صريرُ البابِ ينعشُ ذاكرتي
و صوتُ أُمي يتهدلُ بالدعاءِ ان سهِرتُ يوماً على كتابي
و مكالمةُ أبي أيام مناوبتهِ يسألُ عني
وابن عمي فوقَ سطحِ البيتِ يذرعُ الأرضَ جيئةً و ذِهابا
ممسِكاً بيدهِ كتابا
تجت ضوءِ "اللمبةِ" الوحيدة
بردُ الشتاءِ و الدثارُ في فراشي
و لحظةُ نومٍ تراودني
و كوبُ الشاي غفا في حِضني
وأتعبهُ طول الانتظارِ لرشفهِ
و جدتي و "شمبرها" الاسود تأتي متعكزةً بمشيةٍ هدها
التعب
لتسألَ عن حفيدها
و صوتُ زوجينِ مرا من تحتِ نافذتي
يناقشانِ راتب آخر الشهرِ في خُشوع
الى رفقائِنا في النضالِ من بعدنا
الى الذين أصابهمُ الهُزالُ من طولِ الأرق
و الى الذين تحولوا الى "باندا" من فرطِ الدلال
الى العيونِ المحمرةِ أتعبها السهر
و الى العيونِ المتورمةِ في ساعاتِ الصباحِ الأولى
الى الأهل ِ و سياراتهم على بابِ المدارس
تبحثُ عن مكانِ اصطِفافٍ و موطيءٍ قدمٍ للمحاربِ الصغير
و يدُ الأبِ تشُدُ على راحةِ صاحبنِا قيلَ نزولهِ
وتُذُكِرهُ بآيةِ الكُرسي و المعوذات و الصلاةِ على النبي المُصطفى
و قبلةٌ في خُشُوع
و زملاء على بابِ القاعاتِ ينتظرون
يسألون و يتوقعون
و وجهُ المراقب الناشف
و وجهُ المراقب الدافيء
و دفترُ الامتحاناتِ في يدي
و قلمُ حبرٍ مشتاقٌ منذ حينٍ ليفرغ ما في البال
كُل هذا و سحرُ التوجيهي لا يُفارقُ البال...
كلأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأا اام جميل
اخي سيف مساعده ............
المفضلات