الحب في زمن الإنفلوونزا
كانت القرية تعيش في سعادة بأهلها وتكافلهم الإجتماعي فيما بينهم،وتقارب منازلهم الطينية من بعضها ادى الى الحميمية بينهم وكأنهم اسرة واحدة وكانوا كالجسد الواحد إذا اشتكى ا
عضو تداعى له الاعضاء بالسهر والحمى،وحتى طبيب المركز الصحي والممرضة ومعلمين المدرسة اصبحوا جزء من النسيج الإجتماعي للقرية .
احمد مدرسا جديدا في القرية وكان نشيطا في عمله ويعامل التلاميذ معاملة رائعة وكأنهم ابناؤه،ويسكن في غرفة ومنافعها قريبة من مركز صحي القرية .
نامت القرية وخيم الظلام والهدوء عليها وفي صباح اليوم الجديد اخذت القرية تتكلم عن اصابة احد ابناء القرية بمرض غامض وقد سآءت حالته وقد يموت، وفعلا هذه الإصابة قد اعدت اخر وانتشر هذا المرض في القرية كأنتشار النار في الهشيم
وعرف المرض بانفلوونزا الخنازير ووصل خبر القرية الى وزارة الصحة فقامت بارسال طاقم طبي وسيارات اسعاف لنقل المصابين الى مستشفيات المدينة، واغلقت المدرسة الى اشعار اخر
وحتى تخف حدة المرض .
وقرر احمد ان يذهب الى اهله في المدينة لأن مدرسته اغلقت ابوابها وعندما إتخذ قراره كانت الساعة السابعة مساء وأضطر ان يبيت الليلة في القرية وهو مستلقي على فراشه
شعر بحرارة وكأنها نار حداد يلين الحديد وأستغرب احمد حرارته المفاجئة وخاف ان يكون احد نقل المرض اليه فذهب مسرعا الى المركزالصحي وكان اللقاء الاول مع ممرضة
المركز الصحي واخذت تقيس الحرارة والضغط وعينه لم تنزل لحظة عنها وقد شعر منذ أن رآها بتحسن ولاول مرة يشعر بدقات قلبه واحست الممرضة بشيْ غريب من نظراته ولكن
لم تفكر بالموضوع لأنها تصادف مرضى كثيرون ودخل احمد الى الطبيب واجرى له الفحص اللازم واعطاه ابرة وعلاج وعاد احمد الى غرفته وحالته افضل واستلقى على فراشه واخذ يفكر بالممرضة ويقول نعم انه الحب من اول نظرة نعم احببتها
وهنا قرر عدم ترك القرية لأن قلبه تعلق فيها ولم ينم في تلك الليلة وهو ينتظر طلوع الشمس حتى يذهب الى الطبيب ليشكره على العلاج المناسب الذي اشفاه بقدرة الله والسبب الرئسي هو أن يرى الممرضة وبدأت الشمس تغزل خيوط الضياء
وذهب الى المركز يرقص فرحا لانه سيرى حبيبته ودخل المركز ووقف عند غرفة الضماد ولم يجدها ووقف ينتظرها ثم جلس على كرسي في غرفة الضماد واذا بها تدخل ومعها ابر وعلب من الشاش الطبي قد احضرته من غرفة اخرى
كانت مستودعا وسقطت علبة ابر ونزلت لتلتقطها وكان نزولهما معا والتقت النظرات مرة اخرى وفي هذه اللحظات استجمع قواه وقال لها احبك....احبك ونظرت اليه نظرة خجولة وابتسامة تنم عن رضى وسعادة وعاد احمد الى غرفته مسرعا
ولم يشكر الطبيب لأن قلبه وعقله وفكره اصبح ملك للممرضة ودخل احمد غرفته فرحا وسعادة لم يشعر بها في حياته وادار المذياع وإذا بصوت كوكب الشرق تشدو
يافؤادي لاتسل اين الهوى كان صرحا من خيال فهوى
اسقني واشرب على اطلاله واروي عني طالما الدمع روى
وهويستمع الى الاغنية يقول يارب توج حبنا بالزواج ولا تجعله خيال ولا تهوي به يارب ونام احمد وهو يحلم بلباسها الأبيض وليلة يأخذها بعيدا ..بعيدا ليكون اسرة سعيدة
وياليته لم يحلم لأن الحلم سيكون معه الى الابد . وانجلى الليل بأحلامه وبدأ نور الحقيقة يظهر جليا مع صباح من صباحات الخريف وسقوط اوراق الشجر
وغبار لاتستطيع الرؤية امتار قليلة وياله من يوم اسود على احمد وقلب احمد عندما اخبره الطبيب بأن ثعبان اسود لدغ حبيبتك ولم يتركها الا جثة هامدة .
نعم انها شجاعة لم تخف من الانفلوونزا ولا من الخنازير ولا من العدوى ولم تمت به بل ماتت بسبب ثعبان نعم صدق من قال :
من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب وألموت واحد
نعم مات حبك في زمن الإنفلوونزا ولكن بلدغة ثعبان
يمنع وضع اى ايميل
رد مع اقتباس
المفضلات