كثيرون هم الأثرياء من المتدينين في عالمنا الإسلامي وكثير منهم يتصدقون ولكنهم قليلون جدا من يحسنون التصرف من هؤلاء الأثرياء وإن لأمتهم عليهم حقا وعتبا وسيسألون عن هذا المال فيما هم أنفقوه .
هل نسي هؤلاء الأثرياء من المتدينين خصوصا إن مالهم يقسم لثلاثة اقسام :
1 - الجزء الذي صرفوه على المأكل والمشرب وملذات الدنيا وهذا الجزء قد فنى .
2 - جزء بقي خلفهم في هذه الدنيا قد تركوه لورثتهم بعد موتهم ولم يستفيدوا منه شيئا . بل سيتصرف به الورثة كيفما يشاؤون .
3 - جزء قد أنفقوه في وجوه الخير وهذا الجزء حقيقة هو الذي ادخروه لأخراهم وبه سينتفعون .
نعم إخوتي قد يقول الغني الثري الذي بنى مسجدا أو قدم صدقة علمت كذا وكذا وفعلا سينال بعمله هذا الأجر الوافر من الله تعالى ولكن السؤال هل أوفى بحق الأخوة بينه وبين مجتمعه ؟
أقول والله المستعان وهي وجهة نظر شخصية : لا والله لم يوفوا بحق مجتمعهم عليهم لا بل قد يكونون ساهموا من حيث لا يشعرون بتكديس الفقر وبل زيادة الفقر والعوز لدى إخوانهم . وكان بإمكانهم عمل الكثير الكثير ولكنهم لم يفعلوا ولتوضيح ذلك أقول ما يلي :
1 - قد يبني هذا المتدين الثري مسجدا بنصف مليون دينار لا بل أكثر بكثير وكان بإمكانه بناء نفس المسجد وبنفس السعه وذلك بتقليل النفقات وبإمكانه توفير مبلغ لا يقل بتاتا عن 50000 دينار وهذه كفيلة بإنقاذ أسرة من الفقر المزمن إلى رغد العيش وذلك بتبني مشروع لهم ومساعدتهم من حيث الخبرة .
2 - أليس بإمكان المليونير المتدين ذو المليون المجمدة أن يحرر بعض الغارقين بالفوائد الربوية ويقوم بتسديد دينهم وأخذ مواثيق عليهم كتلك التي أخذها البنك ولكنه يسترد الدين بلا فوائد فوالله تلك عظيمة أعظم من الصدقة نفسها .
3 - المتدين الثري الذي تصدق عن روح زوجته أو والده بآلاف الدنانير لا بل عشرات الآلاف لأسر عديدة سد رمقهم بها أليس كان بإمكانه تقديم هذا البملغ أو جزء منه لأسرة واحدة بعمل مشروع لها ينقذهم من ضنك العيش لرغد العيش لا بل يتحولون هم لمنقذين آخرين . والله بإمكانهم لكنهم لم يفعلوا .
4 - أليس بإمكانهم بناء مشاريع اسكانية بالأموال المجمدة وتقديم هذه المساكن لأخوانهم الفقراء بسعر التكلفة مضافا لها هامش ربحي بسيط ويشترط على المستفيد وبتعهد قانوني تقديم مبلغ شهري مدى الحياة ولو كان دينارا واحدا لجهة خيرية معينة ليعم الخير وفضله .
5 - بكل بساطة بإمكانهم إنشاء صناديق ربحية ذات هدف إنقاذي بحت لفقراء المسلمين .
6 - ألا يمكن للشركات الاسكانية المملوكة للمتدينين الاثرياء ذات الربح الفاحش ( والذي هم أوجدوا تبريرا لهم بذلك بحجج كثيرة واهية ) من تخصيص شقة في كل مشروع اسكاني يتم تأجيرها لصالح القضاء على الفقر بين بني جلدته من المسلمين .
أخي الثري المتدين لديك الكثير الكثير من الفرص لكي تقتنصها وتدخرها لتؤنس وحشة في القبر بها فرلا تبخل على نفسك وتذكر بأنك وغيرك من القادرين مسؤولون أمام الله تعالى فجهز الإجابة لذلك اليوم المشهود
المفضلات