ، كما يشبه السكر الملح باللون فقط !!
أما طريقة صنعها وإعدادها فتكون كالتالي :
1- يُجرش القمح البلدي القاسي حتى يُصبح ناعماً ك (السميد) .
2- يٌرش السميد باللكن (الطست) أو في (الباطية) وهي إناء من الخشب على شكل طست عميق تُستعمل للعجين وفتة العدس للأسرة الكبيرة ، ويوضع فوقها الطحين غير المقشور ، حتى تأخذ الأكلة اللون البني ، على عكس الكسكسى الذي يأخذ اللون الأبيض الأشبه بالمعكرونة ، ويُرش قليلاً من الماء .
3- تبدأ عملية الفتل ، حيث تبدأ الصانعة بتحريك الخليط المبلول حتى يُصبح كرات بحجم حبات العدس .
4- بعد الانتهاء من عملية الفتل يوضع المفتول في (القصرية) أو (القور)، وهي وعاء من الفخار يشبه مصفاة الأرز ، غير أنها أكبر حجماً وأكثر عمقا ، مثقبة من الأسفل(القعر) ، ويضع بعضهم (الدفنة ) وهي مليء حفنة من البصل النيء المحَوّج بتشكيلة من البهارات لعل أكثرها الفلفل الأسود ، ولعل الدفنة وما حولها (لسابع جار ) ألذ ما في الأكلة ، أطعمنا الله إياها في مناسبات الفرح (قولوا آمين ) !
5- وتكون الطنجرة أو قدرة الفخار ، حيث يتم سلق اللحم أو الدجاج جاهزة وشبه ناضج ، فيضاف إليها الزهرة المقلية أو الجزر أو ألباذنجان المقلي وهو قليل الاستعمال حتى الندرة ، والحمص المنقوع ( وبعضهم قد يكون أضافه بوقت مبكر لينضج أكثر )، ثم توضع القصرية على باب القدرة ويُشترط أن تكون بحجمها تماما دون فراغات .
6- تكون الطباخة قد أعدت قطعة من العجين ، تقوم بمدها على شكل شريط تلصق القصرية أو ألقور ببعضهما لعدم السماح للبخار بالخروج حتى يتصاعد من خلال الثقوب لإتمام عملية النضج .
7- يبقى المفتول على النار حتى يصبح البخار يتصاعد منه بكثافة ، ويكون القور قد هَبّل ، إذ يُطلق على البخار لقب ( الهبَّال ) ، و يُنزل القور عن القدرة ويُقلب على سدر أو في الباطية وتستخرج الدفنة الناضجة يلتهمها من حضر ، ثم يتم تفكيك المفتول حتى لا تعود حبة ملتصقة بأختها ثم يضاف إليه المرق باللحم بالمحتويات المذكورة أعلاه ، ثم يغطى بوعاء حتى (يرنخ ) أي يمتص المرق .
8- بعدها يتم أكل هذه الأكلة الشعبية العريقة التي عرفها آباؤنا وأجدادنا وعاشت على موائدهم إلى ما شاء الله .
9- من سلبيات المفتول انه يتسبب بالانتفاخ والغازات ومن الضروري عدم أكله ناشفا ، وتركه حتى ينتقع ويمتليء بالمرق ، ومن الضروري إكثار الكمون .
10- هناك نادرة لطيفة إذ أبان الاستعمار البريطاني زار الضابط فورد إحدى القرى الفلسطينية وقدموا له المفتول ، ومن عادة الفلاحين المبالغة بالكريم حتى أن المعزب أو (المحلي ) ( يقطم حوايج الضيف ) أي يمزق ملابسه!!!! وصاروا يبالغون بإطعامه (حتى امتلأ على الأخر ) . وعندما خرج مر بحَجَّار ينقر صخراً ليفجره ، فسأله فورد : ماذا تفعل ؟ فقال : أحفر بالبيريمينه واملأ الثقب باروداً ثم أفجره !!
فقال له فورد : أنت معلوماتك غلط ، لا تحط بارود ، حُط مفتول بقوم الصخر يقول ( بوف ) أي يتفجر !!!!!!!!
وصحتين وعافية على قلوبكم
المفضلات