يحكى في قديم الزمان ، أن ملكا يعيش في قلعته الجميلة أن عشق فتاة ( هي أيضا جميلة ! ) بسيطة فقيرة ..
كل حكايا الحب هي قصص عالمية _ جميلة _ كقصص الأطفال ، ومبهمة وأشد لسعا مؤلما من روح " شكسبير " .
يقف العشاق أمام باب الحب باستسلام إرادي استعدادا للتعب ،
كي يصبح كله ، لانسان واحد ،
يطرق بقليل حذر ، وكثير شوق يتسلقه إلى كل حواسه ويقتحمه ، هذا الباب منتظرا كل الفرح الذي يحتاجه ليحترق !
مكبوتا في باقة زهور من اسفنج البحر يحملها باليمنى ، ثم يحمل بالتي هي اقرب إلى القلب :
كل الظمأ المعتّق في جوفه من أحزانه التي لا تنفك تتأخر عن الذهاب ، راجيا نعمة النسيان التي سمع الكثير عنها أن تقتسم ذكرياته وتسرقها فتصبح بلا أحد .!.
عندها وعلى احتمال من فقدان السيطرة : لا يعذبه أن نبضه في اذنه يصرخ .. قدر عذابه أن لهذا القلب لا يزال نبضا !
ما عاد يريد الحياة التي يعرفها !
كل ما يريده ، الاغتسال منها بنقاء سكرة العشق بغسول الجسم من لا إرادة .. ليمضي به العشق إلى الفجر البعيد قبل أحد عشر خيبة ! .
لطالما سألت نفسي غير راغبة في اجابة تقنعني :
ما هو العشق ؟ وبماذا يختلف عن الحب ؟
كلاهما : جميل كالألم .. صادق كالألم .. غامر كالألم ،
سارق حاد قاس .. كالألم !!
لماذا ، وكيف أفكر في كل هذا ؟
هل هذه مشاعر .. أم فلسفة ؟!!
من العبث اقناع العقل بما جزم بأمره القلب ، العاشق لن يعيش أبدا في عالم مرتب وهادئ .. وغير مربك ، فالعيش بلا قلب غير ممكن .. ولكن كثر هم من يمارسون هذه الحياة بلا عقل ،
ومن هنا ..
أنصح عقلي أن يطوي كفيه خلف ظهره ، ويمشي تاركا مساحة التحليل للاستيعاب خالية ، فالحب .. هو الحب : !
إجازة نقاهة ، للعقل استغلالها في الراحة !
يُـضحكني بأننا نعرف أن العشق هو لذّة الحياة ، وعلى نفس سطر هذا الفهم نستطرد فهما مناسبا
بأنه ايضا دليلنا للتهلكة !
بأنه : سُــمّ الحياة !
نتذوقه فيبدأ مفعوله يسري في الروح ملتهما كل شيء في طريقه ، حتى " يتربع " على عرش الأهميات ملكا !
صدق " نزار " أن كتب فغنى الـ " ساهر " : زيديني موتا عل الموت إذا يقتلني يحييني .
لسان العاشق السؤال مداومة لموت لذيذ ، أي حياة يرجوها وهي عنده في موته عن الحياة ؟!
لنجد كل العشاق لهم :
مساحة استيعاب واحدة ..
موسيقى واحدة ...
بلوى واحدة .. تفاصيل احتضارات لموت واحد .. واحدة !!
ذات الضياع عن الجهات الأربعة ،
عقل لا يرحل لأنه لم يأت ، مدينة بلا ادراك .. بلا كل شيء
إلا :...
اثنين !
عــــاشقين ،
ظامئين لا يحتاجان وهما معا إلى أي شيء أكثر من عناق ، ولا أقل !
كالمــــاء ! :
أغنية فرح .. كلها دموع !
منذ متى نظن بأن الماء قد يبكي ؟!
الماء لا يبكي .. الماء فقط يغني ويرقص ويركض !
أغنيته ، لا يفهم حسن لحنها ..
فتنة وقعها .. إلا عاشق !
لمسه الحب .. لمسة كالماء ،
جعلت فيه كل شيء ، حيّ !!
المفضلات