بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذا حديث جليل عظيم هنيئا لمن تخلق به وكان من أولئك الأخيار
قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم :
[ أولئك خيار عباد الله عند الله يوم القيامة : الموفون المطيبون ]
صحيح السلسلة الصحيحة
عن عائشة قالت :
ابتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل من الأعراب جزورا _ أو جزائر _
بوسق من تمر الذخرة ( وتمر الذخرة : العجوة )
فرجع به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته والتمس له التمر فلم يجده
فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له :
" يا عبد الله إنا قد ابتعنا منك جزورا _ أو جزائر _ بوسق من تمر الذخيرة ، والتمسناه فلم نجده "
قال : فقال الأعرابي :
واغدراه !
قالت : فهم الناس وقالوا :
قاتلك الله ، أيغدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
قالت :
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" دعوه ، فإن لصاحب الحق مقالا "
ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
" يا عبد الله ! إنا ابتعنا منك جزائر ونحن نظن أن عندنا ما سمينا لك ، فالتمسناه فلم نجده "
فقال الأعرابي :
واغدراه !
فنهمه الناس وقالوا :
قاتلك الله ، أيغدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" دعوه ، فإن لصاحب الحق مقالا "
فردد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك مرتين أو ثلاثا
فلما رآه لا يفقه عنه قال لرجل من أصحابه :
"اذهب إلى خولة بنت حكيم بن أمية فقل لها : رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك :
إن كان عندك وسق من تمر الذخرة فأسلفيناه حتى نؤديه إليك إن شاء الله "
فذهب إليها الرجل ، ثم رجع فقال :
قالت : نعم ، هو عندي يا رسول الله !
فابعث من يقبضه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل :
" اذهب به فأوفه الذي له "
قال : فذهب به فأوفاه الذي له .
قالت : فمر الأعرابي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه .
فقال : جزاك الله خيرا ، فقد أوفيت وأطيبت .
قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أولئك خيار عباد الله عند الله يوم القيامة : الموفون المطيبون "
( الموفون المطيبون : أي الذين يؤدون ما عليهم من الحق بطيب نفس . نهمه : أي زجره ) .
والحمد لله تعالى
المفضلات