كتبت - سهير بشناق -استراتيجية وزارة ام استراتيجية وزير او اجتهاد وزارة ام اجتهاد وزير , تلك معضلة الحكومات المتعاقبة والوزراء المتعاقبين على كرسي الوزارة , فكل منهم «يجتهد» تحت عنوان استراتيجية جديدة للوزارة , فلا يكاد حبر القرارات يجف حتى يمسح بحبر وزير جديد .
وهذا ينطبق على وزارة التنمية الاجتماعية , اذ ان لكل وزرائها المتعاقبين رؤية مختلفة بالتعامل مع الايتام اومجهولي النسب الذين قضوا سنوات طفولتهم في مراكز الوزارة المعنية برعايتهم وغادروها حينما بلغوا سن (18) , فبعضهم تعاطى مع هذه الفئه على اعتبارهم ابناء الوزارة وعمل على دعمهم ماليا بين فترة واخرى تحت مفهوم مسؤولية الوزارة الانسانية رغم ان البعض منهم يعمل في مهن او وظائف مختلفة .
وزراء اخرون سعوا لمساعدة هذه الفئة من خلال توفير فرص عمل لهم يعتاشون منها وان كان هذا التوجه لم يحل بينهم وبين تقديم مساعدات مالية لهم بين فترة واخرى وخاصة في مناسبات مختلفة كشهر رمضان والاعياد .
وايا كان توجه وزراء التنمية حيال هؤلاء الشباب والفتيات الذين يعانون اوضاعا حياتية صعبة كونهم خرجوا للمجتمع بعد سنوات طويلة قضوها يتنقلون بدور الرعاية , الا ان الوزارة تعتبر بالنسبة لهم ملاذهم الاول والاخير وهي بدورها قدمت دعما كبيرا لهم تمثل بمساعدة فتيات على الزواج وتحمل تكاليف تاثيث منازلهم وتوفير فرص عمل للكثيرين وتقديم مساعدات مالية .
ما حدث الاسبوع الماضي حيال بعض الفتيات اللواتي راجعن الوزارة للحصول على مساعدة مالية كما اعتدن من قبل ، خاصة في شهر رمضان ,تم التعامل معهن باسلوب غير معتاد من قبل اذ رفضت الوزارة تقديم اي دعم مالي لهن الا بعد اجراء دراسة ميدانية لواقع حياتهن واوضاعهن للتاكد من حقهن بالمعونة .
وتبعا لهؤلاء الفتيات فان التعامل الذي قوبلن به من قبل الوزارة لم يكن مقبولا حيث تم طردهن من الوزارة بعد اصرارهن على الحصول على المساعدات وعدم تقبلهن لفكرة اجراء دراسة ميدانية لهن قبل الموافقة على منحهن المساعدة المالية التي اعتدن الحصول عليها خاصة في مناسبات كشهر رمضان والعيد .
الناطق الاعلامي لدى وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط اوضح ما حدث مع هؤلاء الفتيات بقوله : «ان وزير التنمية الاجتماعية وجيه العزايزة لم يقم بطرد الفتاتين من مكتبه، وان جميع الأيتام مرحب بهم بالوزارة الا ان آلية منح المساعدات النقدية قد طرأ عليها تغييرات تنص على إجراء دراسة ميدانية للحالة ، ومراجعة طالب المعونة لمديرية التنمية الاجتماعية في منطقة سكنه .
واشار الرطروط الى ان توجه الوزارة الجديد حيال المساعدات الطارئة وخاصة لدى هذه الفئات بان إي مبلغ أو مساعدة طارئة لن يحل المشكلة من جذورها وان الهدف الذي تسعى إليه وزارة التنمية الاجتماعية، هو إيجاد عمل لهؤلاء الفتيات بهدف دمجهن بالمجتمع ليكن منتجات ، خدمة للوطن وخدمة لهذه الفئة لافتا الى ان الوزارة تتعامل مع المراجعين خصوصاً الأيتام بشكل أنساني .
