لم توقف إسرائيل مطلقا عمليات التوسع الاستيطاني، ولا حتى خلال الفترة التي أعلنت فيها تجميده أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2009 وحتى نهاية سبتمبر/أيلول العام الحالي، بل ازدادت أعمال البناء وخاصة في المستوطنات التي تعدها إسرائيل حيوية، كالقدس والأغوار وبعض المناطق بوسط الضفة.
الجزيرة نت رصدت في تغطية خاصة أعمال بناء، وتوسعا استيطانيا في مستعمرتي "مسيكوت" و"مخولا" المقامتين على أراضي الفلسطينيين بمنطقة الأغوار الشمالية، حيث إن البناء قائم على قدم وساق رغم قلة العدد السكاني للمستوطنين بهذه المنطقة، التي تحتل إسرائيل أكثر من 70% من مساحتها البالغة 1303 كيلومترات مربعة.
وبحسب الإحصاءات الفلسطينية فإن أكثر من عشرة آلاف مستوطن، موزعون هناك على اثنتي عشرة مستوطنة ويستهلكون أكثر من خمسة أضعاف استهلاك المواطن الفلسطيني من المياه والزراعة لاستكمال المخطط الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين وترحيلهم بحجج مختلفة.
مروان طوباسي: الإسرائيليون يستغلون 87% من الأراضي الزراعية لصالحهم (الجزيرة نت)
استيطان مستمر
وأكد مروان طوباسي محافظ مدينة طوباس والأغوار الشمالية الفلسطينية أن إسرائيل لم توقف عمليات البناء الاستيطاني في الأغوار الفلسطينية منذ عام 1967، لاسيما بمستوطنتي ميخولا ومسيكوت، اللتين واصلت البناء فيهما خلال فترة التجميد التي أعلن عنها بنيامين نتنياهو، ولا يزال البناء مستمرا إلى الآن.
وذكر طوباسي في حديث للجزيرة نت بما عانته الأغوار من سياسات عنصرية مثل التهجير تحت ذرائع واهية بدءا باعتبارها مناطق عسكرية مغلقة ومحميات طبيعية وأماكن للمستوطنين، وانتهاء بحرمان أهلها من أقل حقوقهم كالمياه والرعي والزراعة وهدم بيوتهم وحظائرهم، في إشارة منه إلى هدم قرية الفارسية قبل عدة أسابيع.
وأضاف "لا يمكن للفلسطينيين سوى الاستفادة من 13% من مساحة الأراضي الزراعية، بينما يستغل الإسرائيليون 87% لصالحهم.
من جانبه قال الخبير بشؤون الاستيطان خليل التفكجي، إن الاستيطان لم يتوقف إطلاقا بل إنه تضاعف في مناطق عديدة خلال فترة ما سمي التجميد، وهو ما اعترفت به إسرائيل رسميا وقدمت له دعما حكوميا ماديا وسياسيا.
وأوضح أن التوسع بمنطقة الأغوار وخاصة في مستوطنتي ميخولا ومسيكوت تريد إسرائيل عبره تمرير أهدافها برسم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.
عمليات التجريف جارية على قدم وساق قرب مستوطنة مسيكوت على أراضي الموطنين (الجزيرة نت)
خارج المفاوضات
وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر الأغوار خارج إطار المفاوضات لاعتبارات أمنية، حيث تقطع التواصل الجغرافي بين الأردن والدولة الفلسطينية مستقبلا، إضافة للأسباب الاقتصادية والأخرى المائية.
وتسيطر إسرائيل –حسب التفكجي- على ثلث الضفة الغربية بسيطرتها على منطقة الأغوار، في حين لا يسيطر الفلسطينيون عليه سوى 50 كلم مربعا منها، متمثلة بمدينة أريحا وبعض القرى الأخرى.
وإضافة إلى الاستيطان بالأغوار شدد التفكجي على أن إسرائيل تسعى لتوسعته في مناطق وسط الضفة الغربية كما هو الحال في مستوطنة "عيلي" المقامة على أراضي قرى جنوب شرق نابلس، حيث تستغلها إسرائيل لقطع أي تواصل جغرافي بين الشمال والوسط مستقبلا، إضافة للسيطرة على مصادر المياه، كما أن هناك سعيا إسرائيليا لإقامة ممر بين الخط الساحلي والأغوار الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
المفضلات