*** فـي ذكرى ميلاد ملك عظيم ..... !!! ***
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة وسبعين عاما ولد الملك الهاشمي الراحل الحسين بن طلال، ورحل عن هذه الدنيا قبل تسع سنوات مودعا من العالم كله. عاش عظيما ورحل عظيما بجنازة اجمعت الدنيا كلها على انها جنازة العصر. في ذكرى ميلاده تتجدد المشاعر الصادقة نحو ذلك الرجل الذي كان احد عوامل الامن والامان لعالم مضطرب بالاحداث. كان ربان السفينة الذي قادها بوطنه وامته الى شاطىء السلامة. كان رجل الصدق والمباديء والصبر والحزم والعمل والرؤية التي تتجاوز حدودالزمان والمكان. وكان الحسين رجل السلام القائم على الحق والعدل واحترام حقوق الانسان. وكان الحسين واحدا من زعماء العالم المعدودين رغم صغر مساحة الاردن وعدد سكانه وموارده الطبيعية.
في ذكرى ميلاد الحسين تتراءى امامنا سبعة واربعون عاما من العمل والانجاز، سبعة واربعون عاما قضاها بين شعبه اخا وابا وقائدا ومعلما. كان يوصل الليل بالنهار لينهض بالاردن ويضعه في مصاف بلدان العالم المتقدم وقد فعل فتحققت في عهده نهضة زراعية وصناعية وتعليمية وصحية وثقافية كبيرة، واعطى الكثير من جهده للمؤسسة العسكرية فكان الجيش العربي الاردني المصطفوي واحدا بين جيوش العالم التي يشار اليها بالبنان في الاعداد والتدريب والانضباط والشجاعة والعمل مع قوات حفظ السلام في مناطق كثيرة من العالم.
لا استطيع في هذه العجالة ان اعدد مناقب الحسين كلها ولكن ينبغي ان اقول ان جلالته هو احد فروع الدوحة الهاشمية الوارفة الظلال. والشيء من معدنه لا يستغرب. فالهاشميون عبر التاريخ قد نذروا انفسهم للامة دفاعا عن قضاياها وشرفها ومصيرها ، وكلما قضى منهم سيدّ قام سيدّ، فالراية الهاشمية ستظل عالية خفاقة ، يسلمها الآباء الى الابناء والاحفاد ، وتلك هي راية الراحل العظيم الحسين قد انتقلت من الملك الباني الى الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين ادامه الله ، الذي يصل الليل بالنهار من اجل اسعاد شعبه وخدمة قضايا امته، فقد حمل الامانة من والده العظيم وواصل المسيرة الهاشمية وصولا الى الاماني والآمال المنشودة باذن الله.
واخيرا ، فان ذكرى ميلاد الحسين ستظل حية في الوجدان الاردني ، عصية على النسيان مرسخة في القلوب كل معاني الحب والولاء والوفاء. رحم الله الحسين رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته انه سميع قريب مجيب الدعاء....
المصدر
جريدة الراي
يوسف الغزو
المفضلات