أينما تكونوا يدرككم الموت
أبو المأمون
كان سليمان عليه السلام جالساً ذات يوم مع وزير من وزرائه ، فدخل على مجلسه رجل بهيئة جميلة ، فجلس برهة ثم انصرف. فقال الوزير للنبي سليمان عليه السلام:- من هذا الرجل الذي كان يجلس معك يا نبي الله؟. فقال له سليمان عليه السلام:- إنه ملك الموت.
فلما سمع الوزير بذلك ارتعدت أوصاله، واقشَّعر بدنه، واضطربت أعصابه ، وقال لسليمان عليه السلام:- أرجوك أيها الملك أن تأمر الريح أن تحملني إلى بلاد الهند ، فما كان لي أن أجلس في مكان جلس فيه ملك الموت.
ونفَّذ له سليمان عليه السلام ما طلب ، وحملته الريح إلى الهند. وما لبث أن حضر ملك الموت مرة أخرى إلى مجلس سليمان عليه السلام ، وإذا به يسأل سليمان عليه السلام أين الرجل الذي كان يجلس معك؟. فقال له:- حملته الريح إلى بلاد الهند خوفاً منك!. فقال له ملك الموت:- سبحان الله إنني لما رأيته جالساً عندك عجبت لذلك لأنَّ الله سبحانه وتعالى أمرني بقبض روحه في بلاد الهند في ساعة كذا ، فلما رأيته عندك عجبت فقلت سبحان الله إنَّ الله لا يغير الزمان ولا المكان المحدّد لقبض الروح وما كان لي أن أقبض روحه هنا ، فذهبت إلى الهند وتركته ورائي ، وإذا به أمامي في الزمان والمكان المحدَّدين من قبل الله سبحانه وتعالى فقبضت روحه هناك.
المفضلات