رفرفت أرزة لبنان على أعلى نقطة في العالم بقياس المسافة (من محور الأرض), حين غرس المغامر اللبناني مكسيم شعيا علم بلاده لحظة وصوله في الخامس والعشرين من نيسان/ابريل الحالي, لقمّة المحيط المتجمد الشمالي, 90 درجة غرباً, بعد رحلة مضنية بدأها مع مغامرين آخرين, لوني دوبر وستيوارت سميث, في الثالث من آذار/مارس الفائت.
كانت رحلة خوض القطب الشمالي, التي استغرقت 53 يوماً, انطلقت من أقصى الشمال الكندي, من جزيرة وورد هنت, اجتاز خلالها المستكشفون الثلاثة, حوالي 650 ميلاً من الجليد, بواسطة مزلاجين لكل فرد, مع حمولة كبيرة يجرّها كل منهم خلفه تشمل مستلزمات الرحلة.
وسارت بعثة "بيري", نسبة إلى الأميركي روبرت بيري أوّل مستكشف وطأ القطب الشمالي في السادس من نيسان/ابريل 1909, بمعدل 10 إلى 12 ميلاً يومياً, ما يقارب العشر ساعات.
وبوصوله للقطب الشمالي, يكون البطل اللبناني مكسيم, قد أدرك القطب الثالث في تحديه الصعب, إذ سبق له أن بلغ قمة ايفرست العام 2005 والقطب الجنوبي العام 2007, في رحلتين شاقتين أيضاً.
وتميزت المغامرة الأخيرة بأنها خيضت فوق المحيط المتجمّد, إذ سار الأبطال الثلاثة فوق طبقة جليدية, تغطي المياه الباردة بسماكة من مترين إلى ثلاثة, وبدرجة حرارة قاربت الـ60 تحت الصفر أحياناً, ومخاطر كبيرة, تتمثل بخطورة تفسخ الجليد والتعرض للسقوط في المياه كما حصل مع أحد زميلي مكسيم, فضلاً عن صعوبة إيجاد مكان صلب لإيوائهم في فترات الراحة.
ولم تكن مخاطر خوض "عباب" المحيط المتجمد الشمالي مقتصرة على الصعوبات المناخية, بل تعدتها إلى تحدي الوقت, كون أن هذا التوقيت من السنة, وتحديداً بدءاً من تاريخ 26 نيسان/ابريل, يتغير المناخ مع ارتفاع يطرأ على درجات الحرارة, فيذوب بعض الجليد تدريجياً, أو يتشقق, ويصبح من المحال وطأه, كما تعجز حينها مروحية القاعدة الروسية, في منطقة بارنيو, المولجة بتأمين عودة المستكشفين عن إتمام مهمتها كون القاعدة تقفل في أواخر الشهر الجاري مع ذوبان الجليد.
المفضلات