كل شيء في هذا الكون يشهد على قدرة الخالق ووحدانيته سبحانه وتعالى، ومن المخلوقات العجيبة هذه الأفعى بجلدها الأخضر البراق، والتي تعمل بالموجات الحرارية لنتأمل خلق الله تعالى....
صورة لأفعى خضراء اكتشفت مؤخراً مع أنواع كثيرة أخرى من الكائنات، ويبلغ طولها 130 سنتمتر، وآلية العمل لدى هذه الأفعى هي الحرارة! فقد زودها الله بأجهزة حساسة للحرارة، تستطيع من خلالها التقاط الموجات الحرارية سواء في الليل أو في النهار، ومن دون أن تراها الفريسة فإن الأفعى تنقض عليها وتلتهمها بسرعة مذهلة، ونقول إن الله تعالى ضمن رزق هذا المخلوق، فقال: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود: 6]. إن الخالق العظيم الذي لم ينس هذه الأفعى في جحرها، أينسى عبداً مؤمناً يقول: يا رب ارزقني؟!
الابل
أفلا ينظرون إلى الإبل
للجمل قدرة على تحمل ظروف صحراوية قاسية كفيلة بقتل معظم الحيوانات الأخرى، وللجمل سنام أو سنامين تعد مستودعاً للدهون حيث تصل كمية الدهون المخزنة بالسنام الواحد إلى 36 كجم وحين الحاجة يتم أيض هذه الدهون فتنتج الطاقة والماء اللازمين وهكذا يبقي الجمل جلداً لمسافات طويلة من السير تبلغ 161 كم دون شرب ماء! كما أن للجمل القدرة على تكييف درجة حرارة جسده ليلا ونهاراً مع درجة حرارة المحيط الخارجي، فهو بذلك نادر التعرق وهذا ما يجعله قادراً على الاحتفاظ بالماء في جسده حتى بدرجات الصحراء المرتفعة كدرجة 49 درجة مئوية.
أنف الجمل أيضاً مصمم بطريقة تعمل على الاحتفاظ ببخار الماء الموجود بهواء الزفير، ومن ثم إرجاعه إلى سوائل الجسم فيقل بذلك فقد الماء، الكلى والأمعاء أيضاً تعملان بكفاءة عالية للاحتفاظ بالماء، وللجمل غطاء سميك يعمل على انعكاس أشعة الشمس الحارة كما يعمل على حمايته من الحرارة المنبعثة من رمال الصحراء الحارة وتعمل قوائمه الطويلة على إبعاد جسده عن الرمال الحارة، إذا اشتد عطش الجمل فإن له القدرة على شرب 135 لتر من الماء في 13 دقيقة فقط!
وللجمل شفاه كبيرة خشنة وفم متين يمكنه ذلك من تناول نباتات الصحراء الشوكية والجافة ويتمتع الجمل بمشية خاصة وأقدام كبيرة غليظة ومستعرضة فلا يغوص في رمال الصحراء برغم وزنه الثقيل مع ما يمكن أن يحمل عليه من أوزان أخرى، للجمل حواجب كثة و صفين من الرموش الطويلة لكل عين وشعر أذن طويل وأنف يغلق بإحكام فلا يتأذى بذلك الجمل برمال الصحراء.
أليس في كل ذلك آيات تنطق بعظيم الخالق تبارك وتعالى وبديع صنعه؟ إن هذه الميزات تدعونا للتفكر في قوله تعالى: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ) [الغاشية: 17 - 21].
قنديل البحر وأخطبوط البحر
الكائنات البحرية كثيرة، والصورة اليمنى هي لقنديل البحر واليسرى لأخطبوط البحر، وتظهر هذه المخلوقات بألوانها الزاهية، إنها مخلوقات رائعة وجميلة ولكنها مدمرة! فقد أفاد باحثون أمريكيون أن أسرابا ضخمة من قناديل البحر اللادغة وحيوانات هلامية مشابهة تخرب الشواطىء في هاواي وخليج المكسيك والبحر المتوسط واستراليا وأماكن أخرى. إن 150 مليون شخص معرضون لقنديل البحر على الصعيد العالمي كل عام وإن نصف مليون شخص لدغوا من القناديل في خليج تشيسابيك قبالة ساحل الولايات المطل على المحيط الأطلسي وحده!!
وفي دراسة موسعة حول قناديل البحر فإن 200 ألف شخص آخرين يلدغون سنويا في ولاية فلوريدا وعشرة ألاف في استراليا من قبل قنديل البحر البرتغالي المميت. إن الصيد وصناعة السياحة في البحر الأسود خسرا 350 مليون دولار بسبب انتشار قنديل البحر المشط. ويقول التقرير إنه يمكن العثور على أكثر من ألف قنديل مشط بحجم قبضة اليد في مساحة متر مكعب في مياه البحر الأسود خلال الأيام التي تنشط فيها القناديل بقوة. ووفقا للدراسة فإن القناديل تأكل بيض الأسماك وتتنافس معها على الغذاء وتقضى على سبل كسب الرزق للصيادين.
انظروا إلى هذا العالم المليء بالأسرار، حيوان بقبضة اليد أو أصغر يشكل تهديداً للبشر، بل ويشكل تهديداً للأسماك والكائنات البحرية، يقول تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدثر: 31]. إنها القوانين التي أودعها الله في عالم البحار، فكل مخلوق ضمن الله رزقه وسخر له أسباب الرزق، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 6].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات