مقالات
هل إيران قادرة على خلط الأوراق؟
زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة لسوريا واللقاء الذي جمعه بالرئيس السوري والسيد حسن نصر الله وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية خلطت أوراق الإقليم السياسية والاقتصادية والعسكرية، وهذا يقودنا إلى طرح السؤال التالي: ما هي قوة إيران وما هو دورها في منطقة الشرق الأوسط؟ وهل هناك مبالغة متعمدة لإعطاء الولايات المتحدة وإسرائيل المبرر لضرب إيران ضربة استباقية وبشرعية دولية؟ هناك تصريحات سياسية لعدد من قادة المنطقة تركز على تزايد الدور الإيراني وخاصة في العراق وأفغانستان واليمن ودول أخرى تجعلنا نتساءل كيف يكون لإيران هذا الدور المؤثر المصيري ولا يتحدث أي من السياسيين الإيرانيين عن ذلك على الرغم من أن ذلك سيكون مدعاة فخر للساسة الإيرانيين، حيث تناقلت بعض الصحف أن الرئيس الإيراني يريد أن يشارك في إدارة العالم بعد فشل هيمنة الولايات المتحدة على العالم، وأعتقد أن هذا التضخيم المتعمد لقدرات ودور إيران في المنطقة له أهداف متعددة أهمها: تحذير دول المنطقة وشعوبها من قدرة إيران ومن إمكانية أن يكون لها دور مستقبلي في المنطقة وضرورة التصدي لها ولدورها المحتمل وتخويف الشعوب من تدمير المنطقة.
تأليب الولايات المتحدة والغرب ضد إيران والعمل على تحضير ضربة عسكرية أمريكية إسرائيلية مشتركة ضد المفاعلات النووية والبنى التحتية بحجة أنها تريد شن حرب على دول المنطقة ومنها إسرائيل.
زيادة الترسانة العسكرية لدول المنطقة بحجة الخطر الإيراني وتعزيز الوجود العسكري في المنطقة والعمل على منع أي تقارب إيراني عربي مستقبلاً وإظهار إيران على أنها العدو الحقيقي لشعوب المنطقة.
أمامنا وضع بالغ التعقيد بسبب أن النظام الإيراني يسرع الخطى في اتجاه الطموح النووي، وبنفس الوقت الإصرار الأمريكي والغربي على الحد من قدرات إيران النووية وذلك بعدم التراجع عن المخطط الذي يستهدف إخضاع إيران بالعقوبات بعد الدبلوماسية، وبالمواجهة في حال فشل العقوبات. وفي هذا السياق تحاول إيران الضغط على بعض دول المنطقة لتشكيل محور الممانعة في وجه الولايات المتحدة والعمل على خلط الأوراق في الخليج وضرب المصالح الأمريكية وإغلاق مضيق هرمز وتدمير مصافي النفط وضرب السفن والبوارج البحرية في مياه الخليج، لأن إيران تدرك أن ميزان القوى العسكري ليس في صالحها وإنما تعتمد على الرد الانتقامي وخلط الأوراق في المنطقة وهذا ما تخشاه الإدارة الأمريكية، لأن أمريكا وإسرائيل لا تستطيعان بضربة واحدة الإطباق على إيران وإخضاعها لأن أذرع إيران العسكرية في الداخل والخارج قوية.
أصبح لدى الإدارة الأمريكية قناعة تامة بأن إيران تماطل في المفاوضات مع الغرب وأن هدفها الرئيسي من جولات المحادثات هو فقط لشراء الوقت، لهذا كانت التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات مشددة قد لا تكون نتائجها سريعة ولكن ستنهك إيران وتضعفها في الداخل والذي يعاني أصلاً من مشكلات اقتصادية وسياسية مثل البطالة والفقر والفساد. لذلك تخشى إيران أن تستخدم الإدارة الأمريكية والغرب نفس الأسلوب الذي تم استخدامه مع الإتحاد السوفياتي من حصار اقتصادي وعزل سياسي للتسريع بانهيار النظام الإيراني من الداخل دول الحاجة إلى استخدام القوة العسكرية، لهذا قد تبادر إيران بنقل أزماتها الداخلية إلى الخارج بتحريك أذرعها العسكرية الخارجية، إي إدارة الأزمة بأزمة وخلط أوراق الإقليم بشكل كامل أو بالمبادرة بضرب المصالح الأمريكية.
د. صالح لافي المعايطة
المفضلات