كما اشار الى أن الفتاتين اللتين حضرتا للوزارة خارج إطار مسؤولية وزارة التنمية الاجتماعية حاليا، كون الأولى متزوجة والثانية لها ذووها مؤكدا ان الفتاتين وغيرهما لن تحصلا على المعونة أو المساعدة أو العون إلا وفقا للتشريعات النافذة.
ويرى اخصائيون اجتماعيون عملوا مع فئات الايتام او مجهولي النسب في دور الرعاية ان هذه الفئات لم تعرف بحياتها سوى وزارة التنمية الاجتماعية وهم حرموا من معنى الاسرة الحقيقية ووجود الابوين وهذا ترك اثرا نفسيا كبيرا عليهم بالرغم من خروجهم من دور الرعاية وانخراطهم بالحياة خارج اسوار المؤسسات .
واشاروا الى ان البعض منهم يرى بالوزارة الباب الذي يجب ان يبقى مفتوحا لهم وان حقهم اللجوء الى الوزارة في اي وقت يطلبون الدعم المالي خاصة وان حياتهم صعبة فحتى الشباب او الفتيات العاملون او المتزوجون غير قادرين على تحمل اعباء الحياة الكثيرة اسوة بفقراء كثيرين يقصدون الوزارة طلبا للمساعدة .
واعتبر اخصائيون ان شمول فئات الايتام او مجهولي النسب بقرار الوزارة الاخير والمتعلق بعدم دعمهم ماليا بين فترة واخرى الا بعد اجراء دراسة ميدانية ليس منصفا بحقهم مؤكدين ان توجه الوزارة بتوفير فرص عمل لهم وحثهم على الاعتماد على الذات والابتعاد عن الاتكالية على الوزارة توجه ايجابي لكنه يجب ان لا يكون مرتبطا بدعمهم ماليا بين فترة واخرى وفي مناسبات معينة خاصة وان اجراء دراسة ميدانية لهم لن تكون نتائجها مرضية كون ظروفهم الحياتية صعبة ومعروفة لدى الوزارة منذ زمن .
ويبقى وضع الفتاتين اللتين قصدتا الوزارة للحصول على مساعدة مالية قبل حلول عيد الفطر وان كان اسلوبهن في المطالبة المالية ليس مرضيا لدى القائمين على وزارة التنمية يبقى بحاجة « للاحتواء « والتفهم لاوضاعهن ولطبيعة الحياة التي عشنها هن وغيرهم من شباب دور الرعاية .
فربط مساعدتهم ماديا بدراسة ميدانية لا يعتبر خطوة ايجابية بحقهم كان يمكن للوزارة ان تستبدلها بتحديد الية تقديم مساعدات مالية لهم في مناسبات معينة فقط وتنظيم القضية باوقات اخرى فهؤلاء هم بحاجة للمساعدة كغيرهم من الفقراء قبل عيد الفطر بالرغم من ان البعض منهم يعمل لكن اليس هناك عاملون اخرون يحصلون على رواتب في نهاية كل شهر وينتظرون « العيدية « من اماكن عملهم بسبب زيادة الاعباء المالية عليهم في مثل هذه الظروف .
توجه الوزارة للفقراء جميعهم الذين يقصدونها للحصول على دعم مالي قبل عيد الفطر وخلال شهر رمضان ولفئات الايتام بربط المعونات بدراسات ميدانية توجه ايجابي لكنه حرم الكثيرين من الفرح الذي لا يزال محكوما بنتائج الدراسات الميدانية التي كان يمكن ان تؤجل بعد انتهاء شهر رمضان المبارك وعيد الفطر .
فالفقير اواليتيم لا يطرق باب الوزارة للمساعدة وهو لا يحتاجها فهم يشتركون بواقع حياتي صعب ومحزن ولا يعرفون سوى ابواب وزارة التنمية الاجتماعية التي كانت لزمن قريب ملجأهم ومصدر فرحهم الذي بات مؤجلا ومرتبطا بنتائج الدراسات الميدانية !
رد مع اقتباس
المفضلات