اللجنة الأهلية الرجل الحالم ' جون كنغ '
اللجنة الأهلية
بقلم: ولي امر عادي جدا!!!
_ تتسارع خطوات ذلك الرجل الحالم ' جون كنغ ' في محاولة حثيثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من نظام التعليم الذي يقف على حافة الانهيار في قطاع غزة ..
و للأمانة و الموضوعية يمكننا هنا تسجيل جملة من الإنجازات التي تم تحقيقها على هذا الصعيد .. ولكن – كما يقولون – إن الشياطين تكمن في التفاصيل !!
فأسفل كل عنوان كبير عشرات العناوين الصغيرة و التفصيلية و التي تحتاج لمساحاتٍ واسعةٍ للكتابة عنها .. عناوين مثيرة تتدافع متسارعة و تضطرنا للتوقف و التفكير جدياً في جوهر العمل في قطاع التعليم بوكالة الغوث و مدى جدية و ثبات الأسس التي يرتكز عليها حقل التربية و التعليم فيها .
لقد جاء الفصل الثاني طويلاً مملاً , خصوصاً بعد العدوان البشع الذي تعرض له قطاع غزة , وعاني من خلاله أطفالنا أكثر مما عانى منه الآخرون .. و عمدت وكالة الغوث كغيرها من المؤسسات المختلفة إلى محاولة التخفيف عن هؤلاء الأطفال من خلال برامج و أنشطة ترفيهية مختلفة .. كنا نرى الخوف يلون وجوههم البريئة و يمثل أساساً للكثير من مسلكياتهم , و كنا نصطدم يومياً بالكثير من القصص و الحكايا التي التقطتها ذاكرتهم المزدحمة بتفاصيل الحرب و التي لن يستطيع الزمن محوها من رؤوسهم الصغيرة بسهولة !!
و للحقيقة فقد أغدقت وكالة الغوث بالعطاء عليهم .. من برامج تغذيةٍ يوميةٍ و بإشراف متخصصين .. و قرطاسية وبرامج تعليمية و ترفيهية مختلفة إلى جانب سلسلة طويلة من القرارات و التعليمات الموجهة بصورة مبدئية لصالح الطلبة و همومهم .
و قد جاءت النتائج في نهاية تلك السنة كسابقتها حيث اعتبرت مادتي اللغة العربية و الرياضيات مادتي رسوب , وكانتا سيدتا المشهد التعليمي , كما لهما القول الفصل في ترفّع أو رسوب الطالب/ة من مرحلةٍ لأخرى .
و أود هنا تسجيل بعض الملاحظات التي شكلت مواطن إرباك و جدل و ازدواجية معايير أسهمت في تشويه المشهد التربوي و أضرت بالصورة الكلية للجهد الكبير المبذول خلال العام المنصرم :
1_ كان يتوجب القفز عن الآليات المعمول بها سابقاً كاللجان العامة للامتحانات و المراقبة هذا العام لخصوصية الظروف و خطورتها و الضغط النفسي الشديد الذي لازال يعاني منه الكبير قبل الصغير بسبب العدوان الأخير على غزة و كلنا يلاحظ ردود فعل الأطفال عند الاستماع لهدير طائرة في أعالي السماء , و أن يتم اعتبار هذا العام خاضع لإجراءات طوارئ مؤقتة و ذلك تخفيفاً للضغط و خروجاً من عنق الزجاجة التي أدخلتنا الحرب فيها .
2_ رغم الإقرار بأن مادتي اللغة العربية و الرياضيات هما أميرتا المناهج , إلا أن المواد الأخرى لم تكن أقل شأناً في تحديد مصير الطلبة حيث لوحظ وجود الكثير من حالات الرسوب للطلبة في مواد أخرى غير اللغة العربية و الرياضيات , و الأدهى من ذلك ان هؤلاء الذين اجتازوا هاتين المادتين رسبوا بسبب مادة التكنولوجيا أو الدين أو العلوم !! وقد ظهر هذا جلياً في عدد من مدارس المنطقة الوسطى .
3_ لا يجوز اعتبار امتحان الدور الثاني في المواد الأخرى بنفس أهمية مادتي اللغة العربية و الرياضيات خصوصاً و أن الأطفال اجتازوا برامج علاجية خلال العطلة الصيفية , حيث تناولت مواد خاصة و تعرضوا لامتحانات خاصة أيضاً في هاتين المادتين فقط .. أما المواد الأخرى فلم يتم استهداف الطلبة ضمن أية برامج علاجية للاستعداد لامتحانات الدور الثاني .. و الأدهى أن بعض المدارس رفضت تسليم هؤلاء الطلبة الكتب الدراسية اللازمة للمراجعة و الاستعداد للامتحانات !! فأيّ ظلمٍ هذا ؟!
4_ أوعز مدير إحدى المناطق التعليمية لكافة نظار المدارس في منطقته إلى ضرورة التساهل مع الطلبة في امتحانات الدور الثاني للمواد الأخرى و جاءت نسبة النجاح في هذه المدارس 100% ( لم يرسب أحد ) , و بالتالي اقتصر الرسوب و النجاح على مادتي الرياضيات و اللغة العربية فقط , أما في مدارس أخرى فقد حصلت مفاجآت و ذلك باجتياز الطلبة لامتحانات اللغة العربية و الرياضيات بنجاح في حين رسبوا في مواد أخرى مما سيضطرهم إلى عدم الترفع لمرحلة عليا .. و هذا يعني أن معيارين أو أكثر قد حكما التعامل من منطقة تعليمية لأخرى تجسدت في الايعازات الشخصية لمدراء المناطق !!
5_ إن رسوب بعض الطلاب في مادتي اللغة العربية أو الرياضيات بسبب علامة واحدة و أحيانا نصف علامة لهي قسوة غير مبررة , بل هي فذلكة غير مقبولة.. إذ كان يجب أن تكون هناك لجانٌ خاصة لرفع درجات الطلاب الذين يحتاجون لعلامة أو نصف علامة , فمن الظلم و الإجحاف أن يرسب الطالب و يعيد السنة الدراسية بسبب علامة أو نصف علامة حتى و إن كان ذلك في الدور الثاني وبعد تنفيذ برامج المساندة .. فالظروف التي مر بها طلابنا لا يحسدوا عليها !!
6_ لا يجب محاسبة النظار أو المعلمين الذين جاءت نسب طلابهم متدنية خصوصاً بعد الجهود العظيمة التي بذلت خلال العام المنصرم , و لنكون متأكدين بأن ناظر مدرسة بيت حانون - مثلاً – لو نقل مع طاقمه إلى مدارس الرمال في غزة فإن النتائج لن تتأثر و سيحصلون على نسبة عالية و العكس صحيح ..
فالبيئة تدخلت بصورة مباشرة و أسهمت بصورة كبيرة في تحديد مستويات الطلبة و بالتالي نسب و ترتيب المدارس .. فليتوقف الجلد فوراً !!
وأخيراً .. أود إبلاغ المسئولين في وكالة الغوث أن إحدى الطالبات في منطقة النصيرات و التي رسبت في مادة الرياضيات , رغم أنها من الطالبات الجيدات , جاءت ردود فعلها دراماتيكية و خطيرة حيث أقدمت على محاولي انتحار لولا تدخل القدر في اللحظات الأخيرة ليبقيها على قيد الحياة !!
فمن المسئول عن حياة هذه الزهرة لو وصلت حكايتها إلى نهاية مأساوية ؟!
أهي الفتاة نفسها أم أسرتها ؟؟ أهي البيئة المحلية أم المدرسة ؟؟
أم لعله النظام التعليمي نفسه و الذي يصوغ فلسفاته ذلك الرجل الثائر الحالم ' جون قنغ ' ؟؟!
رد مع اقتباس
المفضلات