علماء الأزهر يرفضون قرار طنطاوي باستئناف الحوار مع الفاتيكان قبل اعتذار بيندكت السادس عشر
محمد سيد طنطاوي
الحقيقة الدولية- القاهرة-مصطفى عمارة
يدرس الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر إنشاء مركز متخصص في دراسات حوار الأديان داخل جامعة الأزهر تكون مهمته فتح قنوات اتصال دائمة مع الغرب بعد فشل لجنة حوار الأديان بالأزهر التي تأسست عام 1998 في تحقيق أي تقدم يذكر سوى إقامة عدد في اللقاءات بين وفود مسيحية وأخرى مسلمة.
واعتبر البعض أن ظهور بابا الفاتيكان في الأردن جاء كمبادرة جديدة لإحياء روح الحوار بين الأديان التي أصابها الضمور بسبب تصريحاته المسيئة للإسلام عام 2006 حيث ربط بين الإسلام والعنف وكذلك أحداث الحادي عشر من سبتمبر والرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
وحول هذه القضية رفض الشيخ فرحات المنجي مستشار شيخ الأزهر الأسبق بدء الحوار بين الأديان إلا بعد تقديم بابا الفاتيكان الاعتذار للمسلمين عن تصريحاته السابقة المسيئة مؤكدا ان هذا الرجل لا يعترف بالإسلام والقرآن الأمر الذي يؤدي إلى فشل حتمي لكل محاولات الحوار بين الأديان.
وأكد المنجي أن عودة الأزهر للحوار مع الفاتيكان بدون اعتذار البابا سيكون بمثابة تنازل جديد من المسلمين للغرب في حق دينهم وعقيدتهم وشاطره الرأي الدكتور احمد عبد الرحمن الأستاذ بجامعة الأزهر حيث يرى انه لا جدوى في الحوار بدون اعتذار.
وأضاف انه مجرد مجاملات وحوارات شكلية لا تتطرق للأسباب الحقيقية للتوتر بين الإسلام والمسيحية والعمل علي إزالتها موضحا كل ما يحدث هو نزهة للأعضاء المشاركين في الحوار حيث يقومون بالتسوق والإقامة في فنادق خمس نجوم.
في حين يري الدكتور مصطفي الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية ان الفاتيكان دائم التهرب من مناقشة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى فشل وتوتر العلاقات بين الإسلام والمسيحية كما ان الفاتيكان يتهم بعض المسلمين بالمسئولية من أحداث هذا التوتر وهو ما يرد عليه بأنه لا يوجد غلاة في الإسلام.
من جانبه أوضح الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية علي ضرورة اعتذار بابا الفاتيكان حيث ان إساءاته جاءت في إطار الإساءة العامة للإسلام والكراهية لهذا الدين في قيادات الغرب الدينية والسياسية مثل تصريحات بوش ما يؤكد ان ما قيل جاء في إطار التوجه العام السائد ضد المسلمين فالفاتيكان برا اليهود من تهمة قتل المسيح والسياسة جعلتهم براء من قتل الشعب الفلسطيني .
أما الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية فأوضح انه لابد ان نحرص علي توفير فرصة دائمة للحوار بيننا وبين فير المسلمين بدون قيد أو شرط نافيا ضرورة أن يقوم بابا الفاتيكان بالاعتذار أولا عما قاله مؤكدا انه بالرغم من أن الإساءة للإسلام أصبحت نغمة سائدة في الغرب فان ذلك لا يجب ان يؤدي بنا إلى حكم أذاننا عن الحوار مؤكدا على ضرورة أن يتم فتح أفاق جديدة لحوار يفهم به الغرب قضايانا العادلة ويتوقف عن الإساءة وحدد النجار بعض النقاط التي لا ينبغي الخوض فيها أو حتى التنازل عنها وهي الأمور العقائدية مثل الكتب السماوية وعصمة الأنبياء وعقيدة التوحيد عن المسلمين فهي أمور لا داعي لإثارتها في الحوار طالما ان هناك أرضية مشتركة يقف عليها الطرفان دون التطرق إلى الأمور الخلافية .
واتفق معه في الرأي الشيخ عبد الفتاح علام وكيل الأزهر ورئيس لجنة الحوار بين الأديان مؤكدا علي أهمية الحوار بين الأديان في محاولة للتقريب بين وجهات النظر والوصول إلى الأفكار الصائبة، وأكد أن الحوار بين الأديان لا يهدف تحول المسلمين عن دينهم ولا المسيحيين عن دينهم وإنما لدعوة إلى الفضائل والي احترام حقوق الغير وعدم الاعتداء عليهم ورفض الظلم وسلب الأموال بدون وجه حق لذا فهو لا يشترط اعتذار بابا الفاتيكان للمسلمين عن تصريحاته المسيئة لاستئناف الحوار بين الأديان واعتبر أن زيارته الأخيرة للأردن اعتذار ضمني بدر منه في تصريحات عام 2006 .
المصدر : الحقيقة الدولية- القاهرة-مصطفى عمارة- 19.5.2009
المفضلات